ارتياح سياسي وشعبي لإعلان نصر الله التعاون مع المحكمة الدولية

نائب من كتلة الحريري لـ«الشرق الأوسط»: نتفهم هواجسه وتخوفه من التسييس

TT

عكس موقف الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله من المحكمة الدولية واستعداده للتعاون مع هذه المحكمة «بما يمكنها من الوصول إلى حقيقة من اغتال رئيس الحكومة الأسبق رفيق الحريري»، ارتياحا لدى الأوساط اللبنانية كافة، خاصة في القواعد الشعبية. فأجمعت مواقف القوى السياسية في لبنان على وصف كلام نصر الله بـ«الإيجابي، ويؤسس لمرحلة من الاستقرار في لبنان»، ودعت إلى «البناء عليه ومساعدة المحكمة لتقوم بعملها». وكان نصر الله قد أقر في مقابلة مع تلفزيون «المنار» التابع لحزب الله، بأن «مكتب المدعي العام الدولي دانيال بلمار استدعى 12 عنصرا من حزب الله والمقربين من الحزب واستمع إليهم كشهود»، وكشف عن «دعوة ستة أشخاص آخرين سيستمع إليهم خلال الأيام المقبلة». إلا أن نصر الله سجل في المقابل، كثيرا من الملاحظات على عمل لجنة التحقيق الدولية وتغطيتها لتوقيف الضباط الأربعة لثلاث سنوات وثمانية أشهر بناء على إفادات شهود الزور، وكذلك على حماية المحكمة الدولية لشهود الزور وعدم محاسبتهم و«من فبركهم». ولكنه أكد أن «حزب الله ورغم كل ذلك، اتخذ قرارا بالتعاون مع المحكمة الدولية والتحقيق الدولي وفاء منه للرئيس رفيق الحريري ومعرفة من ارتكب هذه الجريمة التي أريد لها أن تكون محطة في مشروع الشرق الأوسط الجديد، ولأن حزب الله ليس لديه ما يخشاه في هذا الأمر، ولعل تعاونه يصوّب التحقيق من التضليل، لكن هذا التعاون لن يكون مفتوحا إلى ما شاء الله لأن التحقيق يجب أن يصل إلى نتيجة في نهاية الأمر».

وكشف نصر الله أن قيادة حزب الله بلغت عبر «اجتماع شبه رسمي بين ممثلين عن الحزب ومندوبين من مكتب المدعي العام الدولي أن كل من يتم استدعاؤه يتم الاستماع إليه على أساس أنه شاهد وليس كمتهم». وأكد في هذا السياق أنه «حتى اللحظة لم يوجه أي اتهام إلى أحد في حزب الله من قِبل مكتب المدعي العام.. ولكن، لا أحد يعلم في المستقبل»، محذرًا في الوقت عينه من أن «حزب الله لن يسكت عن أي اتهام سياسي يوجه إليه أو إلى أفراد فيه باغتيال الرئيس رفيق الحريري». وقال: «نحن لن نسكت عن أي اتهام سياسي أو إعلامي يوجه إلينا، وهذا يجب أن يكون واضحا». وأضاف: «من يريد أن يوجه لنا اتهاما من هذا النوع يجب أن يعرف أننا لن نقبل حتى لو بسطوا الموضوع. القول إننا لا نتهم حزب الله بل أفرادا في حزب الله هو أيضا إساءة إلينا».

وتعليقا على كلام نصر الله، أكد النائب سمير الجسر عضو كتلة «المستقبل» التي يرأسها رئيس الحكومة سعد الحريري لـ«الشرق الأوسط» أن نصر الله «أظهر التعاون والإيجابية في كلامه»، وقال: «نعتبر ما قيل خطوة جيدة في انتظار بدء التنفيذ.. وهذا ما كنت أتوقعه من السيد حسن نصر الله، ونحن نتفهم هواجسه وتخوفه من التسييس، لكنني أؤكد أن قرارات المحكمة الدولية ستكون بعيدة كل البعد عن التسييس». وأبدى البطريرك الماروني نصر الله بطرس صفير إعجابه بكلام نصر الله و«عقلانيته وهدوئه»، بحسب ما نقل عنه عضو تكتل «لبنان أولا» النائب عقاب صقر الذي زاره في بكركي، وقال إن «موقف السيد نصر الله استثنائي وفيه كثير من العقلانية والهدوء والمسؤولية، لا سيما ما يتعلق منه بالاحتكام إلى سقف المحكمة»، مقدرا هذا الموقف، ودعا عضو كتلة «القوات اللبنانية» النائب أنطوان زهرا إلى «عدم إصدار أي أحكام قبل صدور أي شيء رسمي عن المحكمة، فكل ما يقال مجرد كلام وننتظر الكلام الرسمي»، مشيرا إلى «ما قاله سابقا نصر الله عن أن لبلمار ثلاثة وجوه وأخشى ما أخشاه هو تظهير الوجه السياسي لبلمار». وقال زهرا: «أخشى أن يكون التهديد بالتشكيك في المحكمة هو توطئة لعدم التعاون معها».