حماس تتجنب تدهورا أمنيا في القطاع وتتحرك لمنع إطلاق الصواريخ

تسعى للتوافق مع الفصائل وتعتقل متحدي سلطتها

ركام مصنع الجبنة الذي دمرته الغارات الاسرائيلية على مدينة غزة فجر امس، يختلط مع اقراص الجبنة (ا ف ب)
TT

قال رئيس وزراء الحكومة المقالة في قطاع غزة إسماعيل هنية إن حكومته تجري اتصالات مع الفصائل الفلسطينية للحفاظ على التوافق الداخلي، بشأن وقف إطلاق الصواريخ على إسرائيل «حماية لشعبنا وتعزيزا لوحدتنا». وأدان هنية التصعيد الإسرائيلي، مطالبا المجتمع الدولي بالتدخل لوقفه.

وجاء حديث هنية في وقت ارتفعت فيه حدة التوتر في غزة بعد إطلاق مسلحين فلسطينيين اليومين الماضيين عدة صواريخ على إسرائيل التي ردت بسلسة غارات ليلية أسفرت عن إصابة 5 أشخاص من بينهم 3 أطفال وتدمير مصانع وورش الحدادة.

وقالت مصادر في فصائل فلسطينية لـ«الشرق الأوسط» إن شرطة حماس كثفت في اليومين الأخيرين من وجودها على الحدود ونشطت بشكل استثنائي لمنع مسلحين من تنفيذ أي هجمات صاروخية ضد إسرائيل. وحسب المصادر فقد اعتقلت الشرطة أول من أمس مطلقي صواريخ ينتمون إلى فصيل إسلامي، بعد ملاحقتهم في شمال قطاع غزة.

وهدد أمس النائب الأول لرئيس الوزراء الإسرائيلي، سلفان شالوم، بأن استمرار الهجمات الصاروخية من غزة، سيضطر إسرائيل إلى تكثيف عملياتها ضد حماس. وأضاف في حديث إذاعي بعد سقوط صاروخ في منطقة مفتوحة في محيط عسقلان، «آمل في عدم تفعيل هذا الخيار».

وكان وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك، قد هدد بعد مقتل جنديين الجمعة الماضية في غزة، حماس برد قاس إذا اتضح أنها تقف وراء العملية.

لكن هذا لم يردع مشير المصري أحد مسؤولي حماس في غزة، وأكد أن حركته لن تتراجع عن المقاومة، معتبرا موقف حركة فتح الداعي إلى التحرك الشعبي المدني جزءا من التواطؤ مع إسرائيل على المقاومة المسلحة. وقال: «نحن نعرف أنه ما كان للعدو أن يتجرأ على المقدسات ولا على قطاع غزة لولا أن المقاومة في الضفة الغربية أصبحت مقيدة». وأضاف: «مخطئ وواهم من يتصور أنه في الإمكان استئصال المقاومة أو القضاء عليها، وقد آن الأوان لحركة فتح أن تعود إلى المربع الأول الذي انطلقت لأجله، وهو مربع الكفاح المسلح».

ولا تريد حماس، على الرغم من مثل هذه التصريحات، مواجهة جديدة مع إسرائيل، وأبلغ زعيم الحركة خالد مشعل ذلك إلى القيادة الروسية، وذلك خلال الاتصال الهاتفي الذي أجراه معه وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، يوم الأربعاء الماضي، لمطالبته بالتوقف عن إطلاق صواريخ على إسرائيل من القطاع.

وقال لافروف أثناء المحادثة الهاتفية لمشعل: «إن إطلاق الصواريخ من قطاع غزة على جنوب إسرائيل غير مقبول»، فرد مشعل بأن قيادة حماس «تؤيد» الحفاظ على التهدئة ولا تسعى إلى تصعيد التوتر، وإنها تسعى إلى «اتخاذ الإجراءات الملائمة للحيلولة من دون إطلاق الصواريخ من قطاع غزة».

لكن مسلحين ماضين في تحدي سلطة حماس، لم يستجيبوا لمطالب حماس، وأطلقوا فعلا صاروخين أول من أمس.

وردت إسرائيل بـ7 غارات فجر أمس استهدفت منشآت في مناطق مختلفة في القطاع، من بينها مدينة غزة وحي الزيتون وقرب خان يونس ومخيم النصيرات خلفت وراءها 5 جرحى وكثيرا من الدمار.

وفي حين قال الفلسطينيون إن الغارات استهدفت مصنعا للأجبان وبيوتا متنقلة وورشة حدادة، قال متحدث عسكري إسرائيلي إن الهجمات استهدفت مصانع لإنتاج الوسائل القتالية وتخزينها.

وقال الجيش الإسرائيلي إن هجماته جاءت ردا على إطلاق صاروخ أول من أمس، محملا حماس المسؤولية عن أي هجمات تنطلق من قطاع غزة.

من جهة ثانية، قالت صحيفة «معاريف» الإسرائيلية، أمس، إن الأجهزة الأمنية الإسرائيلية المختصة قررت السماح بإدخال مواد بناء وإسمنت وحديد ومواد خام إلى قطاع غزة الأسبوع القادم. وستكون هذه هي المرة الأولى التي تسمح فيها بإدخال مثل هذه المواد منذ 3 أعوام.

وحسب الصحيفة، فإن الجهات الأمنية الإسرائيلية اعتبرت هذه الخطوة بادرة حسن نية تجاه أهالي القطاع، كما قررت السماح بإدخال ملبوسات وأحذية.