بان كي مون يزور قرغيزستان ويندد بقمعها لحرية الإعلام

اتهامات للغرب بتقديم النفط والأمن على الديمقراطية في آسيا الوسطى

بان كي مون يتناول حلوى قدمت له خلال وصوله إلى مطار ماناس خارج بشكيك أمس (رويترز)
TT

ندد الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون أمس بقمع حرية الإعلام في قرغيزستان، وذلك خلال زيارته لهذا البلد أمس. وسلطت أول جولة لبان إلى آسيا الوسطى الضوء على قضايا حقوق الإنسان في هذه المنطقة الواسعة التي يحكمها زعماء متسلطون، كما شجعت المدافعين المحليين عن حقوق الإنسان على رفع أصواتهم.

وفيما كان موكب بان كي مون مارا، تجمع نحو 40 متظاهرا أمام البرلمان وهتف بعضهم «ساعدونا» و«الحرية»، قبل أن تدفعهم الشرطة إلى الوراء وتمزق اللافتات وتوقع عددا من المتظاهرين على الأرض. وقال بان الذي كان يتحدث للصحافيين ثم لأعضاء البرلمان إن حماية حقوق الإنسان مبدأ أساسي للأمم المتحدة. وأضاف: «بصراحة تامة، الأحداث التي وقعت في الآونة الأخيرة بما في ذلك الأحداث التي وقعت في اليومين الماضيين مزعجة». وأضاف: «أكرر، لا بد من حماية جميع حقوق الإنسان، بما في ذلك حرية التعبير وحرية الإعلام».

وقتل صحافيان كبيران في المنطقة أواخر العام الماضي. ولم يعد من المتاح زيارة المواقع الإلكترونية لعدد من وسائل الإعلام والاستماع لإذاعات في قرغيزستان منذ مارس (آذار) الماضي. وقبل أيام فقط من زيارة بان للمنطقة صادرت شرطة قرغيزستان معدات في مداهمة لقناة تلفزيونية محلية وقطعت إرسالها المباشر في إجراء وصفته المعارضة بأنه هجوم على حرية الصحافة.

ونقل مسؤول في الأمم المتحدة في وقت سابق اليوم عن بان قوله لوزير خارجية قرغيزستان قدير بك سارباييف في اجتماع مغلق: «كيف يمكنني الرد على مثل هذه الأسئلة من وسائل الإعلام وكيف تجيبون العالم».

وتتهم جماعات مدافعة عن حقوق الإنسان الغرب بإعطاء الأولوية لقضايا النفط والأمن على حساب الديمقراطية في علاقته بآسيا الوسطى حيث توجد مخزونات طاقة ضخمة ولأن المنطقة طريق لنقل الإمدادات للقوات التي يقودها حلف شمال الأطلسي في أفغانستان. وقالت آسيا ساسيكباييفا وهي ناشطة شاركت في تجمع حاشد أمام مكتب الأمم المتحدة في بشكيك: «نريد من بان كي مون أن يبدأ الاهتمام بما يحدث هنا وبحقيقة تعرض حقوق الإنسان لانتهاكات هنا وقمع قرغيزستان لشعبها». وأضافت: «لا توجد حرية إعلام في هذا البلد. لا توجد معلومات بديلة. المعارضة تقابل بالقمع».

وبعد أن قامت الشرطة بتفريق المتظاهرين أقامت سياجا أمنيا حول المنطقة المحيطة بالبرلمان وحول مقر الأمم المتحدة في بشكيك. وألحت جماعات مدافعة عن حقوق الإنسان على بان أن يركز على حقوق الإنسان في المنطقة حيث يتصاعد التشدد الإسلامي ووضع الآلاف في السجون لاتهامهم بالتورط في الإرهاب.

وقالت منظمة «هيومان رايتس ووتش» لمراقبة حقوق الإنسان في رسالة إلى الأمين العام للأمم المتحدة الشهر الماضي: «لم تكن هناك أهمية (للتواصل) مع الحكومات في المنطقة بشأن قضايا حقوق الإنسان في أي وقت مضى مثلما هي اليوم».

وقال بان في تركمانستان أول من أمس إنه نجح في تأمين تنازلات تتعلق بحقوق الإنسان من رئيسها بعدما حث البلاد على التركيز بشكل أكبر على الأمر وذلك خلال المرحلة الأولى من جولته في المنطقة التي كانت جزءا من الاتحاد السوفياتي السابق.