الأمير خالد بن سلطان: السعودية سلمت 32 جثة لمتسللين.. ولم يعد هناك قلق على الحدود

مساعد وزير الدفاع: نتمنى على القوات المسلحة اليمنية تواجدهم على الحدود

TT

أكدت السعودية أمس أنها سلمت 32 جثة لمتسللين قتلوا خلال محاولتهم التسلل على الحدود الجنوبية، وقال الأمير خالد بن سلطان بن عبد العزيز مساعد وزير الدفاع والطيران والمفتش العام للشؤون العسكرية السعودي، خلال تفقده القوات المسلحة السعودية، ردا على سؤال عن الأنباء التي أفادت بتسلم المتسللين هذه الجثث: «هذا صحيح.. المتسللون كانت لهم جثث وسبق أن قلتها في تصريحاتي السابقة فاحترام الجثث عندنا كبير وبالفعل أخذوا 32 جثة وهناك تعليمات عند قائد قطاع جازان بالاستمرار في البحث عن أي جثث موجودة لتسليمها لهم وهذا دائما متبع».

وعما إذا كانت هناك خروقات من المتسللين في اليمن أو في الأراضي السعودية قال: «أي شيء يحدث في اليمن هو عمل داخلي. أما بالنسبة للمملكة العربية السعودية فنحن دورنا واضح، من يتقدم داخل الحدود السعودية نعتبرها منطقة قتل ولهذا لم نسمح ولن نسمح بدخول القناصة. أما بالنسبة للمتسللين المهربين فهذا موضوع آخر تتعامل معه وزارة الداخلية ممثلة في إمارات المناطق في جازان ونجران ومن خلال سلاح الحدود وهذا معمول به من السابق».

وأضاف: «نحن نتمنى دائما وجود إخواننا من القوات المسلحة اليمنية على الحدود؛ على أساس أن تكون ضامنة لعدم تسلل القناصة ودائما ثقتنا في الله سبحانه وتعالى ثم أيضا لا ننسى القبائل السعودية والقبائل اليمنية التي صداقتنا وتعاملنا معها من سنين طويلة ولهذا إن شاء الله الأمور تكون أفضل بكثير في المستقبل».

وجوابا على سؤال عن وجود قلق على الحدود، قال: «لم يعد هناك قلق ولكن الحذر والعمل دؤوب ليل نهار لحماية حدود المملكة العربية السعودية. هذا واجبنا ولا يتوقع أحد أننا نخفض همتنا أو مراقبتنا أو استعدادنا بعد انتهاء الحرب، على العكس استعدادنا أقوى وتجاربنا أفضل وكسبنا منه خبرة وتفاعلنا مع الحدث لو صار بيكون أقوى».

وأعتبر الأمير خالد بن سلطان إن جولاته التفقدية للقوات المسلحة تأتي تنفيذا لتوجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود والأمير سلطان بن عبد العزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام.

وقال الأمير خالد بن سلطان خلال لقاء صحافي عقده عقب جولته التفقدية لقوة الواجب بمنطقة نجران أمس: «زياراتي ليست بمستغربة فالتوجيهات مستمرة من خادم الحرمين الشريفين والمتابعة مستمرة من ولي العهد. ومن حقهم علينا جميعا من أعلى قيادة في وزارة الدفاع حتى أخفض قيادة عسكرية متابعة لكل أمور القوات في كل مناطق المملكة وما نحن هنا إلا لتنفيذ هذه السياسات برفع القدرة القتالية وتحسين الأوضاع في كل مرة من المرات».

وأكد مساعد وزير الدفاع والطيران والمفتش العام السعودي للشؤون العسكرية، أن قادة المملكة العربية السعودية جميعا استطاعوا السير بالبلاد نحو آفاق رحبة من النماء والازدهار في كل مجالات الحياة «وهذا ما جعل المملكة دولة رائدة في محيطها العربي والإسلامي وعلى المستويين الإقليمي والدولي بفضل ما تتبعه من سياسات حكيمة داخليا وخارجيا تنبثق من تعاليم الإسلام وقيمه السمحة تنتهج الاعتدال وترفض التهور أو التدخل في شؤون الدول الأخرى»، وقال: «من هذا المنطلق فإن حكومة المملكة العربية السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين وولي عهده حريصة كل الحرص على أن يكون البناء والتنمية الداخلية مسايرين لبناء القوة التي تحمي بلادنا من كل طامع وتردع كل من أراد الشرور بوطننا».

