فرق الأرامل الانتحاريات وراء تفجيرات موسكو.. وعمروف يعلن مسؤوليته

روسيا تدفن قتلاها.. وميدفيديف يحدد أولوياته في زيارة مفاجئة لداغستان

أقارب أنا بريمايكوفا، 35 عاما، التي قتلت في التفجير الانتحاري الذي ضرب مترو أنفاق موسكو يوم السبت الماضي، خلال تشييع جثمانها أمس (إ.ب.أ)
TT

ساد التوتر في روسيا أمس بعد انفجار دام جديد هز القوقاز وتوعد حركة «إمارة القوقاز» الإسلامية بتنفيذ اعتداءات جديدة مثل اللتين أسفرتا عن سقوط 39 قتيلا في مترو موسكو الاثنين الماضي. وفي حين ما زال الأهالي تحت صدمة الاعتداءين الانتحاريين في مترو العاصمة، تستعد البلاد لدفن القتلى الذين يتوقع تشييع جثامينهم في 9 مقابر بموسكو وإعادة جثث 16 منهم إلى عدة مناطق من البلاد، وحتى إلى جمهورية طاجيكستان في آسيا الوسطى. وجاء تفجير سيارة مفخخة في وقت مبكر من صباح أمس تأكيدا جديدا على القصور الأمني الذي يتواصل في كثير من مناطق الدولة الروسية. وأشارت المصادر إلى أن الانفجار أسفر عن مصرع شخصين وإصابة ثالث فيما لمحت إلى أن الضحايا كانوا يستهدفون على ما يبدو نقل المتفجرات إلى مكان مجهول. وقد أعقبت الإعلان عن الانفجار الرحلة المفاجئة التي قام بها الرئيس الروسي ميدفيديف؛ في محاولة من جانبه لتأكيد مدى الاهتمام الذي يعيره لمواجهة الإرهاب أينما كان. ونقلت المصادر الرسمية عنه دعوته إلى اتخاذ أقسى التدابير من أجل اجتثاث أوكار الإرهاب. وحدد ميدفيديف في اجتماعه مع رؤساء جمهوريات شمال القوقاز عددا من المهام وفي مقدمتها تعزيز الأجهزة الأمنية وتوجيه أقسى الضربات للإرهابيين ومعاقلهم ودعم كل من يعلن قطع علاقاته مع الإرهابيين إلى جانب تنمية وتطوير المنطقة اقتصاديا وعلميا وثقافيا وهو ما سبق وقاله خلال رحلته الأولى إلى المنطقة العام الماضي. وتشير الشواهد إلى أن ما تلا عمليتي موسكو وقيزليار في داغستان من أحداث يؤكد ضلوع المجموعات الإرهابية في شمال القوقاز في تدبير العمليات الإرهابية الأخيرة وهو ما سارع الكسندر بورتنيكوف رئيس جهاز الأمن والمخابرات الروسية إلى الإشارة إليه في أعقاب عمليتي موسكو وما اعترف به بعد تردد لم يستمر طويلا دوكو عمروف «أمير إمارة القوقاز» في الشيشان. وقد كشفت الأجهزة الأمنية عن اسم إحدى الفتاتين اللتين فجرتا عربتي مترو أنفاق موسكو يوم الاثنين الماضي.. مارخا اوسترخانوفا ذات العشرين عاما وكانت حتى الأمس القريب في عداد المفقودين. مارخا أرملة سعيد أمين خيزرييف أحد قيادات مقاتلي غوديرميس موطن الرئيس الشيشاني رمضان قادروف. وتقول المصادر الأمنية إن خيزرييف لقى مصرعه لدى إحدى محاولات اغتيال الرئيس قادروف. ونقلت المصادر عن أهل مارخا قولهم إنها التحقت بمجموعات المقاتلين بعد أن تركت بيتها دون سابق إعلان وحتى أبلغتهم لاحقا بأنها تزوجت الأمير خيزرييف. وذلك يعني أن الأمر يتعلق بفرق الأرامل الانتحاريات التي سبق وأعلن عن تشكيلها في فيدينو جنوبي الشيشان قائد مقاتلي الشيشان شاميل باسايف الذي لقي مصرعه منذ بضع سنوات بعد تاريخ حافل بكل أشكال الإرهاب لما يزيد عن الخمسة عشر عاما. وأشارت المصادر إلى أن دوكو عمروف أمير إمارة القوقاز، يشرف شخصيا على إعداد هذه الفرق الإرهابية النسائية. وتقول الأجهزة الأمنية إن الإرهابيتين وصلتا موسكو عبر قيزليار التي شهدت أول من أمس عمليتين إرهابيتين أخريين مما يؤكد ما قاله فلاديمير بوتين رئيس الحكومة الروسية حول أن العمليات الإرهابية في موسكو وقيزليار من تدبير عصابة واحدة. أما عن كيفية وصول الانتحاريتين إلى موسكو محملتين بالأحزمة الناسفة فقد أشارت وكالة أنباء «ريا نوفوستي» إلى أن رحلات الباصات التي تربط داغستان بموسكو كثيرا ما حفلت بالكثير من حالات القصور الأمني ومنها وصول البعض من داغستان دون أي هويات شخصية وعدم تفتيش متاع الركاب. هذا ما نشرته وكالة أنباء روسية رسمية وما يؤكد ما خلصنا إليه بعد تجربة شخصية أكدت لنا استمرار القصور في عمل الأجهزة الأمنية حتى بعد وقوع العمليات الإرهابية الأربع. ومع ذلك فهناك الكثير من الشواهد التي تقول إن الفترة الراهنة تشهد الكثير من إجراءات الحيطة والحذر كما سبق وحدث في أعقاب العمليات الإرهابية السابقة. ومن هذا المنظور يتوقع البعض أن تؤثر هذه التفجيرات على أساليب الحكم في روسيا في اتجاه الكثير من التشدد فيما يحذر البعض من عودة تسلط الأجهزة الخاصة التي سبق وأطلق فلاديمير بوتين الرئيس السابق ورئيس الحكومة الحالي عنانها لتفرض قبضتها الحديدية على الكثير من مناحي الحياة في روسيا. وكان عدد من الصحف الروسية نقل عن الرئيس الأميركي قوله: «إننا نعرب عن قلقنا إزاء احتمالات أن يستغل بوتين أحداث الاثنين الدامي كذريعة لفرض تسلطه الإداري على البلاد». واستشهدت بما ذكرته «نيويورك تايمز» حول أن بوتين استغل أحداث 2004 التي نعتقد أنها تقصد به حادث اختطاف الرهائن في مدرسة بيسلان في اوسيتيا الشمالية بشمال القوقاز، «لتوسيع دائرة صلاحيات أجهزة السلطة والمخابرات سعيا وراء خنق حرية الصحافة ونسف مواقع كل خصومه السياسيين ومواصلة فرض أساليب التسلط الإداري في مختلف أرجاء البلاد».