الحركة الشعبية تسحب مرشحها في انتخابات الرئاسة السودانية بسبب «مخالفات انتخابية»

المعارضة السودانية تشدد رفضها لقيام الانتخابات .. والقرار النهائي اليوم

الإعداد للإنتخابات في الخرطوم (رويترز)
TT

أعلنت الحركة الشعبية لتحرير السودان أمس أنها سحبت مرشحها في انتخابات الرئاسة المقرر إجراؤها الشهر الحالي، كما أعلنت أنها ستقاطع الانتخابات على جميع المستويات في دارفور. وقال نائب رئيس الحركة رياك ماشار في تصريحات للصحافيين إن الحركة قررت أن يوقف مرشحها ياسر عرمان حملته لانتخابات رئاسة الجمهورية. وبحسب ماشار فإن القرار اتخذ بسبب استمرار الصراع في دارفور ومخالفات انتخابية، مضيفا أن الحركة ستقاطع أيضا الانتخابات على جميع المستويات في دارفور. وبحسب مراقبين فإن ياسر عرمان كان صاحب أفضل فرصة لمنافسة الرئيس عمر حسن البشير في الانتخابات التعددية الأولى التي تجرى في السودان منذ 1986، لكن المعارضة تؤكد أن الظروف لإجراء انتخابات «حرة ونزيهة» لم تتوفر بعد، وأن الاضطراب الأمني في منطقة دارفور لن يتيح للناخبين المشاركة في الانتخابات. ووصفت بعض جماعات المعارضة الانتخابات أنها ستكون مهزلة في دارفور، حيث ما زالت تقع اشتباكات بعد مرور سبع سنوات على بدء الصراع هناك، فيما شكت أحزاب المعارضة من وقوع مخالفات واسعة النطاق في الاستعدادات للانتخابات، وهددت أيضا بمقاطعتها. وتتجه الأمور وسط قوى جوبا نحو مقاطعة الانتخابات. فيما دخل على خط الأزمة المبعوث الأميركي للسودان أسكوت غريشن، وسيجري في الخرطوم اليوم مباحثات مع شريكي الحكم في البلاد حزب المؤتمر الوطني والحركة الشعبية بغرض إنهاء الأزمة الراهنة بشأن إجراءات الانتخابات.

وقال طارق أبو صالح نائب مدير الإدارة الأميركية في وزارة الخارجية السودانية في تصريحات إن غريشن يجري مباحثات مع المسؤولين في الحكومة حول «سير تنفيذ اتفاق السلام بين الشمال والجنوب وما في ذلك من الاستفتاء لتقرير مصير الجنوب والانتخابات».

وقال فاروق أبو عيسى رئيس الهيئة العامة لأحزاب جوبا في مؤتمر صحافي أمس، إن اجتماع قادة الأحزاب رأى أنه ليس من الحكمة استباق قرار المرشحين لرئاسة الجمهورية، غير أن أبو عيسى أكد أن الأحزاب متمسكة بموقفها الرافض لخوض الانتخابات وفق الإجراءات الحالية.

واعتبر أبو عيسى ما شاع من معلومات بأن الحركة الشعبية ستقاطع الانتخابات في الشمال وتجريها في الجنوب «بالتسريبات الأمنية»، وقال إن حزب المؤتمر الشعبي بزعامة الدكتور حسن الترابي ما زال على موقفه الداعي لخوض الانتخابات، إلا أنه أشار إلى أن الشعبي أكد للمجتمعين أنه لن يشذ عن موقف قوى الإجماع الوطني. وفي تصريحات صحافية، جدد كمال عمر المسؤول السياسي في حزب المؤتمر الشعبي المعارض موقف حزبه بخوض الانتخابات، وقال: «ندعو إلى إجماع من أحزاب (إعلان جوبا) لخوض الانتخابات».

في الوقت نفسه، دخل المكتب السياسي للحركة الشعبية في اجتماع طارئ في عاصمة الجنوب جوبا لبحث آخر خيارات الحركة الشعبية حول الانتخابات. واستبق باقان أموم الأمين العام للحركة الشعبية اجتماع جوبا بالقول إن الحركة الشعبية أخطرت القوى السياسية بموقف حزب المؤتمر الوطني من المذكرة التي دفعوا بها لمؤسسة الرئاسة، والمطالبة بتأجيل الانتخابات وما تبعها من إلغاء اجتماع مرتقب مع مؤسسة الرئاسة، وذكر أنهم أبلغوا القوى السياسية بأن الحركة ستقف مع أي موقف ستتخذه الأحزاب بشأن الانتخابات، سواء بالمشاركة في العملية بشكلها الحالي أو مقاطعتها. وأضاف: «إذا اختاروا خيار المقاطعة فسنقاطع معهم الانتخابات في الشمال فقط، وسنخوضها على مستوى (الجنوب وولايتي النيل الأزرق وجنوب كردفان) لما ينتظر المنطقتين من استفتاء على تقرير المصير ومشورة شعبية» وأضاف: «نحن في انتظار قرار القوى السياسية ومن ثم سنتخذ قرارنا».

طالب أموم الرئيس البشير بالكف عن إطلاق التهديدات لشعب الجنوب بعرقلة الاستفتاء، وقال: «ننصح البشير أن لا يلجأ لتهديد شعب الجنوب، لا سيما أن حق تقرير المصير لم يكن هبة من أي شخص، وإنما جاء نتيجة لنضال شعب الجنوب، وهو قادر على الدفاع عن حقه». وذكر أموم أن البشير يعلم جيدا عدم وجود علاقة بين الانتخابات والاستفتاء، أو اشتراط بضرورة مشاركة الحركة في الانتخابات لإجراء الاستفتاء، وتساءل: «عن الحجج التي يمتلكها البشير للتهديد بعرقلة العملية في ظل أن الحركة لم تطالب بالتأجيل وتخوض الانتخابات على مستوى الجنوب والمنطقتين»، وأضاف: «يبدو أن البشير هذه الأيام في حالة غير مستقرة فيطلق التهديدات تارة بتقطيع أوصال المراقبين الدوليين وطردهم، وأخرى بتهديد شعب الجنوب بعرقلة الاستفتاء»، وطالب باحترام العهود والمواثيق إلى جانب الشعب السوداني.