حرب «أشرطة» بين حماس والجهاد لتأكيد المسؤولية عن عملية «استدراج الأغبياء»

القسام تبث تفاصيل العملية وسرايا القدس تعد بفيلم توثيقي

عنصران من القوات الخاصة الفلسطينية، يستعرضان مهارتيهما خلال امس (ا ب)
TT

بعد التصريحات الصحافية التي أعلن فيها كل طرف مسؤوليته عن عملية خان يونس جنوب قطاع غزة التي أطلق عليها اسم «استدراج الأغبياء»، وقتل فيها ضابط وجندي إسرائيلي، تطور الخلاف بين حركتي الجهاد الإسلامي حول هذه العملية إلى «حرب أشرطة فيديو» ليثبت كل طرف مصداقية روايته.

فقد بثت كتائب «الشهيد عز الدين القسام» الجناح العسكري لحركة حماس شريطا مسجلا، يوثق - حسب قولها - عملية صد مقاتليها لتوغل القوات الخاصة الإسرائيلية شرق خان يونس، يوم الجمعة الماضي. في الوقت نفسه وعدت سرايا القدس الجناح العسكري للجهاد الإسلامي ببث فيلم يوثق العملية ويؤكد مسؤوليتها عنها.

ويبين فيلم كتائب القسام الذي كانت مدته 4 دقائق و5 ثوان، وبثته فضائية «الأقصى» التابعة لحركة حماس، في اللحظات الأولى عبور القوات الخاصة الإسرائيلية الشريط الحدودي (صور لجيب عسكري وأشخاص يتحركون باتجاهات مختلفة). ويتعرف المشاهد على ذلك من خلال عبارة مكتوبة في الشريط تقول: «خروج القوات الخاصة خارج الشريط الحدودي»، ومن ثم بعبارة أخرى تقول: «تقدم القوات الخاصة باتجاه الغرب». ويشير الشريط إلى مقتل الجنديين وإصابة آخرين بعبارة «إصابة الجنود برصاص القسام»، ويظهر الشريط سقوط بعض الأشخاص المتحركين على الأرض. ومن ثم يبين الشريط دخول دبابات إسرائيلية وكذلك سيارات إسعاف من إحدى البوابات على الحدود، وكذلك عملية إخلاء المصابين.

وللتأكيد على عدم دقة هذا الشريط، نقل موقع «فلسطين اليوم»، وهو الموقع المقرب من الجهاد الإسلامي، تعليقا لمراسل ومحلل صحيفة «هآرتس» عاموس هرئيل وآفي يسسخروف يقول إن «الفيديو لا يوثق انفجار القنبلة اليدوية التي كان يحملها في سترته الواقية نائب الكتيبة من غولاني، الرائد اليراز بيرتس، كنتيجة لنار من سلاح خفيف أطلقها الفلسطينيون. وإن الصور التقط من مسافة بعيدة نسبيا، ولهذا فهي لا تسمح بتشخيص ما يجري بالتفصيل». ولفتت الصحيفة حسب ما أورده موقع «فلسطين اليوم» النظر إلى أن حماس «عادت لتدّعي، من خلال هذا النشر بأنها مسؤولة عن الحدث رغم أن الجيش الإسرائيلي يقدّر بأن من سماهم بالمخربين كانوا إجمالا من رجال الجهاد الإسلامي، وأن حماس كانت ضالعة أساسا بإطلاق نار الهاون بعد أن بدأ الاشتباك».

ليس هذا فحسب، بل أعلنت سرايا القدس تفاصيل العملية ووعدت ببث فيلم يوثقها. وقالت على لسان أحد عناصرها خلال المهرجان التأبيني لقائد العملية سليمان عرفات، نظم الليلة قبل الماضية شرق خان يونس: «إن العملية خطط لها منذ شهر ونصف الشهر»، موضحة أنهم «كانوا يراقبون تحركات آليات العدو على الشريط الحدودي في تلك المنطقة، حيث تم تصوير المكان في أوقات مختلفة للبحث عن ثغرة يمكن من خلالها إرباك العدو وتحقيق عنصر المفاجأة الذي تحقق بالفعل - بفضل الله». وتحدث المقاوم الذي لم يذكر اسمه عن تفاصيل الإعداد للعملية وكذلك عملية تمويه الجنود الإسرائيليين واستدراجهم، وقال إن عملية إطلاق النار نحو الجنود استمرت عدة دقائق، «قمنا في أثنائها بتفجير العبوة الناسفة التي تم وضعها قبل عدة أسابيع، وإطلاق قذيفة (آر بي جي) وزخات من الرصاص، لتمكين قائد العملية سليمان عرفات ورفيقه من الانسحاب». وأضاف: «إن سليمان أوعز للمجاهد الذي كان بصحبته بسبب إصابته بالانسحاب وفقا للخطة، فيما قرر هو التخندق في مكانه لقتل المزيد من جنود الاحتلال». واعتبر المقاوم أن تمثيل الجنود الإسرائيليين بجثمان عرفات تأكيد «لا يدع مجالا للشك على ما حققه الشهيد من انتصار وتكبيد لجيش الاحتلال خسائر فادحة».