السلطات الإيرانية تنوي إزاحة الستار عن إنجاز نووي جديد في 9 أبريل

حرب جواسيس أميركية ضد البرنامج النووي تشمل جذب منشقين وتزويده بمعدات فاسدة

TT

أعلن المتحدث باسم منظمة الطاقة الذرية الإيرانية علي شيرازاديان، أمس، أنه ستتم إزاحة الستار عن إنجاز نووي جديد بحضور الرئيس الإيراني، وذلك حسب وكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ). ونقلت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية (إرنا) عن المتحدث قوله إنه ستتم إقامة احتفال باليوم الوطني النووي في 9 أبريل (نيسان) الحالي في طهران.

وكان الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد قد أكد أول من أمس أن فرض عقوبات جديدة ضد بلاده سيزيد من تصميمها على تحقيق مزيد من التقدم التكنولوجي، وشدد على أن «ترويع بلادنا بمثل هذه التهديدات لا يعوق تقدمنا».

من جهة أخرى، أثار فرار عالم نووي إيراني إلى الولايات المتحدة وفق ما أوردت وسائل إعلام أميركية، مجددا الجدل بشأن الجهود التي تقوم بها سرا المخابرات المركزية الأميركية لعرقلة البرنامج النووي الإيراني. وأوضح خبراء لوكالة الصحافة الفرنسية أنه لا يزال يتعين معرفة إن كان موضوع العالم الثلاثيني الفار الذي يبدو أنه انضم إلى صفوف المخابرات المركزية الأميركية (سي آي إيه)، يشكل نصرا هاما لواشنطن أو نكسة بسيطة لإيران.

وبحسب قناة «إيه بي سي نيوز» فإن شهرام أميري الذي اختفى في يونيو (حزيران) 2009 لدى وصوله إلى السعودية، أصبح يقيم منذ ذلك التاريخ في الولايات المتحدة ويتعاون مع أجهزة التجسس الأميركية. وكان أميري يعمل في جامعة مالك اشتر التكنولوجية في طهران، أحد مراكز البحوث المرتبط بشكل وثيق بحرس الثورة وصناعة السلاح الإيرانية. وبحسب القناة، فإن غياب هذا العالم «يشكل جزءا من عملية للمخابرات المركزية الأميركية خطط لها منذ فترة طويلة لدفعه للانشقاق».

بيد أن الخبراء يبدون الحذر إزاء أهمية هذا «الصيد»، حيث قد لا يكون العالم مطلعا إلا على جانب من برنامج إيران النووي. وقال بول بيلار أحد قدماء «سي آي إيه»: «يجب توخي الحذر إزاء الأهمية الفعلية لشخص واحد». ويبدو أن الاختفاء الغامض لأميري يؤكد معلومات صحافية نشرت في 2007 أشارت إلى سعي أجهزة المخابرات الأميركية إلى استمالة شخصيات محورية، عسكرية ومدنية، تعمل في خدمة النظام الإيراني، بهدف تقويض برنامجه النووي. ففي 2007 اختفى الجنرال علي رضا أصغري مساعد وزير الدفاع الإيراني السابق، في إسطنبول من دون أن يترك أي أثر.

وتشير عمليات الانشقاق المفترضة هذه إلى أجواء حرب سرية ضد إيران يشنها جواسيس أميركيون للتصدي بشكل سري لطموحات طهران النووية إضافة إلى الجهود الدبلوماسية التي تقوم بها واشنطن لفرض عقوبات على النظام الإيراني الذي تشتبه في سعيه لحيازة سلاح نووي. وبين الخطط المستخدمة في هذا المجال تزويد وكالة المخابرات المركزية الأميركية إيران، وأيضا ليبيا، بمكونات غير صالحة لبرنامجيهما النوويين وذلك عبر أسرة من المهندسين السويسريين، بحسب صحيفة «نيويورك تايمز».

وقالت الصحيفة إنه في 2006 أصيب مولد طاقة في مركز ناتانز لتخصيب اليورانيوم (وسط إيران)، بعطب ما أدى إلى حصول انفجار دمر 50 جهازا للطرد المركزي.

ومن التقنيات الأخرى المستخدمة تحويل المرشح للانشقاق إلى «جاسوس» قبل إخراجه من وطنه. وقال بروس ريدل المتقاعد من المخابرات الأميركية والخبير لدى معهد «بروكنغز»: «عادة حين يأتي أحدهم إلينا، نرد عليه بأننا نفضل أن يبقى في موقعه لمدنا بمعلومات». وتعتبر «سي آي إيه» أن عالم الفيزياء النووية شهرام أميري ربما يكون كنزا من المعلومات. بيد أن «الإمكانية الأخرى تتمثل في أننا متلهفون للحصول على معلومات عن برنامج إيران النووي لدرجة أننا على استعداد للتعامل مع كل من يتقدم لنا» بحسب ريدل. وأضاف: «لن أكون متفاجئا إذا كان هذا هو واقع الأمر».

ولا تخفي المخابرات الأميركية أنها تجد صعوبة في جمع معلومات عن إيران. فواشنطن لم تعد لديها سفارة في طهران منذ 30 عاما وهي تعتمد إلى حد كبير على المعلومات التي تلتقطها أجهزة مخابرات أخرى مثل الجهاز الفرنسي أو البريطاني. وقال ريدل: «إن ذلك يعني أنه يتعين القيام بجميع العمليات من خارج البلاد». علاوة على ذلك، فإن إيران أنشأت جهازا فعالا لمكافحة التجسس يمكنه أن يفاخر بالإيقاع بكثير من العملاء الأجانب، بحسب هذا الخبير.