الصدريون ينظرون للمالكي على أنه «خائن» وقد يستخدمون الاستفتاء ذريعة لعدم دعمه

قيادي في التيار: من يعتقدون أننا ضعفاء ومهمشون عليهم إعادة حساباتهم

TT

صوت أتباع رجل الدين الشيعي المعارض بشدة للولايات المتحدة مقتدى الصدر، يوم الجمعة الماضي، لتحديد من سيؤيدونه ليكون رئيس الوزراء القادم في العراق، مستعرضين بذلك قوتهم السياسية المكتشفة حديثا والتي من المحتمل أن تسبب مشكلات بالنسبة لرئيس الوزراء الحالي نوري المالكي.

ويبرز الصدر كلاعب مهيمن في تحديد الكيفية التي ستتشكل الحكومة المقبلة في العراق وفقا لها. وشن أتباعه معارك عسكرية عنيفة ضد القوات الأميركية، وجرى إجبارهم في نهاية الأمر على العمل السري. ومنذ ذلك الحين برزوا كتنظيم سياسي داهية، حيث حصلوا على 39 مقعدا على الأقل في البرلمان الجديد.

وتفتخر هذه الجماعة بمقاومة الوجود الأميركي في البلاد. ويتودد للصدر السياسيون العراقيون الحريصون على كسب دعمه. ويدرس الصدر حاليا في إيران ليصبح آية الله العظمى.

وقال الشيخ حازم الأعرجي، كبير مساعدي الصدر «إن الذين يقولون إن تيار الصدر ضعيف ومهمش يجب أن يعيدوا حساباتهم ويفكروا في هذا الأمر من جديد».

والتقى أحد ممثلي ائتلاف دولة القانون التابع للمالكي الشهر الحالي بالصدر. وينظر الصدريون إلى المالكي، الذي لاحق الميليشيا الشيعية التابعة للصدر في مدينة البصرة جنوب البلاد وبعض المناطق في بغداد، على أنه خائن.

وقال أمير الكناني، رئيس الكتلة السياسية التابعة للصدر «إن الإخوة في ائتلاف دولة القانون يحاولون إذابة الجليد. والسيد مقتدى تركهم ليعودوا بخيبة الأمل».

وقد يستخدم الصدريون الاستفتاء غير الرسمي، الذي تواصل أمس السبت، كذريعة لعدم دعم المالكي، الذي عانى ضربة الأسبوع الحالي عندما دعم حزب شيعي آخر ائتلاف رئيس الوزراء الأسبق إياد علاوي.

وقال رئيس المجلس الأعلى الإسلامي العراقي عمار الحكيم، على الموقع الإلكتروني للحزب «حصلت قائمة ائتلاف العراقية على الكثير من الأصوات. ولن نشارك في حكومة لا تشملهم» وخاض المجلس، الذي يُنظر إليه على أنه مدعوم من إيران، الانتخابات على قائمة الائتلاف الشيعي نفسه مثلما فعل التيار الصدري. ويحاول كل من المالكي، الذي حصل الائتلاف الذي يقوده على 89 مقعدا، وعلاوي، الذي حصل التحالف الذي يقوده على 91 مقعدا، تشكيل ائتلافات كبيرة بالدرجة الكافية التي تمكنهم من تشكيل الحكومة المقبلة. وطالبت جماعات سياسية أخرى بعقد لقاءات مع رجل الدين الشيعي الشاب، حسبما ذكر مسؤولون من التيار الصدري.

وذهب آلاف الشيعة في العاصمة والمحافظات الجنوبية يوم الجمعة الماضي إلى مراكز الاقتراع المؤقتة التي أقيمت في خيام ملونة. ولم تكن هناك أي قواعد أو مراقبين. وأدلى الصبية والنساء والرجال بأصواتهم، بل وصوت بعضهم أكثر من مرة. واختار هؤلاء الشيعة من بين خمسة مرشحين، بينهم علاوي والمالكي، أو قاموا بكتابة اختيار آخر. وكانت أوراق الاقتراع تحمل هذه الكلمات «خيار الشعب هو خيارنا». ومن يحصل على أعلى الأصوات هو الشخص الذي ستدعمه الجماعة ليكون رئيسا للوزراء.

ويخرج أتباع التيار الصدري حاليا من فترة عصيبة، حيث ضل التيار طريقه عندما خرجت ميليشيا الصدر، التي كانت تلقب في الماضي بحماة الشيعة ضد المتمردين السنة، عن السيطرة، وتسببت في بعض أسوأ أشكال العنف الطائفي في العراق.

ويُنظر إلى هذا التيار بالأساس على أنه واحد من الحركات الشيعية القليلة المستقلة عن إيران، لأنه تأسس في العراق في ظل حكومة صدام حسين الوحشية. ويُعتقد أن صدام حسين أمر باغتيال والد مقتدى الصدر، آية الله العظمى محمد صادق الصدر، وهو رجل دين مبجل كان يدافع عن جموع الشيعة الفقراء.

وعارض أنصار التيار الصدري بشدة التدخل الأجنبي في العراق، سواء من جانب الولايات المتحدة أو إيران. وفي ظل دراسة مقتدى الصدر في إيران، من الواضح مقدار النفوذ الذي تمارسه هذه الدولة على هذا التيار. ويقال إن إيران أمدت الجناح العسكري للتيار بالأموال والأسلحة.

وعلى الرغم من أن بعض الأحزاب السياسية العراقية التي لديها صلات مع إيران كان لها أداء ضعيف في الانتخابات التي جرت الشهر الماضي، فإن إيران تحظى بنفوذ كبير في العراق. وينظر سياسيون عراقيون إلى هذه الدولة على أنها جارة مهمة تستطيع المساعدة على تحقيق الاستقرار المستقبلي في بلادهم أو الإضرار به. ويحرص تيار الصدر على أن يبدو بعيدا عن إيران، على الرغم من وجود مقتدى الصدر هناك.

وقال الأعرجي «يجب على العراقيين تشكيل الحكومة العراقية بأنفسهم. وبصفة عامة، نرفض التدخل من جانب أي دولة في شؤوننا الخاصة».

* خدمة «واشنطن بوست» خاص بـ«الشرق الأوسط»