قراصنة صوماليون يختطفون ناقلة نفط كورية عملاقة قادمة من العراق

جدل حول ولاية رئيس البرلمان الصومالي و النواب يشكون عدم تلقيهم مرتباتهم منذ 10 أشهر

عناصر من قوات حرس السواحل الصومالي أثناء دورية لمراقبة سواحل العاصمة مقديشو ومطاردة القراصنة فيها (أ.ب)
TT

تبدأ اليوم في أوغندا أكبر عملية تدريب لقوات الحكومة الصومالية في الخارج، في مسعى جديد لدعم حكومة الشيخ شريف أحمد التي تواجه تحديا عسكريا متزايدا من مقاتلي حركة الشباب المجاهدين والحزب الإسلامي المعارضتين.

وتقوم بعثة عسكرية أوروبية تقودها إسبانيا تتكون من 100 ضابط بتدريب 2000 جندي صومالي بالتعاون مع الأمم المتحدة. وتقضي هذه الخطة بقيام نحو 100 من العسكريين التابعين للاتحاد الأوروبي بتدريب قوات الجيش والشرطة الصومالية في أوغندا لمدة عام، وكان الاتحاد الأوروبي قد أقر هذه الخطة في شهر نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي على أن تقود إسبانيا هذا العمل بالتعاون مع الأمم المتحدة والولايات المتحدة والاتحاد الأفريقي. وأعلنت عدة دول أوروبية من بينها ألمانيا وفرنسا عن استعدادها لإرسال مدربين إلى أوغندا للمشاركة في هذه المهمة.

وقال بيان للاتحاد الأوروبي غداة إقرار هذه الخطة إن الهدف الأساسي لبعثة التدريب هو تعزيز قدرات قوات الحكومة الصومالية، من أجل معالجة مشكلات الصومال. وذكر الاتحاد أيضا أنه يدرس تدريب عدة آلاف من قوات خفر السواحل الصومالية، حيث إنه لا يمكن وقف أنشطة القرصنة ما لم تكن هناك قوات خفر سواحل مدربة ومجهزة وقادرة على منع هجمات القرصنة في سواحل الصومال، وكانت الحكومة الصومالية قد طالبت من المجتمع الدولي بمساعدة دولية لتدريب نحو 10 آلاف جندي، وكان ذلك جزءا من بنود اتفاقية السلام في جيبوتي بين الحكومة والمعارضة في يناير (كانون الثاني) عام 2009.

على صعيد آخر، اختطف قراصنة صوماليون أمس ناقلة نفط كورية جنوبية عملاقة في مياه المحيط الهندي شرق الساحل الصومالي. وكانت ناقلة «سامهو دريم» التي تعود ملكيتها لسنغافورة، وتديرها شركة «سامهو» الملاحية الكورية الجنوبية تحمل نفطا خاما تبلغ قيمته 170 مليون دولار، وتزن نحو 300 ألف طن؛ لتصبح بذلك إحدى أضخم السفن التي يختطفها القراصنة الصوماليون. وكانت ناقلة «سامهو دريم» قادمة من العراق إلى الولايات المتحدة وعلى متنها 24 بحارة من أفراد طاقمها، هم 5 من كوريا الجنوبية و19 فيلبينيا.

وأكد مصدر للقراصنة الصوماليين أمس أنهم اختطفوا ناقلة «سامهو دريم» الكورية الجنوبية العملاقة، وأن الناقلة في طريقها الآن إلى ميناء «حاراطيري» – أحدى المعاقل الرئيسية للقرصنة بوسط الصومال، من جهتها، أعلنت كوريا الجنوبية عن توجه إحدى مدمراتها الموجودة في خليج عدن ضمن مهام مكافحة القرصنة إلى ساحل الصومال لمحاولة تعقب الناقلة المخطوفة، وقال بيان أصدرته وزارة الخارجية الكورية الجنوبية: «إن الحكومة أرسلت الوحدة البحرية (تشيونج - هاي) التي لها مدمرة في مياه المحيط الهندي لحماية السفن التجارية الكورية الجنوبية»، وذكر البيان أن المدمرة قادرة على الإبحار بسرعة تفوق سرعة الناقلة ما يعني أنها ستكون قادرة على الوصول إلى مكان وجود الناقلة قبل أن تصل إلى الساحل الصومالي. وكانت القوة البحرية الأوروبية لمكافحة القرصنة (أتلانتا) قد حاولت تعقب الناقلة المختطفة لإنقاذها، لكنها فشلت في إنقاذها.

