أوباما يشدد من لهجته تجاه إيران.. ويتعهد بزيادة الضغط عليها

بعد اتصاله بالرئيس الصيني للتشاور حول الخطوات المقبلة

الرئيس الأميركي باراك أوباما في قاعدة سان أندروز العسكرية الجوية في ميريلاند قبيل مغادرته إلى نورث كارولينا لإلقاء خطاب عن الوظائف والوضع الاقتصادي (أ.ف.ب)
TT

تواصلا مع سياسة الإدارة الأميركية لزيادة الضغوط على إيران لدفعها بالتعاون مع المجتمع الدولي حول ملفها النووي، جدد الرئيس الأميركي، باراك أوباما، أمس، تحذيره من خطورة حصول إيران على تقنية تطوير سلاح نووي. وفي مقابلة مع قناة «سي بي إس» الأميركية، أمس، قال أوباما: «كل الدلائل تشير إلى أن الإيرانيين يحاولون تطوير القابلية على تطوير أسلحة نووية». وأقر الرئيس الأميركي بأن: «ربما (الإيرانيون) سيقررون بأنهم بعد حصولهم على القابلية سيمتنعون عن الوصول إلى الحافة كي لا يواجهوا المزيد من العقوبات»، لكنه أوضح: «إذن في حال حصولهم على قدرة تطوير أسلحة نووية وهم يستهينون بالقرارات الدولية، ذلك يخلق ظروفا تزعزع استقرار المنطقة، وسيطلق سباق تسلح في الشرق الأوسط مما يضر بأمن الولايات المتحدة والوطني، وهو أيضا سيئ للعالم كله».

وتشديد أوباما على الخطر الذي يشكله تطوير البرنامج النووي الإيراني على مصالح العالم أمر أساسي في جهوده للحصول على دعم دولي لمواجهة إيران، بدلا من حصر ذلك في مواجهة أميركية - إيرانية. وتشعر الإدارة الأميركية بارتياح بعد موافقة الصين على التشاور حول فرض المزيد من العقوبات على إيران. ومع دعم الاتحاد الأوروبي وروسيا للموقف الأميركي ببحث المزيد من العقوبات الدولية على إيران، أصبح موقف أوباما أكثر قوة مما يزيد من ثقته بمعالجة الملف الإيراني.

واعتبر أوباما أن المزيد من العقوبات سيكون لها تأثير مهم على إيران، موضحا: «الفكرة هي زيادة الضغط، لقد أصبح النظام (الإيراني) أكثر عزلة منذ وصولي إلى الرئاسة. جزء من السبب هو أننا قلنا لهم إن أمامكم مسارا يسمح لكم بإعادة الانضمام إلى المجتمع الدولي، أو أن تتخذوا مسار تطوير قدرة بناء سلاح نووي مما يزيد من عزلتكم». وأضاف: «نراهم أكثر عزلة الآن، وعلى مدار الوقت سيؤثر ذلك على اقتصادهم». ولكن التركيز الأميركي ليس فقط على الاقتصاد الإيراني، إذ كرر، أمس: «مثلما قلت في السابق، لا نرفع أي خيارات عن الطاولة، وسنواصل زيادة الضغوط، ونقيّم كيف يردون على ذلك، ولكن سنفعل ذلك مع مجتمع دولي موحد وهذا يضعنا في موقف أقوى بكثيرة».

وكان أوباما قد اتصل بالرئيس الصيني هو جينتاو، ليل أول من أمس، بعدما أعلن الأخير عن عزمه حضور القمة حول منع انتشار الأسلحة النووية المزمع عقدها في واشنطن هذا الشهر، التي من المرتقب أن تتطرق إلى البرنامج النووي الإيراني. وأفاد البيت الأبيض بأن المكالمة استمرت لأكثر من ساعة، حيث «شدد الرئيس أوباما على أهمية العمل معا لضمان التزام إيران بواجباتها الدولية». وتعتبر موافقة الصين على النظر في عقوبات جديدة في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، بعد أسابيع من رفضها ذلك، خطوة مهمة لتقدم الموقف الدولي في مواجهة برنامج إيران النووي.

واعتبر الناطق باسم وزارة الخارجية الأميركية، بي جي كراولي، أمس، الدور الصيني مهما، موضحا أن «الصين قد دعمت كل العقوبات في السابق فيما يخص إيران، والصين قد قالت بوضوح إنها تفضل حلا دبلوماسيا لهذه القضية، نحن كذلك، نريد أن نرى إيران ترد على المجتمع الدولي وحتى الآن قد فشلت في ذلك، فذلك ينعكس على الصين التي تتعامل مع الوقائع نفسها التي نتعامل معها نحن». وأضاف: «كان هناك جهد مهم من المجتمع الدولي - ليس فقط الولايات المتحدة بل جملة من الدول - للتواصل مع إيران والحصول على أجوبة عن الأسئلة التي أثرناها، ليس فقط حول انتهاك واجباتهم إزاء الوكالة الدولية للطاقة الذرية، بل أيضا الكشف عن منشأة قم السرية التي لا يوجد لها أي تبرير مدني نووي على الإطلاق».

ويأتي ذلك بينما أكدت إيران على لسان كبير المفاوضين في ملفها النووي مساندة بكين لها في مواجهة فرض عقوبات عليها. وجدد كبير المفاوضين الإيرانيين، سعيد جليلي، من بكين، انتقاده الدول الغربية التي تضغط لفرض عقوبات جديدة على بلاده، مؤكدا توافق بلاده مع الصين على عدم جدوى هذه العقوبات. وقال جليلي خلال مؤتمر صحافي، أمس: «لقد أكدنا معا أثناء هذه المباحثات أن سلاح العقوبات فقد نجاعته»، مضيفا مع ذلك «عليكم سؤال الصين عن موقفها». ودعا المسؤول الإيراني الدول الغربية إلى تغيير «وسائلها الخاطئة» و«التوقف عن تهديد إيران». وأكد جليلي أن «الصين باعتبارها بلدا كبيرا، يمكنها القيام بدور مهم لتغيير هذه الوسائل الخاطئة».