جاء ذلك خلال مخاطبته ضباط وأفراد قوة نجران، خلال جولته الميدانية التفقدية لـ «قوة الواجب محمد» في العشة بمنطقة نجران، يرافقه الأمير مشعل بن عبد الله بن عبد العزيز أمير منطقة نجران، والأمير اللواء ركن خالد بن بندر بن عبد العزيز نائب قائد القوات البرية، واللواء ركن علي بن زيد خواجي قائد المنطقة الجنوبية، وكان في استقباله اللواء ركن علي بشاشة قائد قوة نجران وعدد من الضباط.

وقال الأمير خالد إن مساندة قوة نجران التابعة للقوات المسلحة السعودية لرفاقهم المقاتلين في جازان خلال العمليات الأخيرة كان لها الأثر الكبير في تحقيق نصر حاسم على المعتدين المتسللين «الذين أرادوا النيل من بلاد الحرمين»، مشيدا بمساندتهم الفاعلة وجرأة إقدامهم «لما تمثلونه من جرأة في الإقدام وقوة في الاستعداد ورفعة في الجاهزية، وفوق هذا وذاك إحساس عميق بالمسؤولية تغلفها مواطنة صادقة وإيمان عميق بأننا - ولله الحمد - قد نذرنا أرواحنا جميعا فداء لله ثم المليك والوطن».

داعيا الجميع إلى الاستمرار على ما هم عليه من جرأة في الإقدام وقوة في الاستعداد ورفعة في الجاهزية موصيهم وجميع زملائهم في مختلف القطاعات بالاستمرار في التدريب للرفع من الجاهزية القتالية. وكان قد استمع إلى إيجاز عن المهام التي تقوم بها «قوة الواجب محمد» حيث شهد ومرافقوه والحضور عرضا عسكريا، واستقل عربة مكشوفة تفقد خلالها وحدات رمزية من القوة، وحيا في كلمته أفراد القوات المسلحة في منطقة نجران معربا عن اعتزازه بزيارتهم، وقال: «يسعدني في هذا اليوم المبارك أن أزوركم في هذه المنطقة الغالية على قلوبنا جميعا منطقة ذات تاريخ عريق وحضارة موغلة في القدم منذ عصور ما قبل التاريخ، نجران الأصالة والمعاصرة والرجال الميامين منطقة عزيزة وغالية تعد إحدى اللآلئ الثلاثة عشرة التي تزين عقد المملكة العربية السعودية، كما أنها تعد وكأنها شبه جزيرة وسط محيط من الجبال التي تطوقها من ثلاث جهات، وفاتحة ذراعيها إلى الشرق لتستوعب أعظم صحارى العالم، صحراء الربع الخالي، ولما لهذه اللؤلؤة العزيزة من بعد تاريخي وعمق استراتيجي وخصوصية جغرافية فها أنتم هنا تمثلون استمرارا لتضحيات أبناء هذا الوطن المجيد للذود عن مقدساته وخيراته ومقدراته»، وبين أنه لم يأت لتفقدهم، بل للاطمئنان عليهم، وقال: «إن التواصل معكم يشعرني بسعادة ويطلعني عن قرب بأحوالكم فالتوجيهات المستمرة من خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز القائد الأعلى لجميع القوات العسكرية، والحرص الشديد من الأمير سلطان بن عبد العزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام دائمة ومستمرة على متابعة أموركم وتفقد أحوالكم مع تهيئة كل السبل والظروف التي تجعلكم تؤدون واجباتكم في بيئة عمل جيدة وظروف ممتازة، وإنه ليسرني وأنا أطمئن على زملائي في السلاح أن أبلغكم تحيات وتقدير قيادتنا الغالية».

