تصاعد احتمالات وقوع الحرب في غزة مع ازدياد وتيرة التهديدات

مشعل لا يستبعدها .. وأحمدي نجاد: إسرائيل تبحث عن ذريعة

أيتام قطاع غزة يشاركون بالرسم في احياء يوم اليتيم في مدينة غزة أمس (ا.ف.ب)
TT

تصاعدت أمس وتيرة التصريحات التي تنذر باحتمالات حرب جديدة تشنها إسرائيل على قطاع غزة. فقد اعتبر رئيس لجنة الخارجية والأمن التابعة للكنيست الإسرائيلي، تساحي هانغبي من حزب «كديما» المعارض، أنه «لا مفر من خوض مواجهة مع حركة حماس في ظل التطورات الأخيرة».

فقد قتل ضابط إسرائيلي وجندي وجرح خمسة آخرون إلى الشرق من مدينة خان يونس جنوبي قطاع غزة، كانوا في مهمة استطلاعية داخل الأراضي الفلسطينية، يوم الجمعة قبل الماضي، وتبع ذلك تهديدات إسرائيلية بالرد الانتقامي وغارات وكذلك إطلاق للصواريخ.

وقبل هانغبي، هدد نائب رئيس الوزراء الإسرائيلي سيلفان شالوم بقيام الجيش الإسرائيلي بهجوم واسع النطاق على غزة إذا لم توقف حركة حماس إطلاق الصواريخ. وقال شالوم: «إذا لم يتوقف إطلاق الصواريخ على إسرائيل، يبدو أنه سيتعين علينا رفع مستوى نشاطنا وتكثيف عملياتنا ضد حماس».

ودعا الجنرال تسيبكا فوجل رئيس أركان قيادة المنطقة الجنوبية في جيش الإسرائيلي سابقا لتصعيد العمليات العسكرية الإسرائيلية في قطاع غزة من خلال تصفية قيادات بارزة في حركة حماس. ونقلت الإذاعة الإسرائيلية العامة عن فوجل قوله إن «عمليات الجيش المتفرقة هنا وهناك لن تفيد ولن توقف العمليات التي ينفذها المقاتلون الفلسطينيون ضدنا إلا إذا تم استهداف هذه القيادات وتصفيتها».

ولم يستبعد خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحماس، نشوب الحرب على الرغم من سعي حكومة إسماعيل هنية المقالة في قطاع غزة، للتهدئة وتجنب الحرب، وذلك من خلال التشاور مع الفصائل المختلفة، من أجل التوصل إلى اتفاق بشأن التهدئة.

وقال مشعل عقب اجتماع للجنة المتابعة للفصائل التي تتخذ من دمشق مقرا لها عقد في منزله إن «خيارات الحرب قائمة في كل المنطقة على كل احتمال». وأضاف مشعل أن «المعركة مفتوحة على كل الاحتمالات مع العدو الصهيوني». وتابع القول: «سنمارس حقنا في مواجهة العدوان بالمقاومة».

في خطاب في منطقة سيرجان جنوب شرقي إيران حذر الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد من خطة إسرائيلية لشن هجوم جديد ضد سكان غزة، وقال إن الإسرائيليين يبحثون عن ذريعة لمهاجمة غزة، «أريد أن أقول للصهاينة ومسانديهم: كفاكم جرائم». وعبر أحمدي نجاد عن تفاؤله إزاء إلحاق الهزيمة بالجيش الإسرائيلي بقوله: «ولّت أسطورة إسرائيل التي لا تهزم»، وتابع القول إن «تل أبيب تحاول فقط أن تحافظ على صورتها كقوة مخيفة للحفاظ على وجودها (إسرائيل)».

وقال أحمدي نجاد إن «هذه الأسطورة تحطمت بعدما مُني النظام الصهيوني بهزيمتين؛ واحدة في جنوب لبنان (حرب 2006)، وفي وقت لاحق في غزة (2008 - 2009)».

من جانبها، قالت وزارة الخارجية الأميركية إن الأعمال العسكرية لن تحل أزمة الشرق الأوسط على الرغم من تأكيدها على حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها. وقال المتحدث باسم الوزارة فيليب كراولي عقب الغارات الإسرائيلية على غزة فجر أول من أمس التي أسفرت عن جرح 5 أطفال إن «من حق إسرائيل الدفاع عن نفسها، ولكن وكما قلنا مرارا فإننا لا نعتقد بأن هناك حلا عسكريا لهذه المشكلة. ولهذا السبب نحن نضغط على الفلسطينيين والإسرائيليين للبدء في المفاوضات غير المباشرة، التي تقود إلى مفاوضات مباشرة».

وعبرت فرنسا وبريطانيا عن قلقهما إزاء التصعيد في القطاع. وقال برنار فالرو المتحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية في وقت متأخر أول من أمس، إن فرنسا قلقة إزاء تصاعد التوتر في قطاع غزة. ودعا الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي إلى ضبط النفس. وأضاف أن ثمة خطوات جريئة لا بد من أن تتخذ من أجل إعادة الأمن للمنطقة، مؤكدا على أن أي عمل من شأنه أن يزيد التوتر سيكون مدانا من فرنسا.

وقال متحدث باسم الخارجية البريطانية إن «لندن قلقة من الغارات الإسرائيلية وتصاعد أعمال العنف في غزة وجنوب إسرائيل»، ودعا الجميع إلى ضبط النفس.