واشنطن تطمئن اليهود الأميركيين: توجد خلافات مع إسرائيل لكنها لا تصل للأزمة

الموضوع الإيراني يتصدر أجندتها ولكنها تريد استئناف المفاوضات

TT

في خطوة اعتبرت غير عادية، أرسل البيت الأبيض مسؤولا كبيرا من طرفه، للاجتماع بالقيادات اليهودية الأميركية من التيارات السياسية جميعها، اليمينية والليبرالية، ليطمئنهم إلى استمرار العلاقات الاستراتيجية بينها وبين حكومة إسرائيل. وقال إن هناك خلافات بين الطرفين، لكن الحديث عن أزمة حادة هو ببساطة غير صحيح، والأمور التي يتفق فيها الطرفان، أيضا بخصوص الاستيطان في القدس الشرقية والضفة الغربية، هي أكثر بكثير من الأمور التي يختلفان حولها.

وقالت مصادر إسرائيلية لـ«الشرق الأوسط»، أمس، إن المسؤول الذي التقى القيادات اليهودية هو دان شبيرو، رئيس دائرة الشرق الأوسط وأفريقيا في مجلس الأمن القومي، المعروف بمرافقته الرئيس باراك أوباما منذ سنة 2007 كمستشار لشؤون اليهود، ومسؤول أساسي عن جمع التبرعات لحملة أوباما الانتخابية. وهو أحد اليهود الذين تتحفظ إزاءهم قوى اليمين في إسرائيل. وتعمد شبيرو التقاء يهود من مختلف التيارات، مما أثار التقدير الكبير لديهم. فقال رئيس العصبة ضد التشهير (باليهود)، أبرهام فوكسمان، إن إدارة الرئيس أوباما كانت تجتمع باليهود المقربين حتى الآن، والمبادرة الجديدة بإرسال مندوب رفيع المستوى للاجتماع بقادة اليهود من التيارات كلها، تعتبر خطوة مباركة تستحق الترحيب والتقدير.

وكان شبيرو قد استهل تقريره أمام القادة اليهود بالقول بأن هناك مبالغات وعدم دقة في تصوير ما جرى ويجري بين الإدارة في واشنطن وحكومة إسرائيل ورئيسها بنيامين نتنياهو. وأضاف: «صحيح أن هناك خلافات بيننا حول قضية الاستيطان في القدس والضفة الغربية وغيرها من القضايا الأخرى، لكن لا توجد أزمة حادة كما يقال. بل بالعكس، فإن الأمور المتفق عليها بيننا، بما في ذلك في موضوع القدس والاستيطان، أكثر بكثير من الأمور المختلف عليها»، نافيا أن يكون أوباما تعمد إهانة نتنياهو وإذلاله خلال زيارته الأخيرة إلى البيت الأبيض. وقال: «لقد تم تحديد موعد الزيارة في اللحظة الأخيرة، لأن أوباما ألغى زيارته المقررة إلى شرق آسيا في ذلك الوقت، ومنع الصحافيين من تصويرها جاء بسبب رغبة أوباما في جعله لقاء عمل. وأكد أن أوباما أمضى ساعات مع نتنياهو، وهو أمر لم يفعله مع أي قائد أجنبي آخر».

ورفض شبيرو الحديث عن أن موقف واشنطن من الموضوع الإيراني هو أحد أسباب الخلاف مع نتنياهو، وقال إن هناك تنسيقا كاملا بين الطرفين في هذا الموضوع. وإن الولايات المتحدة مصرة على عمل كل ما يلزم لمنع إيران من التسلح النووي. وتضع هذه القضية في مقدمة أجندتها. بل قال إنه لا يوجد اليوم موضوع أهم من الموضوع الإيراني لدى الإدارة الأميركية، وهي تصرف فيه جهد أكثر من أي قضية أخرى.

وخلال الرد على أسئلة القادة اليهود، قال شبيرو إن سياسة أوباما تجاه الشرق الأوسط مبنية على القناعة بضرورة استئناف المفاوضات السلمية بين إسرائيل والفلسطينيين. فالسلام في الشرق الأوسط، هو فضلا عن كونه مصلحة عليا للشعبين، يعتبر مصلحة عليا للولايات المتحدة. ولكن الإجراءات الاستيطانية الإسرائيلية في القدس الشرقية والضفة الغربية تعرقل استئناف المفاوضات. وعليه، فإن الإدارة تسعى إلى إزالة العقبات واستئناف المفاوضات في أقرب وقت ممكن، وخصوصا أن هناك فرصة مواتية ينبغي عدم إضاعتها. وأضاف، ردا على سؤال آخر، أن من غير الصحيح القول أن واشنطن تمارس ضغوطا باتجاه واحد على إسرائيل. وقال إن الولايات المتحدة تتابع مع السلطة الفلسطينية قضية التحريض على إسرائيل واليهود في الإعلام، وفي مناهج التعليم الفلسطينية.