برهم صالح: رئاستي لحكومة الإقليم واجب وطني وسياسي.. ولا أقبل «منّة» من أحد

قال في رد على هجوم شنته صحيفة تابعة لحزب بارزاني: البعض ما زال يتعامل بعقلية الحرب الداخلية

TT

في أول رد فعل له على الحملة التي شنتها مجلة «كولان» التابعة للحزب الديمقراطي الكردستاني، بزعامة رئيس الإقليم مسعود بارزاني، قال برهم صالح، رئيس حكومة إقليم كردستان، إن «هناك أشخاصا لا يجدون أقواتهم سوى في تعكير الأوضاع في كردستان وبث الفتنة، ويتعاملون مع الوقائع بعقلية الحرب الداخلية، وفي الوقت الذي أفتخر بكوني رئيسا لحكومة الإقليم، يعلم الجميع أنني لم أكن طالبا لهذا المنصب، ولم أسعَ إليه، لذلك لا أحد يستطيع أن يمنّ علي بشيء لنيلي هذا المنصب».

وجاءت هذه التصريحات عقب افتتاح صالح للمبنى التجاري «ماكسو مول» في السليمانية أمس، ردا على الحملة التي شنتها المجلة المذكورة التي وصفت أداء حكومة صالح بـ«السلبي».

ورشح صالح للمنصب من قبل حزبه الاتحاد الوطني الكردستاني، بزعامة الرئيس العراقي جلال طالباني، خلفا لنيجيرفان بارزاني. وبحسب اتفاقات بين الحزبين الكرديين الرئيسيين فإن رئاسة حكومة إقليم كردستان تكون دورية بين مرشحي الحزبين.

وقال صالح: «أقدر موقف السيد رئيس الإقليم مسعود بارزاني ودعمه لي، وكذلك موقف المكتب السياسي للحزب الديمقراطي وموقف الأخ نيجيرفان بارزاني الذين أجمعوا على إدانة ما ورد في تقرير المجلة المذكورة، وينبغي أن أشير إلى أن هناك أشخاصا ما زالوا يتعاملون مع الوقائع بعقلية الحرب الداخلية، ولا يجدون قوتهم سوى في تعكير الأوضاع وبث الفتنة في كردستان، ولكني أؤكد أن الجميع يعلم أنني لست من طلاب المناصب، ولم أسعَ إلى هذا المنصب الذي أتشرف به كواجب وطني وسياسي لمواصلة تجربة الحكم الديمقراطي في كردستان وحماية المكاسب المتحققة سابقا ومعالجة المشكلات القائمة، ولقد أكدنا مرارا أن الحكومة السابقة تركت لنا الكثير من المكاسب والإنجازات التي نفتخر بها، وتركت لنا أيضا بعض المشكلات، نأمل أن نعالجها لكي تترك هذه الحكومة بدورها بعض المكاسب للحكومة التي تليها».

وأضاف صالح أن «فلسفتنا في الحكم تتحدد بحماية المكتسبات المتحققة، والسعي في الوقت ذاته لمعالجة المشكلات القائمة، ونحن نعتبر حكومتنا امتدادا للحكومة السابقة، ونتطلع إلى أن تكون الحكومة القادمة مكملة لحكومتنا، ولكن هناك الكثير من المشكلات الكبيرة التي لم تعد خافية على مواطني كردستان، وهي مشكلات تقلق بالهم، منها سيطرة الحزب على الحكومة وانقسام الإدارة والبيشمركة وأجهزة الأمن والمالية، وهذه مشكلات كبيرة بحاجة إلى حلول، ونحن في حكومة الإقليم من واجبنا أن نتصدى لهذه المشكلات، وكلما شعرنا بأن هناك فرصة للتغلب على هذه المشكلات فسنبذل قصارى جهدنا، وإذا وجدنا أن العقبات أكبر من تصدينا للفساد والتدخلات الحزبية ولتدخل جهات خارج الحكومة في شؤوننا، عندها سنواجه شعبنا، فلسنا من طلاب المناصب حتى نخاف من مواجهة هذه المشكلات التي تعرقل أعمال الحكومة».

وأكد صالح مواصلة حكومته للبرنامج الإصلاحي، وقال: «أريد أن أطمئن شعبنا بأننا سنواصل جهودنا من أجل تنفيذ برنامجنا الإصلاحي، ونحن جادون في هذا المجال، وسنسعى إن شاء الله وبهمة مواطني شعبنا وقواه السياسية لتطبيق هذا البرنامج وإنهاء التدخلات الحزبية لتكون الحكومة حكومة الجميع».

وحول تأخير ميزانية الحكومة في البرلمان قال رئيس حكومة الإقليم: «بالطبع إن تأخير المصادقة على الميزانية خلق لنا الكثير من المشكلات، وأثر سلبا على إنجاز أعمال الحكومة بوقف الكثير من المشاريع، ولكننا نفتخر بإعدادنا لهذه الميزانية، وفخورون كذلك بالمناقشات الحامية التي تجري حولها في البرلمان، وبعد حسم هذه الميزانية سيكون لنا حديث صريح مع شعبنا، لأننا نشعر بأن هناك مسائل بحاجة إلى كشفها للرأي العام الكردستاني».

وكانت مجلة «كولان» التي يصدرها مكتب الإعلام المركزي في الحزب الديمقراطي الكردستاني قد شنت هجوما لاذعا على الحكومة التي يرأسها برهم صالح واتهمتها بالإخفاق في تحقيق أية مشاريع استراتيجية مهمة، إلى جانب اتهام رئيسها بالانحياز إلى الاتحاد الوطني وتسخير الحكومة لصالح إنهاضه من أزمة التي أصابته في الانتخابات الأخيرة.

يذكر أن الحكومة التي يرأسها صالح لم تكمل بعد ستة أشهر من عمرها وتتشكل من الحزبين الرئيسيين الديمقراطي الكردستاني والاتحاد الوطني، إلى جانب مشاركة عدد من الأحزاب الكردستانية الأخرى.