محاولة انقلاب في غينيا بيساو: عزل قائد الجيش وإطلاق زعيم انقلابي

احتجاز رئيس الوزراء لساعات.. ودول غربية تعرب عن قلقها

TT

أعلن رئيس غينيا بيساو، مالام باكاي سانها، أمس، أن الوضع في البلاد صار تحت السيطرة، وذلك بعد ساعات من قيام جنود باحتجاز رئيس الوزراء لفترة قصيرة وإعلانهم عزل قائد الجيش. وقال الرئيس سانها بعد اجتماع مع القادة العسكريين في العاصمة بيساو «الوضع تحت السيطرة بالفعل. كانت هناك مشكلة بين الجنود امتدت إلى الحكومة المدنية. سأستخدم نفوذي لأجد حلا وديا للمشكلة بين الجنود».

وكان جنود قد احتجزوا رئيس الوزراء كارلوس جوميس جونيور لفترة قصيرة، وأطلقوا سراح قائد انقلاب وقالوا إنهم عزلوا رئيس أركان الجيش، فيما قال دبلوماسيون إنها «محاولة انقلاب» ضد جوميس.

وعاد بوبو نا تشوتو، قائد البحرية السابق والمشتبه في قيادته لانقلاب عام 2008 في الدولة الأفريقية الصغيرة، من المنفى أواخر العام الماضي، وسعى مباشرة إلى الإقامة في مبنى للأمم المتحدة في العاصمة بيساو. وما زال نا تشوتو يملك سيطرة على أجزاء من القوات المسلحة وأدت عودته إلى إثارة توتر متزايد في هذا البلد الهش الذي يستخدمه مهربو المخدرات كمحور لتهريب المخدرات إلى أوروبا. ووافقت الأمم المتحدة في يناير (كانون الثاني) الماضي على تسليمه إلى حكومة جوميس لكن عملية التسليم لم تتم.

وقال دبلوماسي غربي في بيساو أمس إن «جوميس كان محتجزا صباحا»، و«بوبو نا تشوتو غادر مبنى الأمم المتحدة طوعا. الحدثان لهما صلة ببعضهما. يبدو الأمر كانقلاب عسكري ضد رئيس الوزراء ورئيس الأركان».

وكان نا تشوتو لجأ إلى مكاتب للأمم المتحدة في ديسمبر (كانون الأول) الماضي بعد أن عاد من منفاه في غامبيا القريبة في زورق متخفيا في صورة صياد سمك. وكان نا تشوتو مطلوبا فيما يتصل بمحاولة انقلاب فاشلة في 2008 ضد جواو برناردو فييرا الذي كان رئيسا للبلاد حينها. وقتل فييرا على يد جنود متمردين في مارس (آذار) 2009 وحلت محله حكومة منتخبة.

وندد وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير أمس بـ«انقلاب عسكري» نفذه الجيش في غينيا، معربا في الوقت نفسه عن قلقه على الأشخاص الذين أوقفوا في هذا البلد الصغير في غرب أفريقيا. وقال كوشنير عقب لقاء في باريس مع الجنرال سيكوبا كوناتيه الرئيس بالوكالة لغينيا المجاورة «إنه ليس خبرا سارا، وقع انقلاب عسكري - انقلاب آخر إذا أمكن القول».

وأوضح أنه تطرق مع محاوره للأحداث في غينيا بيساو حيث أوقف العسكريون رئيس الوزراء كارلوس غوميز. وأضاف كوشنير «إننا قلقون حيال ما يجري هناك. في الوقت الحاضر ليست لدينا أي معلومات واضحة عن أشخاص أوقفوا» موضحا «يبدو أن الجيش تسلم السلطة». وأفاد مصدر عسكري في المكان أن عسكريين أوقفوا أيضا الخميس في بيساو رئيس هيئة أركان الجيش في غينيا بيساو الجنرال جوزيه زامورا إندوتا و«أربعين ضابطا».