حملة إغلاق الأنفاق ترفع أسعار البضائع المهربة إلى غزة

التجار يسعون إلى الاستفادة القصوى مما تبقى منها

سيدات فلسطينيات يحملن صور أفراد عائلاتهن المسجونين في إسرائيل، وذلك في مسيرة احتجاج نظمنها أمس في غزة (أ.ب)
TT

شهدت أسعار البضائع المهربة من مصر إلى قطاع غزة ارتفاعا ملموسا في الآونة الأخيرة جراء الحملة المشددة التي تشنها السلطات المصرية ضد الأنفاق، التي أسفرت عن تدمير عشرات الأنفاق في الشهرين الماضيين، بينها 30 نفقا دمرت خلال الأسبوعين الماضيين فقط.

وذكر أحد المتعاملين مع تجارة الأنفاق لـ«الشرق الأوسط» أن التجار اضطروا لاستنفاد طاقة التهريب القصوى في الأنفاق التي لم تدمر لتعويض النقص الناجم عن تدمير الأنفاق الأخرى. وأشار إلى أن عددا من أصحاب الأنفاق شرع في التخلي عن الطابع التخصصي للأنفاق بحيث يستعمل النفق لإدخال أنواع مختلفة من السلع، ولم تعد بعض الأنفاق مقتصرة على تهريب نوع محدد من البضائع. وأضاف أنه كان من الدارج حتى الآن أن تخصص أنفاق لتهريب المواشي وأخرى للمواد الغذائية وأنفاق للمواد الكهربائية، وأنفاق للوقود ومشتقاته، وأنفاق للمـــلابس.

من ناحيته أوضح تاجر في التجهيزات الكهربائية أن ارتفاع أسعار البضائع المهربة الذي طرأ مؤخرا يرجع بشكل خاص إلى استيلاء السلطات المصرية على الكثير من البضائع المهربة قبل وصولها للأنفاق في الجانب المصري ومصادرتها، وهو ما كبد الكثير من التجار خسائر كبيرة ودفعهم إلى محاولة تعويض بعض هذه الخسائر برفع الأسعار، الأمر الذي أدى إلى ارتفاع واضح في الأسعار. وفي حديث مع «الشرق الأوسط»، قال هذا التاجر إنه أضطر مؤخرا لرفع أسعار التجهيزات الكهربائية التي يبيعها للتغطية على الخسائر الناجمة عن مصادرة البضائع التي تعاقد مع أصحاب الأنفاق على تهريبها. وأشارت مصادر فلسطينية في مدينة رفح، أقصى جنوب القطاع التي تصل الأنفاق بين أحيائها الجنوبية والأحياء الشمالية من مدينة رفح المصرية، إلى أن بعض أصحاب الأنفاق أوقفوا التهريب عبر أنفاقهم خشية أن يتم اكتشافها من السلطات المصرية وتدميرها. وعزا أحد المرتبطين بتجارة الأنفاق لـ«الشرق الأوسط» زيادة التكاليف بقيام السلطات المحلية في قطاع غزة بإجبار أصحاب الأنفاق على دفع مستحقات مالية كبيرة لكل عائلات العاملين لديهم الذين يقتلون أو يجرحون خلال أدائهم العمل في الأنفاق، مع العلم أن أكثر من 150 فلسطينيا لقوا حتفهم بعد أن انهارت عليهم الأنفاق بسبب القصف الإسرائيلي أو سوء الأحوال الجوية، أو بفعل الأخطاء البشرية. وأوضحت مصادر فلسطينية أن السلطات المصرية تعمد إلى زرع كل نفق يتم اكتشافه بالمتفجــــــــــــــرات ومن ثم تقوم بتفجيره. وأشارت المصادر إلى أن أحد الإجراءات المحبطة لعمل الأنفاق هي الحواجز التي تقيمها السلطات المصرية إلى الجنوب من مدينة رفح المصرية التي عزلتهـــــــــا تقريبا عن الأراضي المصرية، الأمر الذي جعل من الصعوبة جدا على المهربين المصرييـــــــــــن إيصال البضائع لمنطقة الأنــــــفاق.

وأشارت المصادر إلى أن السلطات المصرية أقدمت في الآونة الأخيرة على سد المنافذ الالتفافية حول المدينة، سيما في منطقة الشاطئ، حيث يقوم جنود حرس الحدود بنصب كمائن مسلحة في المكان لمنع وصول البضائع.