للمرة الثانية.. تفجير منزل لعائلة الجربا في الموصل

مكتبة الشيخ حروش كانت مزار العلماء ورجال الدين والباحثين

TT

يعرف الكثير من أهالي مدينة الموصل ماذا يعني أن تذهب خطاهم نحو مكتبة المرحوم الشيخ حروش سالم بن عبد العزيز الجربا، في حي الثورة في المدينة، فالكثير منهم اعتادوا على الذهاب إلى تلك المكتبة، حتى من دون أن يستأذن أحدهم من صاحب البيت، طلبا للتزود بالمعرفة والعلم، والأخذ من أمهات الكتب كمصادر معتمدة في بحوثهم للحصول على شهادات الدكتوراه والماجستير، إضافة إلى التزود بالمعلومات والمعارف الدينية والعلمية لرجال دين معروفين من داخل المدينة وخارجها. وقد شهدت تسعينات القرن الماضي والسنوات التي تلتها زيارة الكثير من طلاب العلم لهذه المكتبة العريقة التي لا تشابهها مكتبة أخرى، سوى مكتبة أخرى للجربا في ضاحية ربيعة الشمالية.

لكن أهالي الموصل فوجئوا الأسبوع الماضي بتفجير البيت الذي يحوي تلك المكتبة العريقة، التي تحوي نفائس الكتب، معتبرين هذا الأمر بمثابة تدمير لصروح الثقافة في المدينة.

وأشار عبد العزيز الجربا، أحد أبناء شقيق الراحل الشيخ حروش الجربا، على أنهم فوجئوا بالتفجير، وأوضح: «لقد دخل عدد من المسلحين إلى المنزل الذي كان يسكن فيه الحارس وعائلته، وأخرجوهم من الدار بعدما قالوا لهم: نحن من الشرطة السرية. وقاموا بتفخيخ البيت. وعندما جاء أحد أبناء الحروش اكتشف الأمر، وأخرج الحارس قبيل تفجير البيت بقليل». وأشار الجربا في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إلى أن منزل نواف الجربا تم تفجيره قبل الانتخابات أيضا، ولم يكن يسكن فيه غير الحارس، مؤكدا أن استهدافا واضحا لهذه العائلة من قبل جهات لم يسمها.

وأكد عبد العزيز الجربا أن عائلته ما زالت تسهم في حل النزاعات بين الأطراف السياسية في المدينة وخارجها، وهي من العائلات المعروفة في المدينة، مؤكدا أن تواصلهم مع الأطراف السياسية ما زال قائما على الرغم من الاستهداف المباشر لها.

من جانبه، أكد عبد الرحيم الجربا، مسؤول اللجنة الأمنية في مجلس محافظة نينوى، أن التحقيقات ما زالت جارية، لمعرفة المتسبب في استهداف المنزل، مؤكدا أن المسلحين الذين دخلوا المنزل ادعوا أنهم من الشرطة، وهم ليسوا كذلك. وطالب بتفعيل دور الحكومة المحلية في الموصل من أجل القيام بأعمالها على أكمل وجه.