نسبة اليمين المتشدد بين الشباب ضعفا نسبتها بين الكبار

أبحاث جديدة تؤكد أن التطرف الديني يتصاعد في إسرائيل

TT

أكدت أبحاث جديدة في إسرائيل أن التطرف اليميني يتصاعد بشكل كبير في المجتمع وأن نسبة التطرف اليميني لدى الشباب تبلغ ضعفي نسبتها لدى الكبار.

وجاء في البحث، الذي نشرته صحيفة «يديعوت أحرونوت»، أمس، أن 61% من الشباب اليهودي في إسرائيل بجيل ما تحت الثلاثين، قال إنه صوّت أو سيصوّت إلى أحد أحزاب اليمين واليمين المتطرف، في حين بلغت هذه النسبة 35% في جيل الـ30 عاما وما فوق.

وأظهر البحث أن هؤلاء الشباب متحمسون للخدمة العسكرية القتالية، إذ إن 76% من المجندين في الجيش في الدفعة الأخيرة «تطوعوا» للخدمة في وحدات قتالية صعبة. وأكد البحث أن هذه الإحصاءات تعكس روحا يمينية شديدة تلائم التيار القومي المحافظ لدى الشباب الإسرائيلي على عكس روح الانفتاح والتعددية والليبرالية التي تجتاح العالم. ودل البحث أيضا على أن الشباب الإسرائيلي يتميز بالقنوط في القضايا الاجتماعية والاقتصادية والآيديولوجية ويمتنع عن المشاركة في نشاطات احتجاج ثورية، على عكس الشباب الأوروبي الذي يخرج إلى الشوارع بمئات ألوفه احتجاجا على قضايا لا تعجبه.

وقد عزت البروفسورة شيفرا ساغي، عميدة كلية التربية في جامعة بئر السبع، هذه الظاهرة الإسرائيلية واختلاف الشباب الإسرائيلي عن الغربي، إلى طريقة التربية في المجتمع الإسرائيلي اليهودي، حيث إن الشاب الإسرائيلي حال بلوغه، ينتسب إلى الجيش في إطار الخدمة العسكرية الإجبارية. وهناك يربونه على ضرورة التضحية في سبيل الوطن، لأن إسرائيل تواجه خطر وجود، فيمضي ثلاث سنوات في الجيش ويتركه، ليسافر في رحلة طويلة إلى الهند أو إلى أميركا اللاتينية، ثم يعود ليتفرغ إلى تأسيس حياته الشخصية وبناء مستقبله، فلا يهتم بقضايا البلد بشكل شخصي، ويعتمد كثيرا على ما يشاهد في التلفزيون ويسمع في الإذاعة ويقرأ في الصحف. ويرتاح إلى القائد القوي، الذي يتحدث بالوطنية العالية، وهو عادة من اليمين. وقالت ساغي، إن الخطر في هذه الظاهرة يكمن في روح التصلب التي يربيها الشباب الإسرائيلي في نفسه، والتي تمنعه من تقبل الآخر. ففي حين نجد أن الولايات المتحدة تنجح في انتخاب شخصية غير عادية مثل باراك أوباما رئيسا للولايات المتحدة، فإن الشباب الإسرائيلي يغرق أكثر وأكثر في التقوقع القومي والتمسك بالقديم والاقتناع بحقيقته هو من دون تقبل أو تفهم الطرف الآخر.