قالت منظمة التحرير الفلسطينية إنها ترفض أي «مساومة» على وقف الأنشطة الاستيطانية الإسرائيلية، قبل بدء أي مفاوضات مع إسرائيل.
وقالت المنظمة في بيان صحافي عقب اجتماعها، في وقت متأخر، السبت، برئاسة الرئيس الفلسطيني محمود عباس، إنها ترفض المساومة على نزع الشرعية عن أي عمل استيطاني، سواء طال هذا العمل الأرض أو المواقع الدينية المقدسة أو أي موقع فوق الأرض الفلسطينية. ودعت المنظمة حكومة إسرائيل إلى ضرورة اغتنام الفرصة التي يعبر عنها الإجماع العربي والدولي الراهن، «الذي يتمسك بضرورة إطلاق عملية سلام جادة». وأكدت المنظمة، باسم الشعب الفلسطيني، «الاستعداد التام للانخراط في عملية السلام، عندما تثبت إسرائيل أنها جاهزة للسير في هذه العملية عبر الوقف التام للاستيطان في الأراضي الفلسطينية المحتلة جميعها، بما فيها القدس الشريف، وعندما تلتزم بمرجعية عملية السلام، وبخاصة إنهاء الاحتلال، الذي وقع عام 1967». وقالت إن على الحكومة الإسرائيلية «أن تحدد خيارها، بين انتهاج طريق السلام، الذي يحقق مكاسب كبرى للأطراف كلها في المنطقة، بما فيها إسرائيل، أو مواصلة طريق الاحتلال والاستيطان والاعتداء على حقوق الشعب الفلسطيني ومقدساته، الذي يهدد مصالح الجميع على المدى المباشر والاستراتيجي، وبخاصة إسرائيل».
وأدانت المنظمة «أعمال التنكيل والقتل والإرهاب، التي يمارسها الاحتلال وجيشه ومستوطنوه في الضفة وغزة، والتي تستهدف المواطنين العزل، الذين يعبرون عبر وسائل المقاومة الشعبية السلمية عن تمسكهم بوطنهم ورفضهم للعنصرية ونهب الأرض ولسياسة الحصار». كما عبرت المنظمة عن تقديرها الإيجابي لنتائج القمة العربية في سرت، «التي عبرت عن إجماع الموقف العربي في دعم سياسة ومواقف القيادة الفلسطينية، سواء تجاه عملية السلام، وبخاصة ضرورة وقف الاستيطان وقفا تاما كمقدمة ضرورية لبدء المفاوضات، أو ضرورة تكاتف الموقف العربي والدولي من أجل دعم مدينة القدس».
وأكدت المنظمة أهمية التطبيق العملي لقرارات القمة العربية، وبخاصة فيما يتعلق بدعم صندوق القدس، ومواصلة التنسيق العربي مع الموقف الفلسطيني، ومع الجهات الدولية جميعها، خصوصا اللجنة الرباعية الدولية، لتوفير أسس استئناف عملية السلام، وبصفة خاصة وقف الاستيطان بأشكاله وصوره جميعها.
كما عبرت اللجنة عن تقديرها لمواقف اللجنة الرباعية الدولية، وبيانها الأخير، وكذلك الجهات الدولية جميعها، من دون استثناء، «التي تعبر عن إجماع غير مسبوق في دعم شعبنا وحقوقه، وضرورة إرساء عملية السلام على أسس تكفل لها النجاح وتحقيق حل الدولتين».