بروكسل: انتهاء محاكمة عناصر «الخلية الأفغانية».. والحكم 10 مايو

«أميرة الجهاد» حاولت الهروب من أوروبا قبل اعتقالها

TT

انتهت جلسات محاكمة عناصر الخلية، التي تعرف باسم «الخلية الأفغانية»، والتي يشتبه الادعاء العام البلجيكي في علاقتها بتنظيم القاعدة، وأنها متخصصة في تجنيد وإرسال المسلمين الشباب إلى أفغانستان، والتحضير لعمليات إرهابية. وكانت الجلسات انطلقت في النصف الأول من الشهر الماضي، داخل مبنى مجمع المحاكم «قصر العدل» ببروكسل، وقررت المحكمة تحديد جلسة النطق بالحكم في العاشر من شهر مايو (أيار) القادم، بعد أن كانت التوقعات تشير إلى إمكانية صدور الأحكام نهاية الشهر الحالي. وشهدت الجلسات إنكار المتهمين للاتهامات التي جاءت في مذكرة الادعاء العام، وأعرب البعض منهم عن الندم على المشاركة في أنشطة أثارت الشبهات، وأن لديهم قناعة بضرورة العودة إلى ممارسة الحياة بشكل طبيعي.

وقال المحامي فرديناند موتيه، المكلف بالدفاع عن البلجيكية من أصل مغربي مليكة العروض (أميرة الجهاد على الإنترنت)، إن موكلته تدين الإرهاب ضد الأشخاص والعقائد، وإنها تعتمد في تصرفاتها على القرآن الكريم، وترغب فقط في تقديم المساعدة لمن يريد مقاومة من يعتدي على المسلمين. ونفى المحامي أن تكون مليكة هي قائدة ما يعرف بالخلية الأفغانية، وشدد المحامي على نفيه أن موكلته تتولى قيادة المجموعة. وكان الادعاء العام قد طالب بالسجن 8 سنوات للمغربية مليكة، و7 سنوات لزميلها هشام بيايو، وأحكام أخرى متفاوتة لباقي العناصر الذين ألقت السلطات البلجيكية القبض عليهم في ديسمبر (كانون الأول) 2008، والمتهمين بالإعداد لأعمال عنف والتحريض عليه. وبعد أن استمعت المحكمة إلى مليكة العروض، الملقبة بأميرة الجهاد على الإنترنت والتي يعتبرها الإعلام البلجيكي أحد قادة الخلية البارزين، انتقلت المحكمة إلى التهم الموجهة إلى المغربي هشام بيايو، الذي يشتبه في أنه كان يعد لعمل إرهابي في بروكسل بعد عودته من باكستان في خريف عام 2008. وقال المتهم لمحلفي المحكمة إن الرسالة التي عثرت عليها أجهزة الأمن البلجيكية، وتعد أحد أسباب اعتقاله، والتي تحدث فيها عن الإعداد لعمل إرهابي كانت مجرد مزحة. وقال بيايو إن إقامته في وزيرستان بباكستان كانت خطأ، وإنه شعر بخيبة أمل كبيرة خلال وجوده هناك، وقرر العودة إلى بلجيكا.

وهشام من سكان حي أندرلخت في بروكسل، وسافر لمدة عام مع اثنين من أصدقائه للتدريب في المعسكرات، وعاد في ديسمبر 2008، لكن السلطات الأميركية رصدت رسالة عبر البريد الإلكتروني وأمدت بها السلطات الأمنية البلجيكية. وتتضمن الرسالة التي بعث بها هشام إلى أصدقائه ما يفيد بأنه تلقى الضوء الأخضر لتنفيذ عملية انتحارية، وأنه انتهى من إعداد شريط فيديو لوداع أهله. وبادرت الشرطة البلجيكية بالتحرك على الفور، وألقت القبض على المجموعة بأكملها، خاصة أن ذلك تزامن مع انعقاد قمة أوروبية في بروكسل بحضور قادة 27 دولة أوروبية. ولم تؤكد سلطات التحقيق في ذلك الوقت عثورها على أي متفجرات، أو ما يفيد بوجود خطط إرهابية لتنفيذها في بلجيكا.

وفي الجلسات السابقة، نفت المغربية الأصل مليكة العروضي ما جاء في إفادة أحد الشهود في القضية، بأنها سبق وتحدثت عن صلة بين زوجها، الموجود حاليا في المنطقة الحدودية بين أفغانستان وباكستان، وأسامة بن لادن. وقال الإعلام البلجيكي إن معلومات التحقيق كشفت عن أن مليكة كانت قبل إلقاء القبض عليها تتحضر للهرب من أوروبا. وأضافت أن الخلية تضم تسعة أشخاص من جنسيات مختلفة، بينهم شخصان هاربان، وأن ثلاثة أشخاص من بينهم مليكة العروض يمثلون أمام القضاء، بصفتهم قادة مجموعة إرهابية في بلجيكا، والستة الآخرون بصفتهم أعضاء في الشبكة. وأضافت أن مليكة هي قائدة تلك المجموعة، ومعها زوجها، وهو تونسي يدعى معز جارسلاو، عملا معا على تجنيد أشخاص للسفر إلى معسكرات التدريب التابعة لتنظيم القاعدة على الحدود بين أفغانستان وباكستان، ورأت السلطات وقتها أن مليكة وزوجها وهشام يعتبران قيادات لمجموعة إرهابية، ويوجد حاليا رهن الاعتقال كل من مليكة وهشام، أما زوج مليكة فهو حر طليق، وربما يكون موجودا حاليا على الحدود ما بين أفغانستان وباكستان بحسب وسائل الإعلام البلجيكية.

ومليكة (50 عاما) هي أرملة عبد الستار دحمان، الذي شارك في تنفيذ عملية اغتيال القائد العسكري الأفغاني السابق، أحمد شاه مسعود عام 2001 في أفغانستان. وحسب وكالة الأنباء البلجيكية، هي بلجيكية من أصل مغربي، ومن أشهر الناشطين في مجال الجهاد على الإنترنت، وسبق أن اعتقلتها السلطات البلجيكية في ديسمبر من عام 2007، لمدة يوم واحد وأطلقت سراحها، على خلفية الاشتباه في محاولة لتهريب لاعب الكرة التونسي السابق نزار طرابلسي، الذي يقضي حاليا عقوبة الحبس، لإدانته في قضية ذات صلة بالإرهاب، وكانت تعيش في حي أندرلخت وترتدي النقاب. ومليكة، حسب تقارير إعلامية، معروفة لدى أجهزة الاستخبارات في جميع أنحاء أوروبا باسم «الملكة» أي المسلمة، التي تعمل في الصفوف الأولى لحركة النساء من أجل المشاركة بدور أكبر في عالم الجهاد.