محمود قريشي: نرحب بالدور السعودي في إعادة باكستان والهند للمفاوضات

وزير خارجية باكستان لـ «الشرق الأوسط»: مصلحتنا الاستراتيجية أن يسود السلام في أفغانستان لكنه لا يزال بعيد المنال

وزير الخارجية الباكستاني شاه محمود قريشي
TT

رحب وزير الخارجية الباكستاني شاه محمود قريشي بدور المملكة العربية السعودية في إعادة باكستان والهنود إلى طاولة المفاوضات من أجل حل النزاعات العالقة بين البلدين.

وفي مقابلة حصرية مع «الشرق الأوسط» في إسلام آباد، قال وزير الخارجية شاه محمود قريشي إن باكستان تحاول حل جميع الخلافات القائمة مع الهند من خلال المشاورات الثنائية.

وأضاف قريشي: «نود أن تستخدم جميع الدول المهمة في العالم مثل المملكة العربية السعودية نفوذها مع الهند من أجل استئناف المباحثات الثنائية بين الدولتين».

وبسؤاله هل ستكون زيارته إلى المملكة العربية السعودية خطوة أولى تجاه الوساطة من جانب طرف ثالث بين باكستان والهند، قال قريشي: «سنرحب بأي وساطة من طرف ثالث إذا ما وافقت الهند على ذلك».

الجدير بالذكر أن وزير الخارجية الباكستاني سيقوم بزيارة إلى المملكة العربية السعودية بداية من الثالث من أبريل (نيسان) المقبل بناء على دعوة شخصية وجهها إليه وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل. وفي مقابلة مع «الشرق الأوسط»، قال شاه محمود قريشي إنه سيناقش مع وزير الخارجية السعودي الوضع الأمني والسياسي في المنطقة، بما في ذلك العلاقات مع الهند والوضع الأمني الأخير في أفغانستان.

وأثناء زيارته إلى المملكة العربية السعودية، التي ستستمر يومين، سيعقد قريشي مشاورات ثنائية مع وزير الخارجية السعودي حول نطاق واسع من القضايا، تشمل العلاقات التجارية بين باكستان والمملكة العربية السعودية.

وأعرب قريشي عن أمله بأن تضطلع المملكة العربية السعودية بدورها في التأثير على الهند من أجل استئناف المحادثات مع باكستان.

ويقول قريشي: «استمرار الهند في معارضة استئناف الحوار الشامل أمر غير مفهوم على أقل تقدير. نتوقع أن تقوم جميع الدول المهمة، بما في ذلك المملكة العربية السعودية، باستخدام تأثيرهم مع الهند من أجل إقناعها بالعودة إلى طاولة المفاوضات، مما يمكن دولتينا من حل القضايا قديمة الأزل مثل النزاع على جامو وكشمير».

وفيما يلي نص المقابلة التي أجرتها «الشرق الأوسط» مع وزير الخارجية الباكستاني شاه محمود قريشي.

* ماذا تتوقع من زيارتك إلى المملكة العربية السعودية؟

- العلاقات الأخوية بين باكستان والمملكة العربية السعودية قائمة على تطلعاتنا المشتركة والثقة العميقة المتبادلة بيننا، حيث إن المملكة وقفت دوما بجانب باكستان في الأوقات العصيبة التي مرت بها، وينعكس ذلك أيضا في مساهماتها الراسخة في إطار مجموعة أصدقاء باكستان الديمقراطية.

كما تعد المملكة العربية السعودية عضوا أساسيا في المجتمع الدولي. ودأبت على لعب دور مهم وبناء في تعزيز السلام والاستقرار ليس فقط في الشرق الأوسط، بل وفي جميع أنحاء العالم.

وستوفر زيارتي فرصة مهمة لمراجعة العلاقات الثنائية بيننا وتبادل وجهات النظر بشأن القضايا الإقليمية والدولية. وسنستكشف كذلك إمكانيات توسيع وتعزيز التعاون القائم بيننا في العديد من المجالات من أجل مصلحة الشعبين.

