اتصالات مصرية عالية المستوى لمنع تدهور الموقف في غزة

عقب أنباء عن احتمال تنفيذ إسرائيل عملية عسكرية واسعة في القطاع

TT

على خلفية الأنباء التي أفادت بأن إسرائيل تنوي القيام بعملية عسكرية واسعة في قطاع غزة الفلسطيني، تجري مصر حاليا اتصالات موسعة مع كل الأطراف المعنية بالتعاطي مع الوضع في غزة، وعلى رأسها الفصائل الفلسطينية، والحكومة الإسرائيلية، في محاولة لمنع انفجار الموقف.

وأكد مسؤول مصري رفيع المستوى في تصريح مقتضب أن «مصر تجري حاليا اتصالات مكثفة على أعلى المستويات مع كل من إسرائيل والفصائل الفلسطينية لاحتواء التوتر المتصاعد في قطاع غزة منعا لتدهور الموقف».

وأضاف المصدر معلقا «إن الوضع على مدار اليومين الماضيين قد أوجد حالة من القلق لدى الجانب المصري المعني دائما باستقرار الأوضاع في الأراضي الفلسطينية، الأمر الذي دفع الجانب المصري إلى تكثيف اتصالاته وجهوده مع الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي للعمل على منع تفاقم الأوضاع في ظل التصعيد الحالي».

وكانت إسرائيل قد شنت غارات جوية على قطاع غزة، وقالت إنها جاءت ردا على تزايد الهجمات الصاروخية الشهر الماضي، كما أنها تأتي أيضا عقب مقتل جنديين إسرائيليين في اشتباكات مع المقاتلين الفلسطينيين الأسبوع الماضي.

ووفقا للمسؤول المصري، فإن تلك الأحداث أكدت أن التوتر بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية في قطاع غزة الذي تحكمه حركة حماس يتزايد بشكل واضح، وأن أسباب ذلك هي نفسها تلك التي عجلت بإعادة غزو إسرائيل لأراضي القطاع في بداية العام الماضي فيما سمي بعملية «الرصاص المصبوب».

لكن مصادر فلسطينية استبعدت قيام إسرائيل بهجوم بري واسع النطاق ضد القطاع على غرار عملية الرصاص المصبوب، مرجحة أن يقتصر التحرك العسكري الإسرائيلي على الهجمات الجوية في الوقت الحالي. وقالت المصادر «إن استبعاد العمل العسكري البري الواسع يقوم على فشل حملة (الرصاص المصبوب) في تحقيق أهدافها رغم شدتها ودمويتها، إضافة إلى أن التصعيد العسكري من شأنه أن يعمق حالة الجمود التي تشهدها عملية السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين.

وتولي مصر قطاع غزة الفلسطيني وتطورات الأوضاع فيه اهتماما بالغا، إذ ترعى الاتفاق بين الفصائل الفلسطينية وإسرائيل، وتتدخل دائما لنزع فتيل الانفجار هناك، كما ترعى مصر اتفاقا (لم يتم التوصل إليه بعد) بشأن الحوار الوطني الفلسطيني، يتم بمقتضاه إنهاء حالة الانقسام على الساحة الفلسطينية، إذ أعدت اتفاقا وقعت عليه حركة فتح والفصائل الفلسطينية عدا حركة حماس.

وكان ممثلو الفصائل الفلسطينية قد بحثوا خلال الاجتماع الذي عقدوه في مدينة غزة التصعيد العدواني الإسرائيلي الأخير ضد قطاع غزة، إضافة إلى الوضع الداخلي وآليات تعزيز صمود الشعب جراء استمرار الحصار.

وحضر الاجتماع كل من حركتي الجهاد الإسلامي وحماس، إضافة إلى الجبهتين الشعبية والديمقراطية، فيما تغيبت حركة فتح عن الاجتماع في اللحظات الأخيرة رغم تأكيدها المسبق على الحضور.

يذكر أن مصر كانت توسطت بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية، ونجحت في عقد هدنة لمدة عام، وحاولت بعد ذلك التوسط لتوقيع هدنة دائمة وأوشكت على التوصل إليها بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية منذ حوالي عام ونصف العام تقريبا، لكنها لم تتم بسبب رفضها من قبل رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق إيهود أولمرت، وربطه بينها وبين الإفراج عن الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط، فيما رفضت الفصائل الفلسطينية تجديد هدنة «العام»، وحدث بعد ذلك تصعيد أدى إلى حرب على غزة منذ عام وثلاثة أشهر تقريبا، استتبعته هدنة غير مكتوبة بين الجانبين.