اقتراح أميركي بتجميد الاستيطان في القدس 4 أشهر مقابل مفاوضات مباشرة

عريقات لـ«الشرق الأوسط»: لم نبلغ رسميا بذلك.. وإسرائيل تستعد للالتزام أمام واشنطن دون إعلان رسمي

شاب فلسطيني يوزع الحجارة على محتجين خلال مواجهات مع الجنود الاسرائيليين قرب رام الله امس (رويترز)
TT

مع انتشار الأنباء عن اقتراح أميركي لتجميد البناء الاستيطاني في القدس الشرقية والضفة الغربية لمدة أربعة شهور مقابل موافقة الفلسطينيين على مفاوضات مباشرة، يصعد اليمين الإسرائيلي والمستوطنون ضغوطهم على رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، بهدف «تعزيز صموده ضد الرئيس باراك أوباما». ونشر استطلاع رأي جديد يقول إن 54% من المستوطنين يرون أن الحكومة الإسرائيلية لا تمتلك الصلاحيات لإخلاء المستوطنات أو تجميد البناء فيها. وقال 21% إنهم سيقاومون الإخلاء بكل الطرق، بما في ذلك بالمقاومة المسلحة.

وكانت مصادر سياسية إسرائيلية قد كشفت أنه إزاء الإصرار الفلسطيني على رفض التفاوض المباشر أو غير المباشر من دون تجميد البناء الاستيطاني في القدس الشرقية والضفة الغربية ورفض إسرائيل الحديث عن أي تجميد في القدس وبحث قضايا التسوية الدائمة إلا في إطار المفاوضات المباشرة، اقترحت الإدارة الأميركية حلا يقضي بتجميد الاستيطان طيلة أربعة شهور، تجري خلالها مفاوضات مباشرة حول القضايا الكبرى، مثل القدس واللاجئين والحدود والأمن وغيرها.

غير أن صائب عريقات رئيس دائرة المفاوضات في منظمة التحرير الفلسطينية نفى أي علم، بالاقتراح الأميركي، وقال ردا على سؤال إن كان لدى السلطة الفلسطينية علم بالأمر «لم نبلغ رسميا بهذا الاقتراح». وأضاف في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»: «أنا شخصيا على اتصال يومي بالأميركيين، ولم يتحدثوا قط عن مثل هذا الاقتراح» الذي يعتقد عريقات أنه «ليس إلا بالونات اختبار إسرائيلية».

وأوضح عريقات بالقول «إن الإدارة الأميركية تعرف موقفنا، وكذلك موقف الأشقاء العرب من مسألة الاستيطان، وضرورة إلغاء قرار الحكومة الإسرائيلية الأخير (بناء 1600 وحدة سكنية استيطانية في القدس المحتلة)، وكذلك ضمان عدم تنفيذ أي مشاريع استيطانية جديدة».

ورفض عريقات الرد على سؤال إن كانت السلطة الفلسطينية ستقبل بالعودة إلى المفاوضات المباشرة في ما لو قبلت إسرائيل بالاقتراح الأميركي المفترض. وقال «أنا لا أريد الخوض والرد على افتراضات لم أسمع بها».

وقال الناطق باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة لوكالة الصحافة الفرنسية إن تجميد الاستيطان «بشكل كامل خاصة في القدس» هو شرط استئناف المفاوضات. وأضاف أبو ردينة «المطلوب تجميد الاستيطان في القدس أولا، وفي عموم الضفة الغربية، قبل العودة إلى أي مفاوضات مباشرة أو غير مباشرة». وتابع القول «لا بد من تلبية الضوابط التي حددتها القمة العربية في سرت، التي دعت لوجود مرجعيات واضحة لعملية السلام والمفاوضات المباشرة أو غير المباشرة حتى يمكن التقدم في عملية السلام إلى الأمام».

وكشفت صحيفة «هآرتس»، أمس، أنه خلال المناقشات السرية التي أجراها نتنياهو في إطار اللجنة الوزارية السباعية التي يرأسها ويكلفها ببحث القضايا المصيرية، حاول وزير الخارجية، أفيغدور ليبرمان، ونائب رئيس الوزراء، موشيه يعلون، ووزير الداخلية، إيلي يشاي، ووزير الدولة، بيني بيغن، إقناع نتنياهو بضرورة اتخاذ موقف صارم من مطالب أوباما، لكن وزير الدفاع، إيهود باراك، ووزير المخابرات، دان مريدور، أقنعاه بأن الدخول في صدام مع الولايات المتحدة سيلحق ضررا فادحا بمصالح إسرائيل الأمنية والعسكرية، خصوصا في هذا الوقت، الذي تطالب فيه إسرائيل بموقف دولي حازم من إيران.

ولكن إجماعا شاملا ساد أعضاء اللجنة بأن ترفض إسرائيل الإعلان جهارة عن موافقتها على تجميد البناء الاستيطاني. واتفقوا أن يكون الجواب للولايات المتحدة في هذا الموضوع، على النحو التالي «في الشهور الأربعة القريبة، لا توجد أي خطة للبناء في القدس الشرقية، وهذا يكفي للاستجابة للمطالب الفلسطينية».

ومع نشر هذا النبأ، شن المستوطنون وقادة اليمين المتطرف، بمن في ذلك نواب في حزب الليكود، هجوما على أوباما ونتنياهو. وقال رئيس حزب الاتحاد اليميني المعارض، عضو الكنيست يعقوب كاتس، إن هذه ضربة قاصمة لإسرائيل وعار على شعبها. ودعا للتصدي بقوة للرئيس الأميركي «الذي يفرض علينا إملاءاته لأنه يشعر بأننا ضعفاء». وناشد اليمين القيام بنشاطات احتجاج تساند نتنياهو في مواجهة الضغوط الأميركية وتعينه على «حماية مشروع أرض إسرائيل».

وهاجم نائب وزير التطوير الإقليمي، النائب أيوب قرا من الليكود، الرئيس أوباما، ودعا إلى مقاطعته. وقال إن «الوطني الإسرائيلي» يجب أن يتجند اليوم لمساندة نتنياهو بالمظاهرات والمسيرات التي ترفع شعارات ضد أميركا.

من جهة ثانية، يواصل المستوطنون استفزازاتهم للفلسطينيين في القدس الشرقية المحتلة وفي المسجد الأقصى المبارك بشكل خاص. وضبطت الشرطة، الليلة قبل الماضية، عنصرين من اليمين المتشدد وهما يحاولان اقتحام باحة الأقصى بدعوى ذبح القرابين بمناسبة عيد الفصح على جبل الهيكل، باعتبار أنهم يؤمنون بأن المسجد الأقصى قائم على أنقاض الهيكل اليهودي وينبغي إعادة بنائه على أنقاض الأقصى..!! وفي يوم أمس سمحت الشرطة الإسرائيلية لسبعين مصليا يهوديا بدخول باحة الأقصى وإقامة الصلاة فيها بمناسبة عيد الفصح. وفرضت عليهم أن يدخلوا بمجموعات كل منها مؤلفة من عشرة أشخاص، ومنعتهم من الالتقاء معا، حتى لا تبدو تلك صلاة جماعية.