مولن: الهجوم على قندهار «حجر الزاوية» للحرب في أفغانستان

كابل تستبعد مصالحة حزب حكمتيار قريبا

جنود أفغان خلال تلقيهم تدريبات على فنون الدفاع عن النفس تحت إشراف ضباط أميركيين في قاعدة متقدمة بولاية باكيتا (أ.ف.ب)
TT

أعلن رئيس أركان الجيوش الأميركية الأميرال مايكل مولن خلال مؤتمر صحافي في كابل أمس أن الهجوم على حركة طالبان في معقلها في قندهار (جنوب) يمثل «حجر الزاوية» للحرب في أفغانستان. وقال مولن، الذي قام أول من أمس بجولة تفقدية على القوات المنتشرة في منطقة مرجا في ولاية هلمند المجاورة لقندهار، إن «قندهار هي ما نتطلع إليه الآن. إنها حجر الزاوية في عملية قلب اندفاعة طالبان». وأضاف: «العمليات المقبلة ستكون هناك». وتأتي زيارة الأميرال مولن بعد يومين من زيارة الرئيس الأميركي باراك أوباما المفاجئة والخاطفة إلى كابل حيث التقى الأحد الرئيس الأفغاني حميد كرزاي ثم تفقد القوات الأميركية في قاعدة باغرام العسكرية شمال العاصمة.

ومارجا هي أحد أهداف عملية «مشترك» التي أطلقت في 13 فبراير (شباط) وشملت 15 ألف جندي من قوات الأطلسي والجيش الأفغاني. وهي العملية الأوسع نطاقا لحلف شمال الأطلسي والقوات الأفغانية منذ سقوط نظام طالبان عام 2001. كما أنها تشكل أول اختبار فعلي للرئيس الأميركي منذ إعلانه في ديسمبر (كانون الأول) عن إرسال أكثر من 30 ألف جندي أميركي إضافي كتعزيزات في إطار الاستراتيجية الجديدة التي وضعها الجنرال ستانلي ماكريستال قائد القوات الدولية في أفغانستان. إلى ذلك قال عضو في فريق تفاوضي في أفغانستان إن جماعة متمردة اجتمعت مع الرئيس حميد كرزاي للمرة الثانية ليقترب من ذلك ختام الجولة الأولى من محادثات السلام دون انفراجة، لكن مع وجود التزام بالاستمرار. ومع بلوغ التمرد أوج العنف منذ الإطاحة بطالبان عام 2001 على الرغم من وجود عشرات الآلاف من القوات الأجنبية يقول زعماء غربيون إنه لا يمكن النصر في هذا الصراع عسكريا ولا بد من إجراء محادثات مع بعض المتمردين. وكان مسؤولون أفغان قد قالوا في الأسبوع الماضي إن كرزاي التقى بوفد رفيع من الحزب الإسلامي الذي يتزعمه قلب الدين حكمتيار، وهو من بين ثلاث جماعات رئيسية تحارب القوات الأفغانية والأجنبية في البلاد في أول محادثات مؤكدة مع الجماعة التي تنافس طالبان. وعلى الرغم من أن المحادثات كانت تمهيدية فإن الإعلان الرسمي بعقد هذه الاجتماعات علامة بارزة في حد ذاته بعد شهور من المساعي السرية من كرزاي للاتصال بالمتشددين.

وقال قريب الرحمن سعيد، العضو في وفد الحزب الإسلامي، إن الفريق اختتم مهمته بعد الاجتماع مع الرئيس للمرة الثانية أول من أمس وسوف يطلع الزعيم الهارب قلب الدين حكمتيار على ما دار خلال المحادثات. وقال: «سننقل آراء الرئيس كرزاي إلى زعيمنا وسنحصل على رده بشأنها بعد عدة أسابيع ثم سنعود إلى كابل لاستئناف جولة ثانية من المحادثات». وقدمت الجماعة لكرزاي خطة من 15 نقطة تشمل مطلبا ببدء القوات الغربية الانسحاب من أفغانستان في يوليو (تموز) من العام الحالي والانسحاب تماما في غضون ستة أشهر لكن المشاركين في المحادثات قالوا إن من الممكن التفاوض حول هذه المواعيد. وقال سعيد لـ«رويترز»: «سيجري تعديل مسودة الخطة. نحن مرنون.. نريد أن تستمر هذه العملية ونرى تلك المشاعر من جانب الحكومة أيضا. نحن متأكدون من أن هناك صدقا من كلا الجانبين». ومضى يقول إن تحديد جدول زمني صارم لخروج القوات الأجنبية سيدفع طالبان أيضا إلى الانضمام للمحادثات. ويعتزم الرئيس الأميركي باراك أوباما سحب القوات الأجنبية في يوليو 2011 لكن وتيرة الانسحاب ستتوقف على الظروف القائمة على أرض الواقع. وتتوخى واشنطن الحذر إزاء هذه المسألة قائلة إنها تؤيد جهود أفغانستان للمصالحة مع الجماعات المسلحة الرئيسية لكن لا بد أن تلقي السلاح وتتبرأ من «القاعدة». ويقول مسؤولون أميركيون إن المحادثات مع طالبان ذاتها من غير المرجح أن تكون مثمرة قبل أن يكون لزيادة حجم القوات الأميركية بواقع 30 ألف جندي إضافي مكاسب على أرض المعركة. ولا يعتبر حلف شمال الأطلسي الحزب الإسلامي يمثل خطرا كبيرا مثل طالبان أو شبكة من أتباع قائد المتمردين جلال الدين حقاني المتمركزين أساسا في جنوب شرقي البلاد.