إلى ذلك, استغلت مجموعة مكون من نحو خمسين نائبا من نواب البرلمان الصومالي توقف الاشتباكات التي دارت رحاها على مدى اليومين الماضيين بين القوات الحكومية وميليشيات حركة الشباب المتشددة في العاصمة الصومالية مقديشو، لكي تعلن بشكل مفاجئ عزمها انتخاب رئيس جديد للبرلمان بدلا من رئيسه الحالي عدن مادوبي.

وقال برلمانيون صوماليون لـ«الشرق الأوسط» عبر الهاتف من العاصمة مقديشو، عقب اجتماع عقدوه في أحد فنادق المدينة، إنهم بصدد التحضير لانتخاب رئيس جديد للبرلمان، الذي انتهت مدته هو ونائبه عمر طلحة.

لكن نائب رئيس البرلمان الصومالي عمر طلحة قال في المقابل لـ«الشرق الأوسط» إن فترة ولاية رئيس البرلمان ما زالت قائمة وتنتهي مع انتهاء ولاية الرئيس الانتقالي الحالي الشيخ شريف شيخ أحمد بحلول شهر أغسطس (آب) من العام المقبل.

ورجع طلحة عدم اجتماع البرلمان أخيرا إلى ما وصفه بعراقيل أمنية بالإضافة إلى مشكلات عدم انتظام النواب وانتقال مقر البرلمان إلى عدة مقرات أخيرا، وأضاف: «كنا نجتمع في مبنى تابع لوزارة المواصلات وانتقلنا لاحقا إلى مقر إقليم بنادير الذي يشمل العاصمة مقديشو، والآن تم ترميم مقر مجلس الأمة القديم الذي استُخدم خلال فترة حكم الرئيس المخلوع محمد سياد بري قبل انهيار نظام حكمه عام 1991».

وقال طلحة لـ«الشرق الأوسط»: «نتمنى أن يجتمع البرلمان في هذا المبنى الذي يقع بجوار المسجد الكبير الذي دشنته السعودية وقرب مقر الرئاسة خلال هذا الشهر، لافتا إلى الأزمة المالية الطاحنة التي يعشيها أعضاء البرلمان الذين لم يتلقوا مرتباتهم الشهرية منذ نحو عشرة أشهر». وتابع: «يعاني البرلمان أزمة مالية، وهناك وعود من الاتحاد الأوروبي لتقديم مبلغ ضئيل إلى النواب كمرتب شهري».

وكان عضو البرلمان الصومالي المكون من أكثر من 500 مقعد يحصل على نحو 1200 دولار شهريا، ثم تم خصم مبلغ 600 دولار أخيرا. والآن - كما يقول طلحة - فالمعروض هو مبلغ 600 دولار فقط، وهو مبلغ لا يكاد يغطي حتى تكاليف إقامة أعضاء البرلمان في الفنادق المنتشرة في العاصمة مقديشو.

وتابع: «منذ نحو عشرة أشهر لم نتلقَّ مرتباتنا، وهذه فترة طويلة رغم أن أعضاء البرلمان يؤدون واجباتهم ومعظمهم يعيش في الفنادق ويحتاج إلى دفع ما بين 30 و50 دولارا يوميا، والمعروض حاليا لا يغطي احتياجاتهم».

وأضاف: «هم أدوا القسم لخدمة بلادهم فلا يبالون بهذه الظروف، لكنهم بالتأكيد يمرون بظروف صعبة للغاية».

وانتقد طلحة محاولات الإطاحة برئيس البرلمان مادوبي، وقال لـ«الشرق الأوسط»: «البرلمان مكون من 500 عضو والمجموعة المتمردة عددها لا يزيد على ثلاثين، وهؤلاء لا محل لهم من الإعراب، إذا كان لديهم أي شيء ضدنا فليتفضلوا داخل البرلمان».

وأضاف: «هؤلاء ينفذون أهدافا من وراء الكواليس، هؤلاء احترفوا هذه اللعبة واعتادوا عقد مؤتمرات لا تسمن ولا تغني من جوع في ردهات الفنادق، تنفيذا لحكمة (خالف تعرف)».