رغد صدام حسين.. ظهور نادر وشخصية «قوية»

TT

لم يعرف عن رغد، البنت الكبرى للرئيس العراقي الأسبق صدام حسين، أو حتى شقيقتيها رنا وحلا، تدخلها في العمل السياسي أو حتى في العمل الحكومي أو غير الحكومي مثل تشكيل منظمات مجتمع مدني أو منظمات إنسانية. الأكثر من هذا كله أنه لم يعرف عن عائلة صدام حسين باستثناء نجليه عدي وقصي، أي ظهور إعلامي؛ إذ كانت لهم حياتهم الاجتماعية الخاصة شأنهم شأن غالبية العوائل العراقية. ولم يصادف أن قال أي عراقي إنه كان قد التقى بزوجة أو بنات صدام حسين في مكان عام، أو قرأ لهن تصريحات صحافية أو شاهدهن في برنامج تلفزيوني، ما عدا ظهور زوجته، ساجدة خير الله، في مناسبات نادرة للغاية مع زوجها في الأخبار التلفزيونية خلال حملة التبرع بالذهب لمجهود الحرب العراقية - الإيرانية (1980 - 1988)، ومرة في رحلة إلى كردستان العراق. ويعود عدم انخراط رغد صدام حسين في النشاطات السياسية أو الحكومة، وينطبق الكلام ذاته على شقيقتيها ووالدتهم، إلى التربية العائلية والعشائرية والعادات والتقاليد الاجتماعية الصعبة التي تربى عليها الرئيس العراقي الأسبق ونجلاه وبقية أفراد عائلته، التي تمنع ظهور النساء في الإعلام أو عملهن في الوظائف الحكومية أو غير الحكومية؛ إذ عرفت تكريت بمجتمعها المحافظ للغاية، وفي أحيان كثيرة هو مجتمع مبالغ في محافظته هذه إزاء المرأة. هذه التقاليد الاجتماعية والتربية العائلية والعشائرية التي تربت عليها رغد صدام حسين، التي في مقدمتها طاعة الزوج، مثلا، هي التي قادتها مع شقيقتها رنا، زوجة صدام كامل، ذات يوم إلى ترك العراق واللجوء إلى عمان مع زوجها حسين كامل الذي كان مقربا من الرئيس العراقي الأسبق.

وعلى الرغم من جسامة الأحداث وقت ذاك، فإن زوجها وشقيقه لم يسمحوا لها أو لشقيقتها بالظهور إعلاميا، وكانت وكالات أنباء ومحطات تلفزيون غربية قد قدمت امتيازات وعروضا مغرية جدا من أجل إقناع حسين كامل بلقاء مع زوجته رغد ولو لدقائق، إلا أنه رفض ذلك بشدة. وكان الظهور الأول والمفاجئ لرغد صدام حسين بعيد اعتقال والدها من قبل القوات الأميركية في بلدة الدور غربي العراق، وكررت هذا الظهور ربما لثلاث مرات بعد إعدام الرئيس العراقي الأسبق، قبل أن تبلغ من قبل السلطات الأردنية بعدم الخوض في الأحاديث السياسية منعا لإحراج الأردن مع السلطات العراقية. عرف عن رغد قوة شخصيتها التي كسبتها من والدها وشقيقها عدي، وتمكنها من إدارة الحديث بجرأة وصراحة، على العكس من شقيقتيها رنا وحلا اللتين لم تظهرا حتى اليوم سواء على شاشة التلفزيون أو في الصحافة.