* ماذا عن أجندة المحادثات التي ستتم بينك وبين وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل؟

- سنناقش العلاقات الثنائية ونتبادل وجهات النظر بشأن القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك. وفي سياق العلاقات الثنائية، سنناقش بالتفصيل المجالات الاقتصادية والتجارية والطاقة. وسنناقش كذلك فرص العمل بالنسبة لعمالنا ومهنيينا في المملكة العربية السعودية. حيث إن المملكة العربية السعودية قامت في الفترة الأخيرة بتوظيف ألف طبيب من باكستان. ويقترب عدد مواطنينا في المملكة العربية السعودية من 1.5 مليون مواطن، وهي النسبة الأكبر لوجود مواطنينا في أي دولة من دول العالم، ويقدمون إسهامات قيمة في التنمية الاجتماعية والاقتصادية بالمملكة.

* لقد نقلت عنك وسائل الإعلام المحلية قولك إن هذه الزيارة تأتي بعد زيارة رئيس الوزراء الهندي إلى المملكة العربية السعودية. فهل تعتقد أن زيارتك ستكون بمثابة خطوة تجاه بدء عملية وساطة بين باكستان والهند؟

- إنها الهند هي التي تعارض وساطة من طرف ثالث. وفيما يتعلق بباكستان، فإننا نبذل قصارى جهدنا من أجل تسوية الخلافات بيننا، وسنرحب بأي وساطة من طرف ثالث إذا ما وافقت الهند على ذلك.

* ما هو الدور الذي ترى أن المملكة العربية السعودية يمكن أن تلعبه في الوضع الإقليمي في الوقت الذي لا تعد فيه الهند مستعدة لاستئناف الحوار الشامل مع باكستان؟

- إن استمرار الهند في معارضة استئناف الحوار الشامل أمر غير مفهوم على أقل تقدير. نتوقع أن تقوم جميع الدول المهمة، بما في ذلك المملكة العربية السعودية، باستخدام تأثيرها مع الهند من أجل إقناعها بالعودة إلى طاولة المفاوضات، مما يمكن دولتينا من حل القضايا قديمة الأزل مثل النزاع على جامو وكشمير.

* لم تقبل الهند على الإطلاق وساطة من جانب طرف ثالث فيما يتعلق بالخلافات القائمة بينها وبين باكستان. في رأيك، ما الذي أقنع الهند لتسعى إلى تدخل المملكة العربية السعودية في الوضع الحالي؟

- بعد إعطاء بعض المؤشرات في هذا الشأن أثناء زيارة رئيس الوزراء الهندي مانموهان سينغ إلى المملكة العربية السعودية، تراجعت الهند سريعا كما تعرف. إننا لا نعرف ما إذا كانت الهند مستعدة لتقبل وساطة من طرف ثالث أم لا.

* هل ستناقشون الوضع الأمني الإقليمي في المملكة العربية السعودية، خاصة مساعي الهند في الحد من التشدد والتطرف؟

- سنتبادل وجهات النظر وسنناقش جميع القضايا ذات الاهتمام المشترك، بما في ذلك التهديد الذي يمثله التشدد والتطرف. لقد أحدثت المملكة العربية السعودية تطورا مذهلا في معالجة قضية التطرف والعنف. ونفذت باكستان عمليات ناجحة في سوات ومالاكاند، ونواصل بنجاح حربنا ضد التطرف. هناك الكثير الذي يمكن أن نتعاون فيه مع الدول الشقيقة.

* هل ستناقش الوضع في أفغانستان مع المملكة العربية السعودية، خاصة في ظل تداول وسائل الإعلام تقارير بأن الغرب مستعد لبدء حوار مع طالبان في أفغانستان؟

- نعم، سنتبادل وجهات النظر بشأن الوضع القائم في أفغانستان وسنناقش كيفية تعزيز السلام والاستقرار في هذا البلد. من المصلحة الاستراتيجية الباكستانية أن يسود السلام في أفغانستان. إلا أن السلام في البلد لا يزال بعيد المنال من دون مساعٍ حقيقية لتحقيق المصالحة والوحدة. وكما نتفق جميعا، يجب أن تقود أفغانستان بنفسها هذه العملية. إننا مع استكمال هذه العملية بأي طريقة كانت.