مؤتمر في باريس لإطلاق «شبكة تلفزيون المتوسط».. يراهن على دعم قمة برشلونة

البث على مدار الساعة.. وميزانية تتراوح ما بين 20 و70 مليون يورو.. والعربية من بين لغاتها

TT

يلتئم في باريس ما بين 8 و11 أبريل (نيسان) الجاري المؤتمر الدائم للوسائل السمعية والبصرية في حوض البحر الأبيض المتوسط في دورته السابعة عشرة وعلى رأس جدول أعماله إطلاق «شبكة تلفزيون المتوسط». ويأمل المروجون لهذا المشروع الرائد أن يحظوا بالموافقة على السير به خلال اجتماع وزراء الثقافة والإعلام ثم خلال قمة رؤساء دول وحكومات الاتحاد من أجل المتوسط الثانية التي ستنعقد في مدينة برشلونة الإسبانية في شهر يونيو (حزيران) القادم.

ويعتبر المروجون للمشروع الذي تمت الموافقة عليه في الدورة السابقة للمؤتمر الدائم في القاهرة العام الماضي، أن إطلاقه يمكن أن يشكل «باكورة» المشاريع المتوسطية المشتركة. ويقول إيمانويل هوغ، رئيس المؤتمر ورئيس المعهد الفرنسي للسمعيات والبصريات، إن قيام «شبكة تلفزيون المتوسط» أصبح أمرا «ممكنا اليوم»، مضيفا أن «سلسلة من المشاورات والاتصالات المكثفة» تجري في الوقت الحاضر تمهيدا لقمة برشلونة. وتعمل أجهزة المؤتمر في الوقت الحالي على إنجاز «دفتر الشروط» الذي سيتم عرضه في يونيو القادم وهو يحدد شكل الشبكة وكيفية عملها والأطراف الضالعة فيها وخصوصا موضوع تمويلها.

وفي لقاء صحافي، كشف إيمانويل هوغ عن بعض تفاصيل المشروع الذي يرى فيه «حاجة ملحة لآن المتوسط غائب عن شاشات التلفزة إلا فيما يخص المشكلات والنزاعات». وبينما يضج المتوسط بـ770 شبكة تلفزيونية، هناك «غياب» للمتوسط كبنية وكمجموعة وذلك على الرغم من قيام الاتحاد في صيف عام 2008.

ومشروع التلفزيون ليس جديدا، إذ إن فكرته تعود لأكثر من عشر سنوات، إذ جاء في إطار إطلاق مسار برشلونة والشركة الأوروبية - المتوسطية. وعلى الرغم من الدراسات الكثيرة التي أطلقت، بقي المشروع حبرا على ورق لأسباب، منها «النزاع العربي - الإسرائيلي وانعكاساته» واقتصادية «التمويل». لكن المشروع عاد إلى الواجهة مع اجتماع وزراء خارجية الاتحاد المتوسطي في مدينة مرسيليا خريف عام 2008. وفي صيغته الحالية، يرمي المشروع إلى إطلاق شبكة فضائية تلفزيونية متعددة الثقافات واللغات تبث بمجموعة من اللغات بينها العربية، وبرامج تنتجها الشبكات المشاركة غير التجارية في المشروع من كل الحوض المتوسطي. ويعتبر هوغ أن المشروع «سيستهوي العشرات» من الشبكات التلفزيونية، مما من شأنه تسهيل إطلاقه وخفض كلفة الإنتاج، إذ سيعتمد أساسا على البرامج التي تنتجها الشبكات المساهمة في المشروع.

أما من حيث الكلفة، فإن هوغ يضع لها حدين أدنى وأعلى. فالأدنى يبلغ «عشرين مليون يورو» وسيفضي إلى شبكة تبث بلغات ثلاث وعبر قمر اصطناعي واحد مع نسبة تجدد البرامج لا تتخطى سقف 25 في المائة. والحد الأقصى «سبعون مليون يورو» يتيح شبكة بسبع لغات تنقل على ثلاثة أقمار اصطناعية وتجدد برامجها بنسبة 75 في المائة. ويعتبر هوغ أن القسم الأكبر من التمويل يمكن أن يأتي من الاتحاد الأوروبي .وفي حال إقرار وزراء الثقافة ثم رؤساء الدول والحكومات المشروع، فإن إطلاقه يمكن أن يحصل بعد ستة أشهر.

ويؤكد هوغ أن المؤتمر الذي يرأسه ويضم 26 بلدا و130 مؤسسة تلفزيونية «لديه الخبرة» في تنسيق العمل بين مؤسسات مختلفة. وسيركز المضمون على البرامج الوثائقية الثقافية والعلمية والاقتصادية والترفيهية، مبتعدا - على الأقل في المرحلة الأولى - عن المسائل السياسية. وكشف هوغ أن ممثلين عن المؤتمر قاموا بعرض المشروع على ممثلي الدول الـ43 في الاتحاد من أجل المتوسط في بروكسيل، وأنه حظي بدعمهم ولذا فإن ما يحتاجه المشروع في الوقت الحاضر هو «القرار السياسي» ليرى النور.

ومنذ أبريل (نيسان) من العام الماضي تقوم الشبكة الإيطالية «راي نيوز 24 - راي ميد» ببث برنامج يومي مدته ساعة واحدة هو بمثابة عرض تمهيدي للبرامج التي يمكن أن تبثها الشبكة المتوسطية في حال قيامها، تلك التي يراد لها أن تبث على مدار الساعة منذ إطلاقها.