كما قام الأمير خالد بجولة تفقدية لـ«قوة الواجب» في علب، حيث استمع فور وصوله إلى إيجاز من قائد القوة عن مهامها ومساندتهم لحرس الحدود ثم اطلع على مواقع القوة معربا عن تقديره لهم وراجيا لهم التوفيق لخدمة الوطن.

وكان الأمير خالد بن سلطان بن عبد العزيز مساعد وزير الدفاع والطيران والمفتش العام للشؤون العسكرية، قد ثمن أداء القوات البحرية السعودية خلال العمليات العسكرية التي خاضتها القوات المسلحة ضد المعتدين المتسللين في المناطق الجنوبية للمملكة، وأكد في كلمة له عقب جولة تفقدية، أول من أمس، لمسرح العمليات على الحدود الجنوبية بمنطقة جازان، مخاطبا الضباط والأفراد: «لقد سرني جدا أداؤكم العالي، وشدة بأسكم، واستبسالكم منقطع النظير، وهذا يدل دلالة واضحة وأكيده على ما تتمتعون به من روح قتالية عالية وقد تدربتم جيدا لتنفيذ الخطط على مسرح العمليات، وتنفيذ الواجبات ضمن معرفة متقنة لقواعد القتال وإدارتها». وأضاف: «لقد قرأت التقارير وسمعت الإيجاز تلو الإيجاز وسرني ما عرفته عنكم من قوة الإعداد النفسي والبدني والتكتيكي، اتصفتم بكل المقومات التي تحتاجها المعركة لكل زمان ومكان، وهذا ليس بغريب عليكم يا من كانت قلوبكم على الوطن، وعيونكم على البحر، وبذلتم أرواحكم في البر».

وقال: «لقد كان لسفن جلالة الملك، وطيران القوات البحرية دور فعال في تأمين حدودنا البحرية، كما كان لمشاة القوات البحرية ووحدات الأمن البحرية الخاصة وقوة الواجب، دور فعال في تطهير أراضينا من براثن المتسللين المعتدين»، وأضاف الأمير خالد: «لقد ساهمتم مساهمات فعالة جدا في استعادة جبل الرميح، ومدخل شعيب القصب، وجبل جحفان، وصفير، ومركز جلاح وغيرها الكثير، مشاركين بذلك زملاءكم منسوبي القوات البرية حيث كان لكم جميعا دور مهم فيما تحقق من نصر مبين».

وأوضح مساعد وزير الدفاع السعودي أن ما قام به أبناء القوات المسلحة من جهود بطولية «يعد بحق مفخرة لوطن يستحق منا الكثير، فشدة البأس وقوة التدريب، أثبتت بما لا يدع مجالا للشك بعد توفيق الله أنهم قادرون على ردع المعتدين، وصد المتسللين، قدمتم خلالها تضحيات جسيمة، بفقداننا جميعا لرجال أكفاء نحتسبهم عند الله شهداء أبرارا في عليين، وعدد من الجرحى الأبطال الذين أريقت دماؤهم على ثرى هذه الأرض الطيبة المباركة التي طالما تاق كل منا لنيل هذا الشرف العظيم».

وشملت جولة الأمير خالد، قوة «الواجب البحرية 88»، وقوة «الواجب البحرية 99»، كما شملت الزيارة سرية الحرب الإلكترونية، ومركز العمليات المتقدمة، ورافقه خلال الجولة الأمير اللواء ركن خالد بن بندر بن عبد العزيز نائب قائد القوات البرية، واللواء ركن علي بن زيد خواجي قائد المنطقة الجنوبية، واللواء ركن سعيد بن حسين الغامدي قائد لواء الإمام فيصل بن تركي الأول المظلي، واللواء ركن عامر بن محمد السرحاني قائد لواء الملك فيصل العاشر، واللواء ركن محمد بن سليمان الحربي قائد مجموعة اللواء الرابع عشر، والعميد ركن محمد بن علي القحطاني قائد اللواء الثامن عشر.