اليمن: الحوثيون يتسلمون جثامين 32 متسللا من السعودية عبر سلطات صنعاء

الفضلي يعلن انتهاء الهدنة مع الحكومة ويتهم السلطات بمحاولة اعتقاله عبر إنزال جوي

TT

أعلنت جماعة التمرد الحوثي في اليمن، أنها تسلمت، أمس، جثامين 32 من مقاتليها، الذين تسللوا إلى الأراضي السعودية خلال الأشهر الماضية. وقالت مصادر في الجماعة إن السلطات اليمنية سلمت لهم الجثامين بعد أن تسلمتها من السلطات السعودية. وكانت المملكة قد استعادت 3 جنود و3 جثامين لجنود سعوديين، وقعوا في يد الحوثيين، خلال المعارك التي دارت بين القوات السعودية والحوثيين، في أعقاب تسلل مسلحين من جماعة الحوثي إلى داخل الأراضي السعودية أوائل نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي.

وقد أعلنت الحكومة اليمنية في فبراير ( شباط) الماضي وقفا لإطلاق النار في صعدة، بعد أن أعلن المتمردون الحوثيون التزامهم بالشروط الستة التي أعلنتها صنعاء، كشرط لإنهاء العمليات العسكرية، التي اندلعت مع جولة الحرب السادسة في يونيو (حزيران) 2009. وكان من بين الشروط الستة، التزام الحوثيين بعدم الاعتداء على الأراضي السعودية، وتسليم المحتجزين العسكريين والمدنيين اليمنيين والسعوديين، وإعادة المنهوبات الحكومية والمدنية، وفتح الطرقات ونزع الألغام، وعدم التدخل في شؤون السلطة المحلية في صعدة.

على صعيد آخر، أعلن طارق الفضلي، أحد أبرز قيادات الحراك الجنوبي في اليمن، انتهاء الهدنة مع الحكومة اليمنية، من طرف واحد. واتهم الفضلي السلطات بمحاولة اعتقاله عبر إنزال جوي لقوات خاصة، حاولت اقتحام قصره، فجر أول من أمس، في مدينة زنجبار في محافظة أبين.

وكشف الفضلي، في تسجيل مصور، بثه أنصاره على شبكة الإنترنت، أن اتفاق الهدنة كان قد أبرم بينه وبين السلطات من أجل التهدئة وحقن الدماء، عبر وسطاء، وأنه تضمن فترة تهدئة خلال شهري مارس (آذار) الماضي وأبريل (نيسان) الحالي، وأن الاتفاق ألزمه بإنزال الأعلام الشطرية، وصور القتلى من فوق منزله، مقابل عدم اعتقاله.

وقال الفضلي في تسجيله المصور: «وقد التزمنا الصمت، على الرغم من أن الألم والأسى يعتصران قلوبنا، لما يتعرض له أبناء الجنوب، وخصوصا أبناء الضالع الأبطال، الذين سطروا أروع ملاحم البطولات بدمائهم الزكية، ومعهم أبناء الجنوب كافة، وفوجئنا فجر هذا اليوم، الخميس، بمحاولة آثمة وقذرة لاقتحام منزلنا، من قبل قوات خاصة تابعة للاحتلال بواسطة السلالم، لولا عناية الله وعينه التي لا تنام، جل جلاله، ثم يقظة أبناء مدينة زنجبار الباسلة، لكان حدث ما لا تحمد عقباه».

وأضاف: «وعليه، فإننا نعلن أمام الله، ثم أبناء الشعب الجنوبي، الصابر والمقهور الحر الأبي، والعزيز الكريم، وأمام أحرار العالم ومنظماته الإنسانية والحقوقية، أننا نحمل مسؤولية ما حدث للجنة الوساطة والالتزام بالهدنة، التي أحرقتها وداست عليها قوات الاحتلال، في وجه لجنة الوساطة والخيرين معهم، كما قد أحرقت اتفاقيات الوحدة وغيرها من الالتزامات المحلية والدولية».

وجدد الفضلي، وهو قيادي سابق في تنظيم الجهاد في اليمن، وسبق له أن قاتل في أفغانستان إبان الغزو السوفياتي، دعوته لما سماها بـ«ثورة» في الجنوب «ضد قوات الاحتلال الشمالي»، بحسب وصفه. وأعطى انضمامه إلى الحراك الجنوبي المتصاعد، دفعة قوية، وبخاصة أنه كان قياديا بارزا في حزب المؤتمر الشعبي العام الحاكم، وعضوا في مجلس الشورى اليمني، قبل أن يستقيل من المنصبين، ويعلن انفراط عقد تحالفه مع الرئيس علي عبد الله صالح، ونظام الحكم برمته، وإعلانه الانضمام إلى الحراك الجنوبي. وكانت شائعات سرت في اليمن عقب اتفاق الهدنة بينه وبين السلطات، وقيامه بإنزال الأعلام الشطرية والشعارات «الانفصالية»، تفيد بأنه كان مدسوسا على الحراك، وقام بأداء دور للإيقاع به وبقياداته وتفكيكه.