واشنطن تدعو السودان لرفع القيود عن الأحزاب السياسية.. وموفدها في الخرطوم لتقريب المواقف

اجتماع عاصف للحركة الشعبية في جوبا و13 من مرشحيها لمناصب الولاة بالشمال يعلنون مقاطعتهم

TT

دعت الولايات المتحدة أمس الحكومة السودانية إلى «رفع القيود عن الأحزاب السياسية» قبل أيام قليلة من الانتخابات التي تعتزم المعارضة مقاطعتها.

وصرح المتحدث باسم الخارجية الأميركية فيليب كراولي: «إننا قلقون من الأحداث التي تثير المخاوف، ولا سيما القيود الخطيرة على الحريات السياسية». وتابع أمام الصحافيين «من المهم أن ترفع الحكومة السودانية فورا القيود المفروضة على الأحزاب السياسية والمجتمع المدني». وعاد المبعوث الأميركي للسودان سكوت غريشن أمس إلى الخرطوم قبل أقل من أسبوع على الانتخابات. وفيما أعلنت أحزاب المعارضة أنها تنوي مقاطعة الاستحقاق، أبدى غريشن ثقته، السبت، في إجراء الانتخابات الرئاسية والنيابية والإقليمية «في الموعد المقرر» وأنها ستكون «حرة ونزيهة قدر الإمكان». وقال كراولي إن بلاده «ستقيم الانتخابات من حيث قدرتها على عكس إرادة الشعب السوداني واحترامها المعايير الدولية» مضيفا: «إننا نرى حاليا توجهات مقلقة في هذين المجالين».

وانخرط غريشن في مباحثات مكوكية مع الأطراف السودانية بغرض تقريب وجهات النظر بشأن الانتخابات المقرر الأحد المقبل. وأبلغت الحكومة السودانية المبعوث مجددا برفضها تأجيل الانتخابات عن موعدها. وحسب مقربين من المبعوث فإنه سيظل في السودان إلى أن تنتهي الانتخابات. وفي جوبا دخل المكتب السياسي للحركة الشعبية في اجتماع طارئ، توقعت المصادر أن يكون عاصفا، بشأن الخلافات التي اجتاحت الحركة الشعبية على خلفية قرارها الأخير بسحب مرشحها لرئاسة الجمهورية ياسر عرمان من السباق الانتخابي الرئاسي.

وقال الدكتور رياك مشار نائب رئيس حكومة الجنوب في تصريحات صحافية أن سلفاكير ميارديت رئيس الحركة الشعبية وجه قطاع الشمال في الحركة بالاستمرار في الانتخابات. وقال مشار للصحافيين، إنه أخطر القطاع بالاستمرار في الانتخابات وعدم مقاطعتها. وقال محمد يوسف المصطفى القيادي بالحركة إن القطاع قاطع الانتخابات، وأضاف للصحافيين: أن هذا الرأي سلمناه لقيادة الحركة.

وقال نائب رئيس الحركة الشعبية، رياك مشار، في تصريحات عقب اجتماعه مع مرشحي الحركة في مناصب الولاة في القطاع الشمالي، إنه سلمهم ردا من رئيس الحركة سلفاكير ميارديت حول مذكرة رفعوها الأربعاء الماضي وأكد أنه أبلغهم صراحة بتوجيهات سلفاكير باستمرار القطاع في العملية الانتخابية على المستويات البرلمانية والولائية وعلى مستوى الولاة، لكن مرشح الحركة لولاية الخرطوم إدوارد لينو رفض اعتبار ما نقله مشار قرارا نهائيا لحسم قضية المشاركة في الانتخابات على مستوى الشمال. وقال مشار في تصريحات إنهم سيتسلمون الرد النهائي على المطالب خلال ساعات. وأشار إلى الاستفسارات التي دفع بها القطاع حول كيفية تنفيذه للقرارات والتوجيهات الخاصة باستمرار العملية الانتخابية بالشمال، وذكر أن مشار سيتوجه صباح اليوم إلى جوبا لمناقشة الأمر مع سلفاكير ومن ثم الدفع بالرد المناسب.

غير أن مرشح الحركة الشعبية لمنصب والي الجزيرة الدكتور محمد يوسف المصطفى قال إن مرشحي الحركة لمناصب الولاة قرروا مقاطعة الانتخابات رغم ما قيل إنها حملات ناجحة للمرشحين، وأضاف أنهم اكتشفوا أدلة على جهود وصفها بالهائلة لتزوير الانتخابات، وأشار إلى إبلاغهم قيادة الحركة بخطوتهم.

من جانبه، قال مرشح الحركة لمنصب والي الخرطوم إدوارد لينو في خطاب جماهيري إن سحب عرمان ليس نهائيا، وقال إن الاجتماعات مستمرة لتقييم الموقف واتخاذ قرار نهائي، واعتبر أن تزوير الانتخابات وصل إلى مراحل متقدمة، مستشهدا على ذلك بضبط بطاقات اقتراع بحوزة بعض الناخبين بملكال، واتهم حزب المؤتمر الوطني بمواصلة قيد الناخبين الموالين له رغم توقف عملية التسجيل منذ فترة طويلة. فيما حذر القيادي بالحركة الشعبية ياسر جعفر من التزوير «المتوقع»، معتبرا أنه سوف يقود لنتائج لا تحمد عقباها. وأكد أن التزوير للانتخابات ذهب لمراحل بعيدة.