السفير الأميركي في بغداد: قلقون من دول تريد نفوذا في تشكيل الحكومة العراقية

كريستوفر هيل قال إن العراقيين لن يقبلوا بواحدة ليست صنيعة الداخل

TT

بينما تراقب أطراف أميركية وعراقية التطورات الأخيرة المتعلقة بتشكيل الحكومة العراقية المقبلة، قلل السفير الأميركي لدى العراق كريستوفر هيل من أهمية المشاورات الجارية في طهران حول تلك الحكومة. وشدد هيل على أن «العراقيين لن يقبلوا بحكومة ليست صنيعة الداخل»، مضيفا أن الشعب العراقي يتطلع إلى خدمات أفضل وحكومة تخدمه بدلا من الانشغال بالنقاشات السياسية. وتابع: «أي سياسي عراقي يتجاهل عزيمة الشعب العراقي الذي خرج بقوة في عملية الانتخاب سيرتكب خطأ كبيرا».

وحول الدور الذي تريد أن تلعبه إيران في التأثير على تشكيل الحكومة العراقية الجديدة، قال هيل: «عدد من الدول تريد أن يكون لديها نفوذ في تشكيل الحكومة، نحن قلقون من دول تتدخل، وأوضحنا أننا نريد أن يكون للعراق علاقات جيدة مع دول جواره، ولكن يجب أن تقوم دول الجوار بعمل أفضل في احترام سيادة العراق». وأضاف: «هذه انتخابات عراقية من أجل الشعب العراقي، لا أظن القضية أن الحكومة تُخلق في الخارج»، موضحا أن «هذه ليست مسألة بين إيران والولايات المتحدة، بل القضية هي هل يمكن للعملية في العراق أن تولد حكومة قادرة وتأخذ البلد إلى الأمام». واعتبر أن تصويت الناخبين العراقيين في الانتخابات ومشاركتهم الواسعة تشير إلى التزامهم بالعملية السياسية مما يصعب دور دول أخرى تحاول التأثير على تشكيل الحكومة.

وحاول هيل التقليل من أهمية الاجتماعات التي يجريها مسؤولون عراقيون في إيران أو في دول جوار أخرى، معتبرا أنه «من الصعب القول إن هناك اجتماعات اليوم أكثر من السابق». ورفض هيل مقارنة العراق مع لبنان في ما يخص تشكيل الحكومة، قائلا: «العراق أشياء كثيرة ولكنه ليس لبنان. يجب الحذر من المقارنة مع دول أخرى».

وفي ما يخص محاولات «هيئة العدالة والمساءلة» لمنع عدد من الفائزين في الانتخابات من الانضمام إلى البرلمان بحجة ارتباطهم بحزب البعث، قال هيل: «الأمم المتحدة أوضحت أن الوقت غير مناسب لتحدي أشخاص فازوا بالمقاعد، ولكن الأمم المتحدة أوضحت أيضا أن مثل هذا الطعن يجب أن يكون من خلال القضاء». وأضاف: «من الضروري أن يتعامل العراقيون مع قضية العدالة والمساءلة وكيف يعالجون قضية من لديه علاقات مع نظام البعث»، موضحا: «ما نريد رؤيته عملية شفافة ولا تظهر بأنها سياسية». وشدد على أنه «يجب رؤية كل أقطاب المجتمع، السنة والشيعة والأكراد والعلمانيين، أن يكون لهم فرصة للمشاركة في الحياة السياسية». وأضاف: «لا أسمع أي جهة تريد عزل طائفة معينة، الكل على علم بذلك».

وفي ما يخص المخاوف من اندلاع العنف في العراق، اعتبر هيل أن التطورات في الوقت الراهن محصورة في أن «علينا أن نرى ماذا سيحدث، نحن نراقب الأمور من كثب، ولكن في الوقت الراهن الأمور محدودة في الجهة السياسية».

وكرر هيل التوقع بأن تشكيل الحكومة قد يستغرق أشهرا عدة، مؤكدا أن الولايات المتحدة مستعدة للتعامل مع «أي جهة تم انتخابها ديمقراطيا». وفي ما يخص الخطوات المقبلة بعد تشكيل الحكومة، قال هيل إن هناك تطلعا إلى تحسين الأوضاع الاقتصادية للبلاد، موضحا: «في السنوات الأربع المقبلة سنرى تقدما اقتصاديا والشعب العراقي يريد حكومة تحسن الوضع الاقتصادي وقادرة على استقطاب الاستثمار الضروري بالإضافة إلى التواصل مع دول الجوار».