الأكراد يعتبرون تراجع النجيفي عن مواقفه المعادية غير كاف

يطالبون بتغييرات ملموسة على الأرض ومرونة من قيادات قائمة علاوي

TT

في خطوة فسرها السياسيون الأكراد بأنها تهدف إلى كسب التحالف الكردستاني، نقلت مصادر إعلامية عن القيادي البارز في القائمة العراقية، أسامة النجيفي، «تراجعه» عن مواقفه العدائية المعلنة ضد الكرد، وأن قيادة القائمة أرغمته على عقد مؤتمر صحافي يبدي خلاله تراجعه عن مواقفه السابقة التي أثارت أكثر من أزمة بينه وبين القيادة الكردستانية.

وفي الوقت الذي أعرب فيه محمود عثمان، القيادي البارز في التحالف الكردستاني، عن ثقته بأن «هذا التراجع هو بهدف كسب ود التحالف الكردستاني إلى جانب العراقية في مسعاها إلى تشكيل الحكومة العراقية» أكد في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن «تغيير كل هذه المواقف المعادية للشعب الكردي التي أبداها النائب أسامة النجيفي لا يحدث بمجرد صدور تصريح منه، فنحن على ثقة بأنه يتبنى تلك المواقف عن قناعة مطلقة، ومن الطبيعي، وقائمته تخوض الآن مفاوضات حاسمة لجهة تشكيل الحكومة العراقية المقبلة، أن تبدي قيادات القائمة نوعا من المرونة، خصوصا مع الجانب الكردي الذي يشكل ورقة رابحة بالنسبة لجميع الكتل السياسية والبرلمانية، وعليه فإن تراجع النجيفي عن مواقفه غير جدي وغير مقنع لنا، خصوصا في ظل هذا التنافس المحموم من قائمته وقائمة دولة القانون لتشكيل الحكومة العراقية المقبلة».

وحول انعكاس هذه المواقف على التحالفات القادمة للقائمة مع الكرد، وما إذا كانت القيادة الكردية مستعدة لـ«معاقبة» القائمة على مواقف بعض قياداتها، قال عثمان: «بالتأكيد ستؤثر مواقف قيادات القائمة على التحالفات التي ترمي إلى عقدها مع الجانب الكردي، فلا يمكن بناء تحالف يقوم على أساس معاداة الآخر، وعليه في حال رغبة القائمة في كسب رضا القيادة الكردية عنها أن تدفع لتغيير جذري في مواقف قياداتها لكي تتمكن من كسب الشعب الكردي إلى جانبها».

من جهته أكد الدكتور فؤاد حسين رئيس ديوان رئاسة إقليم كردستان أن «تصريحات النجيفي غير كافية، ونحن لن نقيّم مواقف الآخرين على أساس تصريحات صحافية هنا وهناك، وما يشار إليه بتراجع السيد النجيفي عن مواقفه بحاجة إلى ترجمته على أرض الواقع، فالنجيفي يمثل محافظة الموصل، وهذه المحافظة تعاني من أزمة كبيرة في شؤون إدارتها، وهناك علاقة متأزمة بين مكوناتها خصوصا بين العرب والكرد في المدينة، وكل ذلك بسبب المواقف العدائية المعلنة من بعض قيادات المحافظة، وعليه فإنه في حال كان هناك تراجع جدي من قبل النجيفي فيفترض أن يترجم على أرض الواقع، نحن نريد تغييرا ملموسا على الأرض لا إطلاق التصريحات الإعلامية».

يذكر أن قائمة الحدباء العربية التي يترأسها أثيل النجيفي، والتي تدير شؤون محافظة الموصل ترفض منذ انتهاء انتخابات مجالس المحافظات الأخيرة إشراك قائمة تآخي نينوى الكردية في حكم المحافظة على الرغم من حصولها على ثلث أصوات المحافظة في تلك الانتخابات، مما حدا بالقائمة الكردية إلى مقاطعة أعمال المجلس منذ تلك الفترة، وكرست تلك المقاطعة واقعا تقسيميا في المحافظة التي انشطرت إلى إدارتين منفصلتين.