الاستفتاء الصدري على رئاسة الوزراء: صاحب المربع الفارغ «الأوفر حظا».. وتوجيه باختيار السهيل

وفد من التيار في جولة عربية تشمل السعودية وسورية والأردن

عراقيون في مدينة الصدر ببغداد يختارون مرشحهم على ورقة الاستفتاء الذي نظمه التيار الصدري، أمس (إ.ب.أ)
TT

منذ صباح أمس بدأ عناصر من التيار الصدري جولات ميدانية في إطار الاستفتاء الذي أعلن عنه زعيم التيار مقتدى الصدر لاختيار رئيس وزراء الحكومة العراقية المقبلة.

وطرحت خمسة أسماء أمام المواطنين للاختيار من بينها وهي إبراهيم الجعفري، رئيس الوزراء السابق، والقيادي في الائتلاف العراقي الموحد، بقيادة المجلس الأعلى الإسلامي الذي يتزعمه عمار الحكيم، وإياد علاوي، رئيس الوزراء الأسبق وزعيم القائمة العراقية، وعادل عبد المهدي، نائب الرئيس العراقي والقيادي في المجلس الأعلى، ونوري المالكي، رئيس الوزراء وزعيم ائتلاف دولة القانون، وجعفر محمد باقر الصدر، القيادي في ائتلاف دولة القانون وابن عم الصدر. لكن المراقبين يرون أن الفائز هو صاحب المربع السادس الذي ترك شاغرا أمام الناخبين لترشيح أي شخصية أخرى، مرجحين أن يكون قصي السهيل، عضو كتلة الأحرار، الموالية للتيار الصدري صاحب الحظ الأوفر. وكان الصدر قد دعا أنصاره الأسبوع الماضي إلى إجراء استفتاء شعبي لاختيار رئيس الوزراء العراقي الجديد للخروج من مأزق تسمية رئيس الوزراء القادم وسط تنافس سياسي حاد بين القوائم الفائزة ولا سيما بين المالكي وعلاوي. «الشرق الأوسط» رافقت إحدى الفرق الجوالة التي شملت الأسواق ومراكز الشرطة ومنازل المواطنين حيث كان هنالك إقبال على التصويت على الاستفتاء.

ويشمل الاستفتاء أنصار التيار الصدري وعموم العراقيين الراغبين في المشاركة، وبالإضافة إلى قصي السهيل فقد رشح ناخبون باقر جبر الزبيدي، القيادي في المجلس الأعلى ووزير المالية الحالي، وكذلك القيادي في حزب الدعوة حيدر العبادي وغيرهم.

وبعد أن طرق أحد أعضاء الفرق الجوالة باب منزل أم حسين التي تسكن في أحد أحياء قضاء الكوفة، شرق مدينة النجف، رحبت بنا أم حسين وقالت بعد عرض استمارة الاستفتاء «رشحت نوري المالكي وسوف أرشحه في الاستفتاء أيضا»، وأضافت أن «المالكي قضى على الطائفية وحفظ الأمن واستقرار العراق». بينما رشح أحد عناصر الأجهزة الأمنية في النجف إياد علاوي وقال: «أنا رشحته في الانتخابات البرلمانية ومرة أخرى أرشحه وأظن أنه رجل المرحلة القادمة».

آخرون كثر رشحوا القيادي في كتلة الأحرار قصي السهيل من خلال المربع السادس في استمارة الاستفتاء، وقال مراقبون للشأن السياسي العراقي: «إن السهيل هو المرشح الأقوى بين كل المرشحين في الاستفتاء الذي دعا إليه مقتدى الصدر»، مؤكدين لـ«الشرق الأوسط» أن «الاستفتاء قد يحدث انشقاقات في الائتلاف الوطني خصوصا أن رئيس المجلس الأعلى عمار الحكيم الحاصل على عدد قليل من المقاعد في الائتلاف بدا يغازل القائمة العراقية للائتلاف معها». وحصل المجلس الأعلى على نحو 18 مقعدا من مجموع مقاعد الائتلاف الوطني العراقي البالغة 70. بينما حصل التيار الصدري على نحو 40 مقعدا. وقال الدكتور حسام المؤمن رئيس الماكينة الانتخابية للتيار الصدري لـ«الشرق الأوسط» إن «هنالك إقبالا كبيرا جدا للتصويت على الاستفتاء شمل جميع مناطق العراق ومنها محافظتا صلاح الدين وكركوك»، مضيفا «يوجد تفاعل ورغبة على التصويت من قبل المواطنين ترافقها إجراءات أمنية لحماية جميع مواقع الاستفتاء الثابتة إضافة إلى التعاون الكبير من قبل الحكومات المحلية في المحافظات». ونصبت سرادقات كبيرة لاستقبال المستفتين.

وفيما يخص نزاهة الاستفتاء وضماناته، أكد المؤمن «وجهنا دعوات إلى مؤسسات المجتمع المدني والمراقبين الدوليين وكل الجهات ذات العلاقة حتى تراقب عملية التصويت»، مضيفا «تم اختيار الأشخاص الذين يعملون في الفرق الجوالة من ذوي النزاهة والمعروفين في مناطقهم حيث عمدنا على أن يكون العاملون في الفرق الجوالة هم من أبناء المنطقة حتى يستطيع المواطن الأمي أن يصوت دون تردد أو خوف من التزوير».

وقال المؤمن في تصريحات لوكالة الصحافة الفرنسية لقد «فتحت مئات المراكز أبوابها التاسعة صباحا في جميع المحافظات باستثناء وجود محدود في إقليم كردستان، ويتولى 3500 متطوع العمل» هناك. وأضاف «هناك مائتا مركز للاستفتاء في بغداد وآلاف الفرق الجوالة» التي تتنقل في الشوارع لاستطلاع آراء الراغبين. وأكد المؤمن أن «نحو 25 في المائة من المشاركين نساء». وأضاف أن «الاستفتاء رسالة بأن التيار الصدري لديه قدرات بإمكانها التعامل مع الجميع دون استثناء». وفي مدينة الصدر أكدت إحدى السيدات وهي امرأة كبيرة في السن أنها أكدت على أحد عناصر الفرق الجوالة الذين طرقوا بابها بأن يضع علامة (صح) أمام إياد علاوي وجعلت أحد أحفادها يراقب ذلك خشية أن يتم التلاعب باختيارها. فيما أكد أبو محمد، صاحب محل في مدينة الشعلة ببغداد، لـ«الشرق الأوسط» أنه أخبر العناصر المشرفة على الاستفتاء أنه يريد ترشيح إبراهيم الجعفري لكنه لم يكن متأكدا هل تم ذلك أم لا، لأنه لا يقرأ ولا يكتب. وفي النجف، قال الشيخ صلاح العبيدي إن «رئيس الهيئة السياسية في التيار كرار الخفاجي يقود وفدا للقيام بزيارة الدول العربية من أجل إيضاح وجهة نظر التيار إزاء ما يجري في العراق». وتابع المتحدث باسم التيار أن الهدف من الجولة «بناء علاقات متبادلة تقوم على أساس عدم التدخل في الشؤون العراقية واستكشاف وجهة نظر الدول العربية»، مشيرا إلى أن الوفد زار سورية حيث التقى (رئيسها) بشار الأسد، كما زار الأردن للقاء المسؤولين. وأشار إلى «احتمال أن ينتقل الوفد أمس (الجمعة) إلى السعودية ودول أخرى سيزورها».