تفجيرات السفارات تطلق موجة اتهامات بعضها لوسائل إعلام محلية

الخارجية المصرية: من المبكر الحديث عن تفكير لإغلاق قنصليتنا

عراقي يمر أمس بالقرب من سيارات محطمة في محيط السفارة الإيرانية ببغداد التي استهدفها انفجار أول من أمس (رويترز)
TT

كانت القوات الأمنية العراقية في حالة تأهب وكانت منتشرة بصورة مكثفة في شوارع بغداد أمس مع تشديد الإجراءات عند نقاط التفتيش، وخصوصا في محيط مواقع الانفجارات التي وقعت أول من أمس قرب السفارات الإيرانية والمصرية والألمانية.

وأعلنت قيادة عمليات بغداد اعتقال انتحاري يقود سيارة مفخخة كان ينوي أن يستهدف بها مديرية حماية السفارات في المسبح، في حي الكرادة. ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن مسؤول أمني آخر أن «الانتحاري فشل في تفجير السيارة ولفت انتباه رجال الأمن بينما كان يصرخ الله أكبر». وكان أحد سكان المنطقة المجاورة للسفارة المصرية قال إن الحراس حاولوا منع السيارة من الاقتراب وأطلقوا على سائقها النار. وأضاف أن «السيارة انفجرت ضمن مسافة قريبة» وتساءل «كيف وصلت السيارة إلى السفارة؟ أين الجيش والحواجز؟».

وأدانت الجامعة العربية في بيان التفجيرات معتبرة أنها «تسعى إلى زعزعة الأمن والاستقرار في العراق في هذا التوقيت الدقيق» مجددة دعوتها إلى القيادات العراقية «للإسراع في خطوات تشكيل الحكومة». من جهتها، أعربت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل في برلين عن «تأثرها الشديد» إثر الانفجارات، فيما أدانها وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير ووصفها بـ«الهمجية». كذلك نددت منسقة الشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي كاثرين أشتون بالهجمات ودعت في بيان «الأحزاب السياسية في العراق والقادة إلى مواصلة تعزيز المؤسسات الديمقراطية».

وأكدت قيادة عمليات بغداد الأحد الماضي، أن التفجيرات الدموية التي استهدفت سفارات دول أجنبية أسفرت عن مقتل وجرح نحو 254 شخصا.

رئيس اللجنة الأمنية في البرلمان السابق والأمين العام لمنظمة بدر والقيادي في الائتلاف الوطن العراقي هادي العامري أوضح في بيان أن تلك العمليات جاءت لخلط الأوراق واستغلال حالة التنافس السياسي لزرع بذور الفرقة وإيجاد مساحات اختلاف بين الكيانات السياسية. ودعا العامري الأجهزة الأمنية إلى عدم التراخي في أداء مهامها بحجة انتهاء فترة عمل الوزراء واحترام مهمتهم وحفظ أمن وسلامة العراق، مشددا على ضرورة النظر في طبيعة الخطة الأمنية والعمل على إيجاد خطة تواكب المستجدات الأمنية وخطط وآليات الإرهاب المتجددة وتركز على الجهد الاستخباري وإشراك المواطن العراقي في الملف الاستخباري. وأكد العامري التشديد على السجون والتحقيق في علميات التهريب التي كانت آخرها حادثة هروب بعض السجناء في محافظة ديالى، وكذلك توسيع التفاهم مع دور الجوار بما يخدم واقع القضية الأمنية، والاتفاق على صيغ محددة والتزامات لحسم ملف تسلسل العناصر المسلحة عبر مختلف الحدود.

بدوره، أكد مقرر لجنة الأمن والدفاع في البرلمان السابق عمار طعمة لـ«الشرق الأوسط» أنه شخصيا اطلع على شريط إخباري لقناة تلفزيونية محلية «أشار صراحة وعلنا إلى أنه من المتوقع حصول تفجيرات واتهموا الحكومة، وهذا الأمر مثير للشك».

إلى ذلك، قال محمد السامرائي القيادي في ائتلاف وحدة العراق الذي يتزعمه وزير الداخلية جواد البولاني إن الأجهزة الأمنية تعاني من نقص المعلومات، وأضاف: «قلنا مرارا المعركة الآن يجب أن لا تدور في الشارع بين أفراد الأمن والإرهابيين وإنما يجب أن تستبق الأحداث، وأن تتم في أوكار هؤلاء القتلة وحتى قبل تفكيرهم في ارتكاب مثل هذه الأعمال البشعة».

وفي القاهرة، قال المتحدث الرسمي باسم الخارجية المصرية حسام زكي إنه من المبكر تماما الحديث عن وجود تفكير في إغلاق القنصلية المصرية في العراق أو استدعاء البعثة الدبلوماسية. ونقلت وكالة الأنباء الألمانية عن زكي قوله في تصريحات مساء أول من أمس: «عندما حدث خطأ أمني ما عام 2005 أدى إلى استشهاد السفير إيهاب الشريف، حدث أن مصر قررت التراجع عن العراق، لكن الوضع في العراق الآن لا يحتمل تراجعا مصريا أو عربيا، وإنما يحتاج إلى تواصل، لأنه إذا حدث تراجع فهذا أمر سلبي للغاية، وربما يكون هو الهدف الذي سعى إليه من قاموا بهذه التفجيرات».

وأشار إلى أن مصر تعمل بالتنسيق مع الجانب العراقي على عدة فرضيات «للوصول إلى نتيجة»، لافتا إلى أنه لا يمكن أن نستنتج أن هناك استهدافا لمصر طالما أن سلسلة الانفجارات استهدفت بعثات دبلوماسية أخرى. وقال زكي: «نحن ندرس بعمق ما حدث وفقا لما يحدث في العراق، كما أن السلطات العراقية وعدت ببذل جهودها للتعرف على أسباب استهداف أكثر من بعثة دبلوماسية في وقت واحد، وهل هي رسالة للداخل العراقي أم للبعثات الدبلوماسية وما هي البعثة المستهدفة من هذه الانفجارات». وأكد زكي أن المصريين الأربعة العاملين في القنصلية الذين أصيبوا في الانفجار لا يزالون يتلقون العلاج بالمستشفى، مشيرا إلى أن إصاباتهم طفيفة ويستطيعون الخروج قريبا.