إلقاء القبض على سائحين مسلمين لصلاتهما في مسجد قرطبة المتحول إلى كنيسة

متحدث باسم السياح النمساويين يأسف للحادثة

TT

لا تزال المحكمة الرابعة في مدينة قرطبة، جنوبي إسبانيا، تحقق في قضية المشادة التي حدثت بين رجال الأمن ومصلين نمساويين في مسجد قرطبة، الذي تحول إلى كنيسة. كانت الشرطة الإسبانية قد ألقت القبض على اثنين من المسلمين النمساويين يوم الأربعاء الماضي، لأدائهما الصلاة في المسجد المتحول إلى كنيسة. كما أن المحكمة لا تزال تحقق مع ستة مسلمين نمساويين آخرين لصلتهم بالأحداث التي وقعت بسبب أداء الصلاة.

وكان فريق من السياح المسلمين النمســــــــــــاويين، قد زاروا قرطبة يـــــــــــوم الأربعاء، وعند دخولهم المســـــــــــجد المتحول، في الساعة السابعة والنصف مســـــــــــاء، توجه البعض منهم لأداء الصلاة، فتدخل الحرس الخاص المســــــــــــؤول عن أمن المكان وطلب منهم عدم أداء الصلاة، مما تسبب في مشادة بين الطرفين. وقام مسؤولون عن المكان بإبلاغ الشرطة الوطنية التي حضرت إلى المكان. ووقعت مشادة وتدافع بين المصلين والشرطة، ممـــــــا أدى إلى إلقاء القبض على عـــــــــدد من المصليـن. وقــــــــــررت المحكمة وقف اثنين منهم واســــتجواب ستة آخرين، متهمة إياهم بإشاعة الفوضى والاعتداء على رجال الأمن.

وحسب ما جاء في تقرير الشرطة، فإن المصلين اعتدوا على رجال الشرطة كما أن أحد المصلين شهر سكينا وجرح أحدهم، وتم نقل أحد حراس المسجــــــــــــد وواحد من رجال الشرطة إلى المستشفى بسبب إصابتهما بجروح طفيفـــــة. وقد اتصلت السفارة النمســــــــــاوية في مدريد بالمسؤولين في إسبانيا للاطلاع على سير الأحداث من كثب.

وقال متحدث باســـــــــــــم السياح المسلمين النمساويين إنه يأسف لهذه الحادثـــــــــــــــة، كما أن المسلمين «ما كانـــــــــــــــوا يريدون جرح الشـــــــــــــــــــــــعور الديني لإخوانهم المسيحييـــــــــــن». وأضاف أن الذين أدوا الصلاة هم من مجموعة نمساوية تشارك في اجتماعات وتنظيمات مع المسيحيين في النمسا من أجل الحوار والصلاة. وأضاف: «عندما دخل المسلمون إلى المسجد، فإن الجو العام للمكان هو الذي حملهم على أداء الصلاة... وكانت عملية تلقائية، فنحن نحترم للغاية الدين المسيحي ولدينا علاقات جيدة مع الشباب المسيحيين في النمسا». وقال إن المصليـن لم يعتــــــــــدوا على رجـــــــــال الأمن كما أنهم لم يســــــــــــــتفزوهم. وواصـــــــــــل حديثه بالقول: «إننــــــــــــا نكنّ حبا كبيرا لهــــــــــذا البــــــــلد وشـــــــــــــــعبه»، وأن الجميــــــــع مســـــــــــــــرورون لــــــــــزيارة إســـــــــــبانيــــــــا، وأعـــــــــــــــرب عن إيمـانه بالعــــــــــــــدالة في إســـــــــــــــبانيا وتمنى إطلاق ســــــــــراح المعتقليــــــــن بســـرعة.

ومسجد قرطبة كان قد أنشئ من قِبل الأمير عبد الرحمـــــــــــن الداخـــــــــــــــل في العام 786، وتم توسيعه عدة مرات، وهو مبني على الطراز الأندلســــــــــــــــــي، ويعتبر تحفة فنية رائعة في بنائه وأعمدته. ثم تحول إلى كنيســــــــــــــة بعد سقوط المدينــــــــــــــة في يد الكاثوليــــــــــك عام 1377، وآلت ملكيته إلى الكنيسة الإسبانية. وفي العام 1984، اعتبرت منظمة اليونسكو المسجد المتحول إلى كنيسة من جملة التراث العالمي الذي يجب المحافظة عليه، ولا يزال حتى اليوم من أبرز المعــــــــــــــالم التاريخية والفنية لمدينة قرطبة.