اليمين يشعل نار الكراهية ضد أوباما عشية وصول ميتشل إلى إسرائيل

200 حافلة ركاب في القدس تحمل صورة الهيكل اليهودي المقام مكان الأقصى

TT

تنشر قوى اليمين واليمين المتطرف في إسرائيل أجواء كراهية شخصية ضد الرئيس الأميركي باراك أوباما، بسبب ضغوطه على الحكومة الإسرائيلية حتى تسير على طريق السلام. ويتعاملون معه كما لو أنه «عدو عربي» ويشيرون إليه بـ«حسين أوباما».

ومع نشر الأنباء عن قدوم المبعوث الرئاسي الأميركي جورج ميتشل إلى المنطقة في الأسبوع القادم، يستعد اليمن لملء شوارع القدس بشعارات تتهمه بتهديد إسرائيل بالخطر. وفي هذه الأثناء شوهدت شعارات على حافلات ركاب في القدس الغربية تحمل صورا للحرم القدسي الشريف وقد بُني عليه الهيكل اليهودي مكان المسجد الأقصى المبارك.

وقال الرباي وافا، أحد أبرز الرؤساء الروحيين للمستوطنين المتطرفين في الضفة الغربية، إن «أوباما وأعداءنا العرب يعرفون جيدا أن وجود المسجد الأقصى في مكانه هو أمر مؤقت لكونه مبنيا على ركام الهيكل، ونحن مصرون على إعادة بناء الهيكل في مكانه». وأشارت مصادر صحافية إلى أن الشعارات والصور المذكورة ألصقت على 200 حافلة ركاب تابعة لشركة الباصات الرسمية «ايجد» في القدس.

وكان الحدث المركزي في نشاط اليمين في منطقة الحرم الابراهيمي في الخليل جنوب الضفة، الذي تحتله مجموعة مؤلفة من 400 مستوطن متطرف بحماية قوات كبيرة من الجيش الإسرائيلي. فقد تدفق عليها نحو عشرة آلاف إسرائيلي للاحتفال بعيد الفصح. وتحول الاحتفال إلى مظاهرة ضد الرئيس الأميركي، الذي حرصوا على التذكير باسم والده باراك حسين أوباما للتلميح بأنه متحيز للعرب. وهوجم الرئيس الأميركي ليس فقط من المتطرفين المتعصبين من المعارضة، بل المتطرفين في حزب الليكود الحاكم، مثل عضو الكنيست تسيبي حوتوبيلي، التي قالت: «لن نسمح لأي حاكم أجنبي أن يملي علينا ماذا نفعل في وطننا. وسنقف مع كل رئيس حكومة إسرائيلي يقول لا للأميركيين».

وقال أيوب قرا نائب وزير التطوير الإقليمي: «لا حسين أوباما ولا غيره يستطيع زحزحتنا عن مواقفنا ومصالحنا في البناء الاستيطاني في البلاد». وأضاف النائب ميخائيل بن آري، من حزب الاتحاد القومي اليميني المعارض: «أوباما وقاذفو الحجارة العرب سيختفون من التاريخ ومن حياتنا ولن يبقى سوانا في هذه البلاد».

وقام 70 ناشطا من اليمين أمس بجولة في أحياء القدس العربية للاستفزاز، وهم يهتفون ضد أوباما.

من جهة ثانية نشر جهاز المخابرات العامة الإسرائيلية «الشاباك» تقريرا مضخما عما سماه «مضاعفة عمليات الإرهاب الفلسطينية في مارس (آذار) الماضي مقارنة مع فبراير (شباط) السابق». فقال إن 125 عملية إرهابية نفذها الفلسطينيون في هذا الشهر. وبقراءة معمقة لهذا التقرير يتضح أن «عمليات الإرهاب» تلك تتضمن عمليات قذف الحجارة على سيارات الجيش والمستوطنين في الضفة الغربية ورمي الزجاجات الحارقة وإطلاق الصواريخ البدائية من قطاع غزة. واعتبرت المخابرات «هذا التصعيد تطورا خطيرا يدل على أن الفلسطينيين يستغلون الضغوط الأميركية لكي يتهربوا من المفاوضات ويدهوروا الأوضاع الأمنية في المنطقة».

وربطت مصادر سياسية وإعلامية إسرائيلية بين التصعيد اليميني من جهة وتقرير المخابرات الإسرائيلية من جهة ثانية، مع الإعلان في القدس عن أن ميتشل ينوي القدوم إلى المنطقة في الأسبوع القريب ليستمع إلى ردود رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على المطالب الأميركية بخصوص استئناف مفاوضات السلام وتسوية الأزمة بين واشنطن وتل أبيب. وقالت إنه على الرغم من سفر نتنياهو إلى واشنطن في 12 أبريل (نيسان) الحالي للمشاركة في مؤتمر الذرّة الدولي الذي دعا إليه أوباما وسيترأسه بنفسه، فقد قرر ميتشل الحضور قبل ذلك لسماع أجوبة نتنياهو في إسرائيل.

وأوضحت تلك المصادر أنه سيكون على نتنياهو أن يدعو اللجنة الوزارية السباعية على عجل للبت نهائيا في المطالب الأميركية، وفي مقدمتها تجميد البناء الاستيطاني في القدس الشرقية والضفة الغربية طوال المرحلة القادمة من المفاوضات التي حدد لها فترة أربعة أشهر، وجعلها مفاوضات مباشرة تبحث فيها القضايا الجوهرية في الصراع، القدس والحدود واللاجئين والأمن وغيرها، وإلغاء مشروع بناء 1600 وحدة سكن في حي شعفاط بالقدس المحتلة (الذي كانوا قد أعلنوه في أثناء زيارة نائب الرئيس جو بايدن في إسرائيل في مارس (آذار) الماضي، واتخاذ إجراءات حسن نيات تجاه السلطة الفلسطينية مثل إطلاق سراح بضع مئات من الأسرى الفلسطينيين وإزالة مزيد من الحواجز العسكرية في الضفة الغربية.