إنقاذ 114 عاملا حوصروا داخل منجم فحم صيني.. بأعجوبة

بقوا محاصرين لأكثر من أسبوع.. وأصوات طَرق قادت لانتشالهم

TT

تمكن عمال الإنقاذ من إنقاذ 114 عاملا صينيا من منجم فحم غمرته المياه، بعد أن ظلوا محاصرين في المكان لأكثر من أسبوع، مما دفع مسؤولين إلى وصف عملية الإنقاذ بأنها معجزة. وقال مسؤولون إن 153 عاملا كانوا محاصرين في منجم وانغجيالينغ في شيانغنينغ بمقاطعة شانكسي، بعد أن غمرته المياه يوم الأحد الماضي. وتم إخراج الناجين في وقت متأخر من الليلة قبل الماضية ويوم أمس، فيما لا يزال العشرات مفقودين.

وقال رئيس إدارة سلامة العمل ليو لين: «أنا مندهش، إنها المرة الأولى التي نصادف معجزتين. المعجزة الأولى أن هؤلاء العمال صمدوا ثمانية أيام وثماني ليال. والمعجزة الثانية أن عمليات الإنقاذ التي قمنا بها كانت فعالة، إنها معجزة في تاريخ البحث والإنقاذ في الصين». ويشرف ليو لين على أعمال الإنقاذ التي يقوم بها ثلاثة آلاف رجل منذ الأسبوع الماضي في شانكسي.

وشهد محيط منجم وانغجيالينغ بمقاطعة شانكسي حركة محمومة من سيارات الإسعاف وفرق الإنقاذ فيما تم إخراج الناجين على حمالات، وفق مشاهد نقلها التلفزيون المركزي في بث مباشر. وأخرج الناجون وسط حشد من فرق الإنقاذ والفرق الطبية فيما كان الجميع يصفقون لهم، مغلفين بأغطية خضراء ووجوههم مغطاة بمحارم أو ثياب لحماية عيونهم من النور بعدما أمضوا ثمانية أيام في الظلمة. في البداية، تم إخراج تسعة ناجين، كانوا يعانون من جفاف تام إذ إنهم امتنعوا عن شرب مياه البئر خوفا من إصابتهم بأمراض، وبعد ذلك بساعات جرى انتشال 105 آخرين. وأفيد أن حالتهم كانت مستقرة أمس.

وبعد العثور على العمال التسعة الأوائل، عاد الأمل إلى المسعفين وخصوصا بعدما أفاد مسؤول في مديرية أمن العمل عن سماع أصوات في المنجم تشير إلى احتمال العثور على عمال آخرين على قيد الحياة. ورصدت أول مؤشرات إلى وجود أحياء يوم الجمعة الماضي حين سمع المسعفون أصوات طرق كانت ناتجة على ما يبدو عن ضرب على أنبوب، وقد أخرجوا قسطلا مطوقا بسلك معدني ربطه حوله ناجون على ما يبدو.

وسارع المسعفون عندها إلى إنزال مواد غذائية من الفتحة الضيقة التي أخرج منها القسطل على أمل أن يتلقاها أي ناجين في المنجم. ونجح المسعفون برفقة غطاسين في اليوم التالي في الدخول إلى المنجم لمعاينة المكان، فيما كان نحو ثلاثة آلاف شخص يعملون منذ مطلع الأسبوع على سحب المياه التي غمرته. ورصدوا مساء أول من أمس شعاع ضوء قادهم إلى أوائل الناجين، وصباح أمس نزل 300 مسعف إلى المنجم من جديد.

وهذه النهاية الأقل مأساوية مما كان متوقعا، من شأنها أن ترفع معنويات العمال في هذا القطاع الذي دفع ثمنا فادحا هذا الأسبوع، حيث قتل ثلاثون شخصا وفقد العشرات في خمسة حوادث مختلفة. يشار إلى أن مناجم الفحم الصينية التي تؤمن نحو 70% من حاجات البلاد من الطاقة، معروفة بظروف العمل البالغة الخطورة فيها. وقتل العام الماضي 2631 شخصا في مناجم الفحم الصينية، وهو ما يوازي معدل سبعة قتلى في اليوم، وإن كانت الحصيلة تراجعت بنسبة 18% عن عام 2008.