حزب الله يتحدث عن «تجربة مريرة» مع المحكمة الدولية

«14 آذار» ترى جنبلاط في مكانه.. و«8 آذار» تعتبره حليفا مباشرا لنصر الله

TT

استأثرت زيارة رئيس اللقاء الديمقراطي النائب وليد جنبلاط إلى سورية وموقعه في الساحة الداخلية اللبنانية بعد هذه الزيارة وكلام الأمين العام لحزب الله عن الاستعداد «المشروط» للتعاون مع المحكمة الدولية التي تنظر في قضية اغتيال رئيس الوزراء الأسبق رفيق الحريري باهتمام الأوساط السياسية اللبنانية في ظل خلود المؤسسات الرسمية إلى عطلة طويلة تنتهي الثلاثاء المقبل في ذكرى الفصح لدى الطوائف المسيحية.

وأكد عضو كتلة حزب الله النائب علي المقداد وجود «تجربة مريرة» للحزب مع المحكمة الدولية، مكررا موقف الأمين العام لحزب الله بتأكيد التعاون معها «لكن عندنا ضوابط وشروط». وقال المقداد: «نريد أن نعرف ما إذا كانت التسريبات صحيحة وإذا كان مصدرها المحكمة الدولية»، مضيفا: «لدينا تساؤلات كبيرة وكثيرة، ومنها ماذا سنفعل بشهود الزور؟ ونحن لنا تجربة مريرة مع هذه المحكمة».

واعتبر المقداد أن «أي تقارب أو مصالحة بين اللبنانيين أو بين اللبنانيين والسوريين سيكون لمصلحة لبنان والبلدين معا»، آملا في أن «تعمّم المصالحات على الجميع لخدمة المصالح اللبنانية والسورية». ورأى أن كلام النائب وليد جنبلاط «الداعم للمقاومة» أتى من «منطلق أنه إذا كان لبنان معرّضا ومفتوحا ومهددا فلن يكون هناك أي أمن لا في سورية ولا في لبنان»، مؤكدا أن «نقطة الالتقاء بين لبنان وسورية هي دعم المقاومة، لأنه من خلالها يُحفظ أمن كل منهما».

وفي المقابل، اعتبر النائب أحمد فتفت، عضو كتلة المستقبل التي يرأسها رئيس الحكومة سعد الحريري أن «التشكيك في المحكمة ووضع الشروط للقبول بها هو التسييس في حد ذاته، وأن عدم السعي للوصول إلى الحقيقة من شأنه أن يولد أزمة ثقة لقسم كبير من اللبنانيين»، ورأى أن «الضوضاء التي تحدث عنها السيد نصر الله أتت من إعلام داخلي مساند لحزب الله، واستدعاء أقل من 10% من منتسبي الحزب أو أصدقائه من العدد الإجمالي الذي تم استدعاؤه من المحكمة الدولية يثبت مصداقية المحكمة وأن لها مسارات متعددة على عكس ما قال الأمين العام للحزب».

ودعا إلى «عدم إبراز السلبيات التي تخلق توترات في الرأي العام، نحن في غنى عنها، وإلى أن نسلط الضوء على المنحى الإيجابي لكلام السيد نصر الله وخصوصا لجهة السعي لإحقاق الحقيقة وعدم تسييس المحكمة، وهذا بالذات ما تريده قوى الأكثرية». وأيد «كلام السيد حسن نصر الله في موضوع الاستراتيجية الدفاعية، الذي أعلن فيه أن السلاح ليس الموضوع الوحيد الذي يجب بحثه، مما يعني أن السلاح جزء هام من الاستراتيجية ويجب بحثه على طاولة الحوار».

وحول كلام النائب جنبلاط بعد زيارته للرئيس السوري بأن العلاقات بين لبنان وسورية ستستمر بين دولة وأخرى، رأى النائب فتفت أن فيه الكثير من الإيجابية وهذا يطمئن. ورأى أن العلاقة مع سورية «متجهة نحو نوع من الوضوح في العلاقة بين دولتين، وأن العلاقات السياسية بين دولة وأخرى هي علاقة مؤسسات، وهي التي تعطي الثقة وتؤمّن استمراريته».

ووصف النائب إميل رحمة عضو تكتل التغيير والإصلاح الذي يرأسه النائب ميشال عون المتحالف مع حزب الله، زيارة جنبلاط إلى دمشق، بأنها بمثابة إنجاز هام جدا ستكون له انعكاسات إيجابية على لبنان ستظهر في المستقبل القريب، معتبرا أن «جنبلاط أصبح حليفا مباشرا للأمين العام لحزب الله حسن نصر الله، وأي توصيف آخر هو في غير محله، وبعبارة أوضح فإن جنبلاط بات حليفا للمقاومة في لبنان، بما يشكل من علامة فارقة في لبنان».

ورأى رحمة أنه «لكي توظف الصفحة الجديدة التي فتحها رئيس اللقاء الديمقراطي مع سورية، دفعا لتعزيز المصالحة الداخلية، ينبغي أن يبقى جنبلاط على صداقته مع رئيس الحكومة سعد الحريري والرئيس السوري والسيد حسن نصر الله، بمعنى أن يلعب دور الوسيط بين هذه القيادات لما فيه مصلحة لبنان وسورية، وبما يقوي الموقف اللبناني في مواجهة التهديدات الإسرائيلية التي يتعرض إليها، وهذا سيساعد على تمتين الجبهة الداخلية ويحصن القرار الوطني بعيدا عن أي مراهنات على هذا الفريق أو ذاك، وعلى أساس حماية المقاومة بكافة الوسائل».

وأكد رئيس حزب الوطنيين الأحرار النائب دوري شمعون أنه لا يعول كثيرا على زيارة جنبلاط إلى سورية وإنهاء القطيعة معها، مشيرا إلى «أن الهدف منها هو رغبة رئيس التقدمي في إصلاح العلاقة بينه وبين دمشق، لا أكثر ولا أقل، وبالتالي لن يكون لها مفعول على الساحة الداخلية، من دون أن يعني ذلك أن جنبلاط قد أصبح ضمن قوى 8 آذار، مع أنه يريد أن يكون متوازنا في علاقاته بين الأكثرية والمعارضة». ورأى شمعون أن فريق الأقلية سيبقى حذرا في التعامل مع رئيس اللقاء الديمقراطي، ومن هنا فإنني لا أعطي أهمية لما قد يترتب على هذه الزيارة، لأنه هو الذي أعلن صراحة أنه خرج من قوى الأكثرية.