مصادرة جواز سفر لاعب كريكيت باكستاني في الهند أثارت ضجة سياسية

بناء على شكوى مقدمة من فتاة هندية تتهمه بخداعها

نجمة التنس الهندية، سانيا ميرزا، بجوار خطيبها لاعب الكريكيت الباكستاني صهيب مالك ترد على أسئلة الصحافيين أمام منزل عائلتها في مدينة حيدر آباد عقب مصادرة الشرطة الهندية جواز سفر مالك، أمس (إ.ب.أ)
TT

في أحدث تطورات قصة الزواج التي حظيت باهتمام إعلامي واسع وأثارت جدلا وضجة سياسية بين نجمة التنس الهندية سانيا ميرزا ولاعب الكريكيت الباكستاني صهيب مالك، صادرت الشرطة الهندية جواز سفر لاعب الكريكيت وطلبت منه عدم مغادرة البلاد لاستجوابهم إياه بناء على شكوى مقدمة من فتاة هندية تدعى عائشة صديقي تتهمه فيها بخداعها وتزعم أنها تزوجته.

كانت عائشة قد تقدمت بشكوى، أول من أمس، إلى الشرطة ضد صهيب تتهمه فيها بمحاولة شراء صمت أسرتها، بجانب معاملتها بقسوة من خلال إنكاره الزواج بها ومحاولته الزواج بأخرى. واشتكت عائشة من أن صهيب هددها بضرورة التزام الصمت، بينما كان يسير قدما في زواجه الثاني من ميرزا من دون أن يطلقها.

كانت عائشة قد تقدمت بشكوى إلى الشرطة في ظل الأقسام 498 (الإيذاء) و420 (الخداع) و506 (التهديد الإجرامي) من قانون الجزاء الهندي.

وأمس وصلت قوة من شرطة حيدر آباد إلى مقر إقامة سانيا في المدينة واستجوبوا صهيب، ثم صادروا جواز سفره.

وكان صهيب، الذي يخضع حاليا لفترة وقف لمدة عام من جانب «اتحاد الكريكيت الباكستاني»، وصل إلى حيدر آباد الأسبوع الماضي، مسقط رأس سانيا، قادما من باكستان لوضع اللمسات النهائية على ترتيبات زفافه. في وقت سابق من العام فسخت سانيا خطوبة سابقة لها قبل أن تعلن عزمها الزواج بصهيب.

وفي تطور آخر للأحداث، دعت سانيا وصهيب عبر بيان إعلاني مشترك صديقي للكشف عن الحقائق المتعلقة بالخلاف الزوجي المزعوم بينها وبين صهيب، والنأي عن التورط في دعاية رخيصة.

من جانبها وقفت سانيا إلى جانب خطيبها الباكستاني، مؤكدة أنه «ليس هناك ما يستدعي إرجاء الزفاف. سيعقد الزواج في 15 أبريل (نيسان)، وإذا طرأ أي تغيير سنخطركم. إنني أساند زوجي القادم حتى يتمكن من إثبات براءته. إن هذا الأمر أصاب كل محبينا بالصدمة، وقد ترك مرارة في حلقنا. صهيب لم يضللني قط أو أي أفراد أسرتي. لم يكن هناك بينه وبين صديقي زواج قط، وبالتالي لن يكون هناك طلاق. وجميعنا مدركون لهذه الحقيقة».

من جهته حرص صهيب على الدفاع عن نفسه وأعلن أمام وسائل الإعلام قائلا: «لن أعتذر إلى عائشة صديقي، ولن أغادر البلاد لأنني لم أقترف أي خطأ. إنني أتعاون مع الحكومة والشرطة الهنديتين. إن ما تسعى وراءه عائشة هو دعاية رخيصة. إنها لا تصدر البيانات سوى من وراء الكاميرات، أما أنا فلا أرغب في فقدان الاحترام الذي سبق ونلته. والآن، أطلب من عائشة أن تظهر أمام الكاميرات، ودعوا الناس تقرر بأنفسها من الكاذب ومن الصادق. إنني لم أتزوج، وأنا هنا كي أبرئ ساحتي من كل اتهام موجّه إلي. وأرفض أي شروط تضعها أسرة صديقي. إذا رغبتم في التعرف على الزواج الشرعي عليكم سؤال رجال الدين، لكنني لست على استعداد لتقديم أي اعتذار علني. والآن، لماذا تختبئ عائشة؟ لقد وقفت أمام الكاميرات، فلماذا لا تبدي عائشة استعدادها للوقوف أمام الصحافة؟ لقد اعتدت مناداة عائشة بلقب (آبا) وهي تعني الشقيقة الكبرى. منذ عشرة أعوام ماضية كنت في الثامنة عشرة من عمري فقط، وعليكم أن تذهبوا إليها وتسألوها عن عمرها».

ومع ذلك اعترف مالك بتوقيعه عقد زواج مع عائشة، لكنه أصر على أنه غير شرعي لأنه تعرض للتضليل بشأن هوية الفتاة التي يتزوجها. وأخبر الشرطة، الاثنين، بأنه من تعرض لـ«الخداع» على يد أسرة صديقي وجرى الاحتيال عليه حتى يتورط في الزواج. كما أنكر شرعية هذا الزواج، مؤكدا أنه ضحية خداع.

من جانبها ظهرت الزوجة الأولى المزعومة عبر وسائل الإعلام على الهواء مباشرة، وقالت في إحدى المرات: «أريد تحقيق العدالة. لقد تورط صهيب في الكذب منذ البداية. وبحوزتي كثير من الأدلة بخلاف عقد الزواج على أنني كنت متزوجة به. لقد التقيت بصهيب كثيرا من المرات، وكل يوم يبدل حديثه عن حالته الاجتماعية، فكيف يمكن للمرء أن يثق به؟».

وأكدت أن لديها ما يكفي من الشهود لإثبات أنها شاركته نفس الغرفة في «فندق تاج محل»، بحيدر آباد في أعقاب زفافهما.

من جانبه قال مسؤول الشرطة، دوراكا ثيرومالا راو: «جرى إخطار سلطات الهجرة بشأن الدعوى المرفوعة ضد صهيب ومصادرة جواز سفره»، وأضاف أن هناك بعض التعقيدات القانونية في القضية، وأنه سيكون من الضروري تفحص مسألة ما إذا كان الأجنبي الذي يقترف جرما داخل الأراضي الهندية يقع تحت طائلة القانون الهندي.

يأتي التطور الأخير في قصة صهيب وسانيا اللذين من المقرر عقد زفافهما في 15 أبريل (نيسان)، مع تأكيد صهيب على أن سانيا ستكون زوجته الأولى. مع تمسك أسرة صديقي بموقفها، أصبحت قصة زواج النجمين الرياضيين محط أحاديث المجتمع الهندي. ومن ناحية أخرى أعلن فاروق حسن، محامي عائشة، أنه سيرفع دعوى قضائية قريبا ضد صهيب في المحاكم المدنية والجنائية الباكستانية. وأضاف: «سنحاول منع زواج صهيب بسانيا. وإذا طلبت المحاكم الباكستانية ذلك ستسافر عائشة إلى باكستان وتمثل أمام المحاكم هناك. وستقرر المحاكم الباكستانية مدى صحة عقد الزواج بين صهيب وعائشة».