كيري يعبر من سورية عن قلق بلاده إزاء تدفق الأسلحة إلى المنطقة

الأسد يحذر بعد لقائه بالسيناتور الأميركي من استمرار رفض إسرائيل متطلبات السلام

الرئيس السوري لدى استقباله السيناتور الأميركي جون كيري في القصر الجمهوري بدمشق أمس (إ.ب.أ)
TT

في حين أعرب السيناتور الأميركي جون كيري من سورية، عن قلق بلاده الكبير إزاء تدفق الأسلحة إلى منطقة الشرق الأوسط، جدد الرئيس السوري بشار الأسد دعوته للولايات المتحدة للعب دور داعم للدور التركي في عملية السلام، وحذر من «خطورة الممارسات الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية المحتلة ومن خطورة استمرار رفض إسرائيل للقبول بمتطلبات السلام». جاء ذلك خلال لقائه يوم أمس مع كيري الذي يرأس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ الأميركي، وحضره وزير الخارجية وليد المعلم والمستشارة السياسية والإعلامية في رئاسة الجمهورية بثينة شعبان ونائب وزير الخارجية فيصل المقداد ومدير «إدارة أميركا» في وزارة الخارجية والوفد المرافق للسيناتور كيري. وقال بيان رسمي إن البحث تناول «العلاقات الثنائية وآفاق السلام والمستجدات في المنطقة»، حيث جدد الأسد التأكيد على موقف سورية «الساعي لتحقيق السلام العادل والشامل، وعلى أهمية الدور الأميركي الداعم للدور التركي في عملية السلام، محذرا من خطورة الممارسات الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية المحتلة ومن خطورة استمرار رفض إسرائيل للقبول بمتطلبات السلام». كما تم الاتفاق على «ضرورة مواصلة الحوار البناء بين البلدين، المبني على الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة للوصول إلى حلول إيجابية للقضايا ذات الاهتمام المشترك». وعلى صعيد الملفات الإقليمية في المنطقة، وتحديدا الشأن العراقي، أعرب الجانبان عن أملهما في «أن تشكل الانتخابات العراقية انطلاقة جديدة لتحقيق أمن واستقرار العراق ووحدته». ونقل البيان عن السيناتور كيري إعرابه عن «أمله في مزيد من التقدم في العلاقات بين سورية وأميركا». وفي تصريح للصحافيين عقب اللقاء، قال كيري: «لقد كنت دائما من أنصار الانخراط الأميركي مع سورية وسأستمر في بذل الجهود من أجل تحقيق تقدم في العلاقات الثنائية بين بلدينا.. ولنا مصلحة كبيرة ومشتركة في تبادل وجهات النظر، وقد يكون هناك اختلافات في الرؤى ولكن يجب التصدي لهذه الاختلافات». وأضاف كيري: «أنا مسرور جدا بالعودة إلى دمشق وبإتاحة الفرصة لإجراء مباحثات مطولة وشاملة مع الرئيس الأسد»، موضحا أن «سورية لاعب محوري في تحقيق السلام والاستقرار في المنطقة». ووصف كيري مباحثاته مع الأسد بأنها «إيجابية للغاية وتناولت التحديات الكبيرة التي تواجهها المنطقة»، مشيرا إلى أنه «تم الاتفاق على عدد من الوسائل التي يمكن لسورية والولايات المتحدة والبلدان الأخرى أن تقوم بها من أجل الإسهام بشكل فعال في تغيير الديناميكيات القائمة حاليا». وقال مؤكدا: «سنعمل على تسوية الخلافات من أجل دعم السلام والاستقرار والازدهار، وهدفنا هو التصدي لبعض المشكلات التي تم استغلالها من قبل البعض، والتي من شأنها أن تحقق اختلافا كبيرا في حياة الناس في هذه المنطقة».

كما اعتبر كيري أن «زيارة نائب وزير الخارجية وليام بيرنز إلى سورية وقرار إدارة أوباما بإرسال سفير إلى سورية دليل على أن الانخراط مع سورية يشكل أولوية أولى وعلى أعلى مستويات الإدارة الأميركية». وأعرب كيري عن ثقته التامة بأن «روبرت فورد سيكون ممثلا ممتازا لسياسات أوباما ومبعوثا رائعا لدى سورية»، موضحا أنه أخبر الرئيس الأسد بأن «الرئيس أوباما ووزيرة خارجيته ملتزمان بتمرير تعيين فورد في مجلس الشيوخ بأسرع وقت ممكن». وقال كيري: «ترأست منذ أسابيع جلسة الاستماع لفورد لتعيينه سفيرا لدى سورية، وقلت حينها إن هناك أشياء يمكن أن تقوم بها سورية وأشياء يمكن أن تقوم بها الولايات المتحدة وإسرائيل وتركيا، بعضها بشكل أحادي، وآخر بشكل ثنائي، لكن يمكننا جميعا العمل لبناء الفرص الحقيقية»، وأضاف: «أنا مقتنع وواثق من خلال خبرتي الطويلة بأن الدبلوماسية الحذرة التي نتبعها في الانخراط السياسي مع سورية ستسهم في لعب سورية دورا هاما للغاية في تحقيق السلام الشامل في المنطقة ووضع نهاية لخمسة عقود من الصراع الذي أثر على حياة جميع الناس في هذه المنطقة». وأعرب كيري عن قلق بلاده الكبير إزاء تدفق الأسلحة إلى منطقة الشرق الأوسط، وقال: «ينبغي أن يتوقف هذا الأمر من أجل تدعيم الأمن والاستقرار في المنطقة». وأكد دعم بلاده لجهود سورية لتطوير العلاقات الدبلوماسية مع لبنان وتطوير العلاقات بين شعبي البلدين.. معربا عن أمله في أن «تتمكن الزيارة القادمة لرئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري إلى دمشق من تعميق هذا التقدم».