الإمارات تبكي فقيدها الشاب بعد أقل من عامين على رحيل أخيه الشيخ ناصر

الشيخ أحمد بن زايد العضو المنتدب في جهاز أبو ظبي للاستثمار عرف عنه تطوعه في الكثير من الجمعيات الإنسانية والخيرية

TT

بكت الإمارات أمس الشيخ أحمد بن زايد آل نهيان، نجل خير السلف (الراحل الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان مؤسس دولة الإمارات العربية المتحدة) وشقيق خير الخلف (الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات)، الذي وافته المنية إثر حادث مؤسف تعرضت له طائرته الشراعية، التي كان يستقلها قرب مدينة الرباط، واعتصرت لهذا الحادث المأساوي الأليم قلوب الكثيرين من الذين عرفوا هذا الشيخ الكريم المعروف بحبه لأعمال الخير.

وأعادت هذه الوفاة المأساوية، حادثة أخرى حدثت للشيخ ناصر بن زايد آل نهيان، الذي قضى نحبه في يونيو (حزيران) 2008 في سقوط طائرة مروحية في العاصمة الإماراتية أبوظبي.

ولد الشيخ أحمد بن زايد آل نهيان عام 1969 في مدينة العين التابعة لإمارة أبوظبي، وتخرج من جامعة الإمارات العربية المتحدة ثم التحق بجهاز أبوظبي للاستثمار عام 1994. وهو أحد تسعة عشر ابنا من الذكور للشيخ الراحل زايد بن سلطان، كما أنه شقيق كل من الشيخ سيف، والشيخ حامد، والشيخ خالد، والشيخ عمر.

ومنذ التحاقه بجهاز أبوظبي للاستثمار عمل الشيخ أحمد بن زايد في عدد من دوائر الجهاز المختلفة، وقد أتاحت له هذه الفترة الإلمام بالكثير من أوجه الاستثمارات المختلفة. ففي عام 1997 تم تعيينه عضوا منتدبا في مجلس إدارة جهاز أبوظبي للاستثمار بمرسوم أميري من نائب حاكم إمارة أبوظبي، كما تم تعيينه عضوا للمجلس الأعلى للبترول بتاريخ 19 أبريل (نيسان) 2005 بمرسوم أميري من حاكم إمارة أبوظبي. وقد صنفت مجلة «فوربس» الشيخ أحمد بن زايد عام 2009 في المركز السابع والعشرين بين أكثر الشخصيات نفوذا، التي سيكون لها دور بارز في اقتصاد الشرق الأوسط. وبحسب وكالة الأنباء الإماراتية، فإن وفاة الشيخ أحمد بن زايد تمثل صدمة حقيقية للتيار الإنساني الجامح «الذي يميز غالبية أبناء المجتمع الإماراتي وثقافتهم الراسخة في العطاء والتعاطف مع الآخرين بصرف النظر عن لون وعرق ودين وانتماء هذا الآخر، وهي ذات القيم العربية الأصيلة، التي تعززت منذ لحظة قيام اتحاد الإمارات على يد المغفور له بإذن الله الشيخ زايد، ونهج نهجه الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة وكافة أعضاء المجلس الأعلى حكام الإمارات».

وقد صرح الشيخ أحمد بن زايد في مقابلة مع صحيفة «هاندلسبات» الألمانية اليومية أنه يفضل «أن ينظر إلى جهاز أبوظبي للاستثمار بوصفه مؤسسة تنويع استثمار على المستوى العالمي مع الأخذ في الاعتبار أن الجهة المالكة للجهاز هي حكومة أبوظبي».

وقال إن الرسالة الوحيدة لجهاز أبوظبي للاستثمار الذراع الاستثمارية الرئيسية لإمارة أبوظبي، التي لم تتغير منذ 30 عاما هي ضمان رفاه أبوظبي الحالي والمحافظة عليه.

عرف عن الشيخ أحمد بن زايد ابتعاده عن الأضواء وندرة تصريحاته الإعلامية، لا سيما أن الجهاز الذي يديره يحتاج إلى شخصية تحسب تصريحاتها بدقة، نظرا لما يمكن أن يكون لها من تأثيرات حساسة على المؤسسات المالية الكبرى.

وكان من أولى القرارات التي اتخذها كعضو منتدب في الجهاز زيادة الميزانية المخصصة للتدريب والعمل مع مؤسسات عالمية مثل جامعة هارفرد وغيرها، مركزا على استقطاب المهارات والكفاءات العالمية والحفاظ عليها من خلال وضع هيكل تنظيمي يبعث على التنافس.

لم تمنع ارتباطات الشيخ أحمد وانشغاله في العمل الاقتصادي من ممارسة الأعمال الإنسانية والاجتماعية، فمنذ أن تم تعيينه رئيسا لمجلس أمناء مؤسسة زايد بن سلطان آل نهيان للأعمال الخيرية والإنسانية عام 1996 بمرسوم أميري من نائب حاكم إمارة أبوظبي، وهو يتابع أعمال المؤسسة بشكل مباشر، ولم تمنعه أعماله الأخرى من التركيز على كافة تفاصيل هذه المؤسسة الخيرية التي تحمل اسم والده الراحل «زايد الخير».

وحقق الشيخ أحمد خلال عمله نجاحات عملية مهمة، ويعرف عنه عمل الخير وتطوعه في الكثير من الجمعيات الإنسانية والخيرية داخل وخارج دولة الإمارات العربية المتحدة، كما عرف عنه حبه للمبادرة الإنسانية، وشغفه بالرياضة، وخاصة الرياضات التراثية مثل الصيد بالصقور وغيرها.

يذكر أن الفقيد رزق في يناير (كانون الثاني) عام 2008 بمولود سماه «زايد» على اسم والده الراحل الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان.