مقتل 6 في هجوم انتحاري استهدف القنصلية الأميركية في بيشاور.. وطالبان تعلن مسؤوليتها

انفجار قرب مقر حزب باكستاني يقتل 40 ويجرح العشرات

مسؤول أميركي يتفقد آثار التفجير الانتحاري خارج القنصلية الأميركية في مدينة بيشاور (أ.ف.ب)
TT

قتل 6 أشخاص، بينهم 4 مهاجمين وشرطي، أمس، في محاولة هجوم شنها عناصر من حركة طالبان على القنصلية الأميركية في بيشاور، عاصمة ولاية شمال غرب باكستان، بحسب الشرطة، ووزير. وأعلنت متحدثة باسم السفارة الأميركية في إسلام آباد، أمس، أن تفجيرات مدينة بيشاور، شمال غرب باكستان، استهدفت القنصلية الأميركية. وقد قتل باكستانيان على الأقل من حراس القنصلية الأميركية في بيشاور، وجرح آخرون في الهجوم الذي شنه مسلحون، أمس، وتبنته حركة طالبان، كما أعلنت السفارة الأميركية في إسلام آباد. نفذ الهجوم، الذي تبنته حركة طالبان باكستان، 10 إلى 15 مقاتلا مدججون بالأسلحة، من بينهم انتحاريون فجروا عبواتهم عند مدخل القنصلية، وفقا للشرطة، التي تحدثت عن مقتل 4 مهاجمين وشرطي ورجل آخر لم تحدد هويته. إلا أن المسلحين لم يتمكنوا من دخول القنصلية. وقال بيان للسفارة الأميركية في إسلام آباد: «قتل باكستانيان على الأقل من حراس القنصلية، وأصيب آخرون بجروح بالغة».

وأضاف البيان: «إن الولايات المتحدة تندد بهذا الهجوم الإرهابي على قنصليتها في بيشاور». كما ندد البيان بالهجوم الانتحاري الذي وقع في وقت سابق من يوم الاثنين، وأدى إلى مقتل 41 شخصا على الأقل في في تيمارقاره، كبرى مدن إقليم دير السفلى، خلال تجمع في الهواء الطلق، نظمه حزب عوامي الوطني العلماني. وقالت أرييل هاورد، المتحدثة باسم السفارة الأميركية: «يمكننا أن نؤكد أن هجوما استهدف منشآت قنصلية الولايات المتحدة في بيشاور». إلى ذلك، قال المسؤول في الشرطة، غلام حسين، في حديث إلى وكالة الصحافة الفرنسية أن الهجوم شنه 10 إلى 15 «متمردا إسلاميا» أتوا على متن شاحنتين، مؤكدا أن هدفهم كان القنصلية الأميركية في بيشاور. وتستخدم القوى الأمنية الباكستانية عبارة «المتمردين الإسلاميين» للدلالة على مقاتلي حركة طالبان باكستان المرتبطة بتنظيم القاعدة، والمسؤولة عن موجة هجمات انتحارية ومسلحة، أسفرت عن مقتل أكثر من 3200 شخص في البلاد خلال عامين ونصف العام. وأضاف غلام حسين: «أحد المهاجمين فجر شحنته الناسفة عند حاجز المدخل، وفتح رجال الشرطة النار على المهاجمين»، وأوضح أن «تفجيرات عدة وقعت بعد ذلك». وأعلن مقاتلو طالبان الباكستانية، أمس، مسؤوليتهم عن الهجوم، وقال عزام طارق، المتحدث باسم طالبان الباكستانية، لـ«رويترز» في اتصال هاتفي من مكان غير معلوم: «الأميركيون أعداؤنا. نفذنا الهجوم على قنصليتهم في بيشاور، وننوي القيام بالمزيد من مثل هذه الهجمات». من جهته، قال الوزير المحلي، بشير أحمد بيلور، في حديث إلى شبكات التلفزيون الباكستانية، إن المهاجمين «وصلوا على متن شاحنتين، وكانوا مدججين بالأسلحة». وأضاف: «حاولوا دخول القنصلية، لكن الوضع الآن تحت السيطرة، والقوى الأمنية قتلت 4 من المهاجمين، والجيش يطوق المنطقة». وتقع بيشاور على مقربة من المناطق القبلية، حيث يخوض الجيش معارك ضد عناصر طالبان المتحالفين مع «القاعدة»، والمسؤولين عن موجة عمليات انتحارية وهجمات مسلحة أوقعت نحو 3200 قتيل في جميع أنحاء البلاد، منذ ما يزيد على عامين ونصف العام. وقال مسؤول في الاستخبارات لوكالة الصحافة الفرنسية إن الجيش يشتبه في أن المهاجمين يختبئون في المنطقة المستهدفة، التي طوقتها قوات الأمن. وبثت شبكات التلفزيون مشاهد تظهر عناصر من الجيش يطلقون النار، ويتقدمون تجاه المنطقة. ويخلو مبنى السفارة الأميركية في بيشاور من أي موظف منذ أصبحت المدينة هدفا مستمرا لهجمات المتمردين قبل أكثر من عام. وقال ضابط في قوى الأمن: «سمعت دوي 3 انفجارات»، من دون أن يتمكن من تحديد ما إذا كان هناك ضحايا. وأضاف: «في هذا الحي، يوجد مقر للشرطة والقنصلية الأميركية ومبان عسكرية ومنشآت حساسة». وأكد سكان في المنطقة أنهم سمعوا دوي 5 انفجارات. ووقعت هذه الهجمات قرب المنطقة القبلية، حيث يخوض الجيش الباكستاني معارك مع حركة طالبان المرتبطة بـ«القاعدة»، والمسؤولة عن موجة عمليات انتحارية، وهجمات مسلحة أوقعت نحو 3200 قتيل في جميع أنحاء البلاد منذ ما يزيد على عامين ونصف العام. وبثت شبكات التلفزيون مشاهد تظهر عناصر من الجيش يطلقون النار ويتقدمون منطقة الانفجارات في بيشاور، التي تضم القنصلية الأميركية ومباني عسكرية.

ووقع الهجوم الأول، وهو هجوم انتحاري، في تيمارقاره كبرى مدن مقاطعة دير السفلى في ملقند، خلال تجمع في الهواء الطلق نظمه حزب عوامي الوطني، الحزب السياسي العلماني الذي يسيطر على الحكومة والبرلمان في الولاية الشمالية الغربية الحدودية. وفجر انتحاري نفسه وسط المئات من نشطاء الحزب الذين تجمعوا في منطقة لوار دير، للاحتفال بإعادة التسمية المقترحة لإقليم الحدود الشمالية الغربية إلى خيبر بختوانخواه كاعتراف بعرقية البشتون. وصرح ممتاز زارين، قائد شرطة المنطقة، بأنه «وفقا للمعلومات التي وصلتنا، فقد قتل 40 شخصا وجرح أكثر من 60 آخرين»، موضحا أن 4 من رجال الشرطة من بين الجرحى. وقال وكيل أحمد، مدير أقرب مستشفى إلى موقع الانفجار، في اتصال هاتفي مع وكالة الصحافة الفرنسية: «تلقينا 40 جثة وأكثر من 100 جريح». بعد ذلك بساعات قليلة، سمع دوي 3 إلى 5 انفجارات في بيشاور، أعقبها إطلاق نار، بحسب ما أفاد مسؤول أمني وشهود عيان لوكالة الصحافة الفرنسية. وفي 13 مارس (آذار) أدى هجوم انتحاري في وادي سوات في ملقند إلى مقتل 10 أشخاص غداة سلسلة هجمات انتحارية في لاهور (شرق) أسفرت عن 45 قتيلا و134 جريحا. ويقاتل المتمردون الإسلاميون المتطرفون في وادي سوات الحكومة الباكستانية التي يأخذون عليها مساندتها الولايات المتحدة في الحرب على الإرهاب.