مخاوف من مساع إيرانية لحيازة زوارق سريعة قد تستخدم للهجوم على سفن حربية في الخليج

واشنطن ولندن أخفقتا في عرقلة وصول قارب بريطاني إلى أيدي الحرس الثوري

TT

تسري مخاوف في الولايات المتحدة وبريطانيا من دوافع طهران شراء قارب يتمتع بسرعة فائقة استخدمه مغامر بريطاني لتحطيم رقم قياسي عالمي في الملاحة، وبحسب محققين أميركيين فإن إيران جهزت القارب الآن بصواريخ لها القدرة على إغراق حاملات طائرات في الخليج.

وبحسب تقرير لصحيفة «الفاينانشيال تايمز» البريطانية فإن إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما سعت إلى عرقلة وصول القارب إلى أيدي الحرس الثوري الإيراني، غير أن أدلة تشير إلى أن القارب، الذي صنع بدعم من متعاقد مع وزارة الدفاع الأميركية، أصبح الآن ضمن «ملكية جديدة وخطرة»، في إشارة إلى إيران.

والقارب «بليد رانر - 51» الذي يبلغ طوله 51 قدما، واستخدمه البريطاني نيل ماك غريغور ليحطم الرقم القياسي في سرعة الملاحة حول العالم عام 2005، عرض للبيع العام التالي فأثار اهتمام الإيرانيين، إلا أن وزارة التجارة والصناعة البريطانية حالت دون شرائه من قبلهم.

وتقول الصحيفة البريطانية، في تقريرها إنها علمت من مصادر دفاعية وأخرى معنية بالصناعة، أن الإيرانيين لم يستسلموا، فبعد مروره من خلال أكثر من وسيط، علمت الولايات المتحدة في يناير (كانون الثاني) 2009 أن الزورق تم نقله إلى ميناء دربان في جنوب أفريقيا إلى سفينة تجارية إيرانية تبحر هناك حاملة علم هونغ كونغ.

وعلى أثر ذلك أوعزت الولايات المتحدة إلى السلطات الجنوب أفريقية بوقف عملية نقل القارب إلى شركة الملاحة الإيرانية، معربة عن مخاوفها من أن الحرس الثوري الإيراني يهدف إلى الحصول عليه لتزويده بالصواريخ واستخدامه في الهجمات السريعة، ضمن سياق الاستراتيجية العسكرية للبحرية الإيرانية التي تقوم على استخدام قوارب سريعة وصغيرة مزودة بصواريخ مضادة للسفن الحربية لتنفيذ عمليات دقيقة في أوقات قياسية.

غير أن القارب سرعان ما سلم إلى الشركة الإيرانية، وقال مصدر إنه لا أحد انتبه إلى الفاكس الذي أرسلته الولايات المتحدة للتحذير من المضي في عملية نقل الزورق، إذ إنه أرسل خلال عطلة نهاية الأسبوع. وأضافت المصادر أن «القوات الخاصة الأميركية حاولت اعتراض القارب إلا أن العملية ألغيت».

وجاء ذلك في الوقت الذي أعلنت فيه إيران أخيرا عن تطوير الصواريخ الروسية البحرية «سكوال» وهي الأسرع في العالم. وكان نائب قائد الحرس الثوري الإيراني علي فداوي قد أعلن عام 2006 أنه «لا يمكن لأي سفينة حربية الإفلات من هذه الصواريخ» التي تسير بسرعة 360 كيلومترا في الساعة.

وعلى الرغم من قول كريغ هوبر وهو أحد كبار المحللين الاستراتيجيين في مجال الملاحة الحربية إن إيران تسعى وراء القوارب السريعة في العالم لاستخدامات عسكرية على الأرجح، فإن هناك شكوكا حول إمكانية نجاح هذه القوارب المزودة بصاروخ أو صاروخين بحريين يمكن أن تشكل خطرا على حاملات الطائرات الأميركية الموجودة في مياه الخليج.

ويضيف هوبر أنه على الرغم من المخاوف من قدرة هذه الزوارق الصغيرة على إغراق سفن حربية إلا أن هذا الأمر لم يحصل قط.

ولكن الصحيفة تفيد بأن هناك مخاوف أميركية جدية في هذا المجال: «على الرغم من عدم وجود سابقة، إلا أن الإمكانية قائمة وتقلق وزارة الدفاع الأميركية والجيش».