مقتل 12 شخصا وإصابة 27 في انفجارين انتحاريين في داغستان

بوتين: الجناة في داغستان هم نفس جناة تفجيرات موسكو

TT

لم تكن موسكو قد أفاقت بعد من صدمة الانفجارين اللذين وقعا في اثنتين من كبرى محطاتها لمترو الأنفاق حتى باغتها الإرهابيون بعمليتين أخريين في داغستان شمال القوقاز. وقالت مصادر وزارة الداخلية الداغستانية إن انتحاريا اقتحم على متن سيارة مفخخة من طراز «نيفا» تجمعا لرجال الأمن في قلب مدينة قيزليار الداغستانية على مقربة من مقري وزارة الداخلية وجهاز المخابرات، فيما باغت انتحاري آخر في زي رجل شرطة الكثيرين ممن تجمعوا من ممثلي الشرطة والنيابة العامة في موقع الانفجار الأول ليفجر نفسه بعد قرابة نصف ساعة من توقيت الانفجار الأول مما أسفر عن مصرع 12، منهم قائد شرطة قيزليار العقيد فيتالي فيديرنيكوف وإصابة 27 من الأمنيين والمدنيين، منهم تسعة مصابين بجروح خطيرة حسب وكالة أنباء «ريا نوفوستي». وقال رشيد نورغالييف وزير الداخلية الروسية إن الانفجار الأول كان يستهدف المدرسة رقم «1» الواقعة على مقربة من مقر وزارة الداخلية الداغستانية فيما أصدر تعليماته بتشديد الحراسة على مباني المدارس والمؤسسات الحكومية ومقار الأجهزة الأمنية. وكانت المصادر الأمنية كشفت أن السيارة «نيفا» كانت محملة بما يقرب من مائتي كيلوغرام من المتفجرات مما أسفر عن الإطاحة بأسقف بعض المساكن الواقعة على مسافات تبعد عن موقع الانفجار بما يزيد عن مائتي متر. وكان أطفال المدرسة المجاورة أسعد حظا لعدم وجودهم داخلها وقت وقوع الحادث نظرا لأن اليوم كان آخر أيام عطلة الربيع. وسارعت الأجهزة الأمنية بالإعلان عن اكتشافها لهوية الانتحاري الذي قام بتنفيذ الانفجار الثاني مشيرة إلى أنه أحد أبناء المنطقة واسمه داود جبرائيلوف استنادا إلى ما بقي من أشلاء جسده التي تناثرت مع غيرها في موقع الحادث. وفيما أعلن نيكولاي باتروشيف رئيس جهاز الأمن والمخابرات الروسية أن الإرهابيين الذين دبروا انفجاري موسكو على صلة بأجهزة المخابرات الجورجية، مشيرا إلى ضرورة عدم إغفال مثل هذه الفرضية أيضا، قال فلاديمير بوتين رئيس الحكومة الروسية في اجتماع هيئة رئاستها أمس إنه من المحتمل أن تكون نفس العصابة التي دبرت انفجاري موسكو هي التي تقف كذلك وراء انفجاري قيزليار. وأشار إلى أنه «ليس من المهم بالنسبة لروسيا في أي جزء من أراضيها ترتكب مثل هذه الجرائم وإلى أي قومية ينتمي ضحاياها. إننا ننطلق من أن هذه الجرائم ترتكب ضد روسيا كلها». وردا على تصريحات باتروشيف حول الفرضية الجورجية سارع تيمور يكوباشفيلي وزير شؤون الهجرة في جورجيا إلى إعلانه عن استعداد بلاده للتعاون مع روسيا في التحقيق في ملابسات انفجاري مترو موسكو. من جهة أخرى ذكر رئيس الوزراء الروسي فلاديمير بوتين أن المتورطين في الهجمات الانتحارية التي وقعت أمس في جمهورية داغستان الروسية شمال القوقاز هم نفس المتورطين في هجمات مترو موسكو التي وقعت الاثنين. ونقلت وكالة الأنباء الروسية «إنترفاكس» عن بوتين القول: «إننا نرى أن تلك الجرائم ضد روسيا»، موضحا أنه لذلك ليس هناك فرق في أي منطقة وقعت تلك الهجمات أو من الضحايا الذين استهدفتهم. وأمر بوتين وزير الداخلية الروسي رشيد نورجالييف بتشديد الأمن في منطقة النزاع شمال القوقاز. يذكر أن امرأتين قامتا بهجمات انتحارية في مترو موسكو يوم الاثنين الماضي، أسفرت عن مقتل 39 شخصا وإصابة عشرات آخرين.