إجراءات أمنية جديدة لكل الرحلات الدولية المتجهة إلى الولايات المتحدة

المتطرفون سيواجهون تفتيشا أشد في مطارات العالم

TT

في خطوة جديدة لتأمين السفر الجوي الدولي، أعلنت الإدارة الأميركية أمس عن إجراءات أمنية جديدة تعتمد على المعلومات الاستخبارية لمراقبة من يدخل أراضيها، بهدف منع المتطرفين ومن يشتبه في ارتباطهم بالإرهاب من دخول الولايات المتحدة.

وبناء على السياسة الجديدة التي أعلنت عنها وزيرة الأمن الداخلي جانيت نيبولتانو أمس، ستكون المعلومات الاستخباراتية حول كل مسافر دليلا للسلطات الأمنية الأميركية في تقييم السماح لدخول أي مسافر لأراضيها، وسيكون الاعتماد على خلفية المسافر، بدلا من جنسيته فقط. وبناء على المعلومات من الدوائر الأميركية المعنية. ويعني ذلك شطب الإجراءات الخاصة بـ14 دولة، منها دول عربية عدة مثل السعودية وسورية والعراق، وتوسيع الإجراءات لتشمل كل الدول.

ويتعين على المسافرين وفقا للإجراءات الجديدة أن يخضعوا لمسح إضافي إذا توافرت عنهم معلومات خاصة بالمشتبه بانتمائهم لجماعات إرهابية التي تجمعها وكالات الاستخبارات مثل أوصاف المسافر ونمط السفر. وستظل أسماء المشتبه بهم التي تحددها الإدارة الأميركية مدرجة على قوائم المراقبة الأمنية وقوائم الممنوعين من السفر في إطار إجراءات الأمن الجوية. وسيخضع كل المسافرين القادمين للولايات المتحدة من الخارج للإجراءات الجديدة وليس فقط القادمين من الدول الـ14. وكانت واشنطن قد فرضت إجراءات خاصة للدول التي تعتبر «داعمة للإرهاب» أو «دولا ذات أهمية خاصة» في يناير (كانون الثاني) الماضي بعد محاولة فاشلة من المتهم عمر الفاروق لتفجير طائرة أميركية في ديسمبر (كانون الأول) الماضي.

وأوضح مسؤول أميركي لـ«الشرق الأوسط» أن «الإجراءات الأمنية الجديدة أكثر مرونة وخصصت لتعكس آخر المعلومات التي تحصل الحكومة الأميركية عليها وستطبق على جميع المسافرين إلى الولايات المتحدة».

يذكر أن الإدارة الأميركية واجهت الكثير من الانتقادات بسبب السماح للفاروق بركوب طائرة من أمستردام إلى ديترويت على الرغم من حصول السفارة الأميركية في نيجيريا على معلومات تشير إلى أنه قد يستهدف الولايات المتحدة بسبب ميوله المتطرفة. واعتبر الرئيس الأميركي باراك أوباما حينها أن الفشل الأميركي في وقف الفاروق كان «فشلا استخباراتيا»، لعدم تنسيق المعلومات، لا من فشلا أمنيا. وعلى مدار الأشهر الثلاثة الماضية، أجرت وزارة الأمن الداخلي الأميركية تشاورات مع دول عدة حول تكثيف التنسيق الأمني والاستخباراتي لمنع دخول أي متطرفين أو مشتبه بارتباطهم بعمليات إرهابية إلى الولايات المتحدة. وقد كثفت نيبالتانو من مشاوراتها الخارجية خلال الأشهر الماضية، لتشارك في مؤتمرات حول الأمن الجوي في إسبانيا والمكسيك وطوكيو للتوصل إلى اتفاقات دولية حول فرض الإجراءات الأمنية الجديدة. وبعد إجراء المشاورات الدولية ومراجعة الإجراءات الحالية في الولايات المتحدة، قدمت نيبولتانو تقريرا مفصلا إلى أوباما الأسبوع الماضي وقد وافق الرئيس الأميركي على الإجراءات الجديدة.

وقالت نيبولتانو: «هذه الإجراءات الجديدة تستخدم المعلومات السريعة المبنية على التهديد، بالإضافة إلى طبقات متعددة وعشوائية من الإجراءات الأمنية المرئية وغير المرئية لمنع أفضل للتهديدات الإرهابية المتطورة». وأضافت نيبولتانو أن «التهديد الإرهابي للطيران العالمي تحد مشترك، وتأمين الأمن الجوي مسؤولية مشتركة، وأشيد بالكثير من شركائنا حول العالم، الذين اتخذوا خطوات لتكثيف إجراءاتهم الأمنية من خلال التقنيات الجديدة وتكثيف تبادل المعلومات واتخاذ إجراءات أوثق لإبقاء السفر الجوي آمنا».

وأكدت صحيفة «وول ستريت جورنال» أن «اللائحة السوداء» للمسافرين المشتبه في ضلوعهم في الإرهاب ستبقى سارية لكنها ستستكمل بمعلومات يتم جمعها عبر المقارنة ببيانات مسافرين آخرين قد يثيرون المزيد من الاهتمام.

وأضافت الصحيفة أن خصائص كالجنسية والسن والدول التي تمت زيارتها أخيرا، وبعضا من الأسماء ستؤخذ بعين الاعتبار إلى جانب «اللائحة السوداء». ويذكر أن الولايات المتحدة تنفي رسميا الاعتماد على جنسية أو ديانة المسافر لتفتيشه، إلا أنه خلال الأشهر الثلاثة الماضية كانت تعتمد على تفتيش إضافي للمسافرين من 14 دولة، هي إيران والسودان وسورية وأفغانستان والجزائر والعراق ولبنان وليبيا ونيجريا وباكستان والسعودية والصومال واليمن، بالإضافة إلى كوبا. ولكن كانت هناك مخاوف أميركية من أن حاملي جوازات من دول أوروبية، الذين يسافرون إلى الولايات المتحدة من دون الحاجة لتأشيرة دخول، قد يشملون متطرفين يستهدفون الولايات المتحدة. وبينما لم يكن من الممكن سياسيا أن تضع واشنطن دولا حليفة مثل بريطانيا وهولندا على اللائحة الجديدة، تستهدف الإجراءات كل المسافرين من حول العالم، بناء على المعلومات الخلفية لهم.

وبالنسبة للمسافر المتجه إلى الولايات المتحدة منذ الآن، ستعني الإجراءات المشددة إمكانية تفتيشه بشكل أدق في مطار البلد الذي يسافر منه، بما في ذلك توسيع «التفتيش العشوائي» للمسافرين. كما أن المطارات الأميركية تتطلع إلى الحصول على ماكينات فحص إلكترونية جديدة مبنية على الأشعة السينية التي تكشف كل ما يرتديه المسافر.

وردا على سؤال حول الإجراءات التي قد يواجهها المسافر إلى الولايات المتحدة في المطارات حول العالم، أفاد المسؤول من وزارة الأمن الوطني أن الإجراءات قد تشمل «إجراءات أمنية مكثفة وتفتيشا عشوائيا للمسافرين في طوابير تسليم الحقائب أو قبل ركوب الطائرة، بما فيها استخدام أجهزة لكشف المتفجرات واستخدام الكلاب البوليسية أو التفتيش الجسدي بالإضافة إلى إجراءات أمنية إضافية».