بغداد: مقتل 30 وإصابة العشرات في 3 انفجارات منسقة استهدفت بعثات دبلوماسية

استهدفت عددا من السفارات بينها السورية والإيرانية.. والقاهرة تؤكد إصابة 4 مصريين ومقتل قائد الحماية > سقوط سلسلة قذائف هاون على المنطقة الخضراء

رجال امن عراقيون يعاينون حفرة خلفها انفجار سيارة ملغومة بالقرب من السفارة الايرانية وسط بغداد أمس (أ.ف.ب)
TT

لقي 30 عراقيا حتفهم وأصيب أكثر من 200 آخرين في 3 هجمات منسقة بواسطة ثلاث سيارات ملغومة صباح أمس في بغداد، ويبدو أن الهجمات استهدفت بعثات دبلوماسية عربية وأجنبية من بينها القنصلية المصرية والسفارة الإيرانية ومقر تابع للسفارة الألمانية كما أشارت مصادر إلى استهداف السفارة الإسبانية أيضا.

ووقعت الانفجارات بعد يوم من قتل مسلحين 25 شخصا من عائلات عناصر قوات الصحوة في قرية إلى الجنوب من بغداد. وحذرت السلطات العراقية من تصعيد محتمل للعنف نتيجة تزايد التوترات حول الانتخابات البرلمانية التي أجريت في السابع من الشهر الماضي.

وقال مصدر في الشرطة العراقية إن السيارة الأولى انفجرت قرب السفارة الإيرانية والمصرف العقاري المجاور لها في منطقة الصالحية الواقعة في الجانب الغربي من نهر دجلة، مشيرا إلى أن غالبية الضحايا من موظفي المصرف المذكور فضلا عن مستقلي سيارات كانت قرب مكان الانفجار. كما أشارت المصادر إلى إصابة صحافيين.

وقال المصدر إن السيارة الثانية انفجرت في ساحة الرواد في منطقة المنصور وهي منطقة مزدحمة بالمحلات التجارية والمكاتب، غرب بغداد. بينما انفجرت السيارة الثالثة في شارع الأميرات الذي يضم مباني السفارة البرازيلية والسورية ومقرا تابعا للسفارة الألمانية والقنصلية المصرية. كما نقلت مصادر دبلوماسية أن سفارة إسبانيا في بغداد تعرضت لانفجار أسفر عن إصابة مبنى السفارة بأضرار بالغة من دون أنباء عن وقوع ضحايا.

ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن سيد محمد، أحد سكان شارع الأميرات أن «الانتحاري كان يستقل شاحنة صغيرة من طراز (كيا) وتوجه إلى مبنى القنصلية المصرية وعندما طالبه الحرس بالتوقف استمر بالسير مسرعا». وتابع: «عندها أطلق الحرس النار على الانتحاري الذي قام بتفجير سيارته على الفور». يذكر أن الهجومين الانتحاريين في حي المنصور وقعا بفارق زمني قصير جدا.

وفي وقت لاحق أمس أعلن المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية المصرية عن أن الهجوم الذي وقع بالقرب من القنصلية المصرية أسفر عن إصابة أربعة من المصريين العاملين بالقنصلية وأضرار في المبنى. وذكر أن التقارير الأولية الواردة من سفير مصر في العراق ومن القنصل المصري في بغداد أفادت بأن إصابات الموظفين المصريين الأربعة ليست خطيرة وأنها نتجت بشكل أساسي عن تطاير شظايا الزجاج من جراء الانفجار وأنه تم نقلهم إلى مستشفى «اليرموك» المجاور حيث يتلقون الرعاية اللازمة.

وأضاف المتحدث الرسمي أنه من المؤسف أن الانفجار أدى كذلك إلى «استشهاد قائد وحدة الحماية العراقي وعدد من أفراد الوحدة».

وذكر المتحدث الرسمي أن السفير المصري وطاقم السفارة الذين يعملون من داخل المنطقة الخضراء بخير وأنهم يواصلون عملهم بشكل اعتيادي.

وقامت قوات الشرطة في بغداد بعمليات تفتيش دقيقة أدت إلى بطء مرور السيارات والتسبب في الفوضى في أماكن الانفجارات. وكان مصدر مسؤول في الشرطة العراقية ذكر أن حالة من الفوضى عمت شوارع بغداد التي امتلأت بسيارات الإسعاف، وسط انتشار أمني كثيف.

وبحسب وكالة «رويترز»، فإن الانفجار الثالث الذي استهدف السفارة الإيرانية وقع في مكان لا يبعد كثيرا عن المنطقة الخضراء المحصنة وسط العاصمة العراقية. وشوهد الدخان يتصاعد من الشارع الذي كان به الكثير من المصابين. ونقلت سيارات تابعة للشرطة المصابين إلى المستشفى.

وتم استهداف السفارة الإيرانية قبل ذلك. وفي ديسمبر (كانون الأول) عام 2009 انفجرت سيارة ملغومة في موقف للسيارات قرب السفارة. وقبل سبعة أشهر فتح مسلحون النار على سيارة تقل ثلاثة من العاملين في السفارة الإيرانية في بغداد. وفي أبريل (نيسان) 2007 قتلت سيارة ملغومة شخصا واحدا في موقف للسيارات على الجهة المقابلة من السفارة. وبعد يوم انفجرت سيارتان ملغومتان في المنطقة نفسها مما أسفر عن إصابة أربعة.

ووقعت انفجارات الأمس عقب سلسلة من حوادث أخرى. وسقطت قذيفتا هاون في المنطقة الخضراء في بغداد التي تضم الكثير من المكاتب الحكومية والسفارة الأميركية في وقت مبكر من صباح أمس. كما أسفر انفجار قنبلة مزروعة على الطريق استهدفت دورية للشرطة في العاصمة عن إصابة خمسة ضباط وخمسة مدنيين اليوم. وسقطت أربع قذائف هاون ليل السبت في المنطقة الخضراء وأسفرت قنبلة مثبتة بسيارة مدنية عن سقوط قتيلين.