واشنطن تمهل إسرائيل حتى الاثنين المقبل لتسليم ردها على شروط استئناف المفاوضات

ليبرمان: لنقل لأوباما إننا لن نوقف البناء في القدس وسنستأنف البناء في الضفة

TT

أمهلت الإدارة الأميركية إسرائيل حتى يوم الاثنين القادم، كي تتقدم بردها على الشروط لاستئناف المفاوضات مع الفلسطينيين. فإذا لم تستجب، ستبدأ واشنطن حسب مصادر سياسية إسرائيلية، دراسة اتخاذ إجراءات أحادية الجانب لرسم حلول أميركية لتحريك المفاوضات غير المباشرة. ورد وزير الخارجية، أفيغدور ليبرمان، على ذلك بالقول إن على حكومته أن تبلغ الولايات المتحدة بوضوح أنها لن توقف البناء في القدس الشرقية، بل إنها ستستأنف البناء في مستوطنات الضفة الغربية، التي تم تجميد البناء فيها بشكل جزئي لعشرة شهور.

لكن مصادر سياسية مقربة من مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، تجاهلت تصريح ليبرمان وقالت إن اللجنة السباعية الوزارية التي تقود عمل الحكومة في القضايا المصيرية أصبحت في نهاية بحثها للمطالب الأميركية. وسترد عليها خلال الوقت المحدد. وقالت هذه المصادر لصحيفة «هآرتس» إن نتنياهو ينوي السفر إلى واشنطن نهاية الأسبوع لكي يشارك في مؤتمر تقليص التسلح النووي. وسينقل للرئيس الأميركي، باراك أوباما، موقفه خلال لقائهما الثنائي على هامش أعمال المؤتمر، علما بأن الإدارة الأميركية تريده ردا خطيا. وكانت تتوقع أن ينجز الرد فورا حتى يصل المبعوث الرئاسي، السيناتور جورج ميتشل، إلى المنطقة ويتسلمه بيديه. ولكن ميتشل لم يحدد موعد وصوله بعد.

وكانت الإدارة الأميركية قد تقدمت بعشرة مطالب من إسرائيل، تشترط قبولها لاستئناف المفاوضات ولوضع حد للأزمة التي انفجرت بين البلدين في أعقاب قرار إسرائيل بناء 1600 وحدة سكنية في حي شعفاط في القدس الشرقية المحتلة. وهذه المطالب هي: إلغاء المشروع المذكور أعلاه في شعفاط، وتجميد البناء الاستيطاني في جميع أحياء القدس الشرقية، وإعادة فتح المؤسسات المدنية التابعة لمنظمة التحرير الفلسطينية في القدس الشرقية مثل بيت الشرق ومقر النقابات والغرفة التجارية وغيرها، وتمديد فترة تجميد البناء الجزئي في المستوطنات بعد انتهاء فترة الشهور العشرة المقررة له التي يفترض أن تنتهي في سبتمبر (أيلول) القادم، وانسحاب إسرائيل تماما من جميع المناطق التي احتلتها في الاجتياح الذي عرف باسم «عملية السور الواقي» سنة 2003 وتسليمها للسلطة الفلسطينية، وإطلاق سراح ألف أسير فلسطيني جديد بالتنسيق مع السلطة الفلسطينية، وتحديد موعد سنتين لانتهاء مفاوضات التسوية الدائمة، وإدخال جميع ملفات القضايا الجوهرية إلى المفاوضات منذ لحظتها الأولى وفي مقدمتها القدس والحدود والاستيطان بالإضافة إلى اللاجئين والأمن والمياه وغيرها، وإزالة عدد آخر من الحواجز العسكرية في الضفة الغربية، وتخفيف جدي للحصار على قطاع غزة.

يذكر أن الحكومة الإسرائيلية توافق على تحقيق معظم المطالب ولكنها تستصعب الموافقة على تجميد البناء الاستيطاني في القدس وتطلب الانتظار لرؤية التطورات في المفاوضات قبل أن تلتزم بتمديد فترة تجميد البناء في الضفة الغربية. ولكنها لم تبلور موقفها بشكل نهائي بعد. وهناك خلاف داخل الحكومة حول الموضوع، يحاول نتنياهو تسويته بلقاءات ثنائية يجريها بشكل مكثف مع وزرائه من جهة وفي الوقت نفسه يحاول تجنيد قوى في الولايات المتحدة نفسها لثني الرئيس أوباما عن ضغوطه وإقناعه بتخفيف هذه الضغوط.

وكان ليبرمان قد صرح لموقع «واي نيت» في الإنترنت التابع لصحيفة «يديعوت أحرونوت» أن على إسرائيل أن تقول للأصدقاء الأميركيين بكل شفافية وهدوء وصراحة إنها لن توقف البناء في القدس الشرقية في أي حال من الأحوال وإنها تعتزم استئناف الاستيطان في مستوطنات الضفة الغربية بعد سبتمبر (أيلول) القادم. وأضاف ليبرمان بطريقته التقليدية المتبجحة التي ساوى خلالها بين أوباما وبين الرئيس الإيراني، أحمدي نجاد، ورئيس الوزراء التركي، رجب طيب أردوغان، أن الإسرائيليين تمكنوا من تجاوز أزمتهم مع فرعون قبل آلاف السنين، واليوم عندما تواجه التهديد الإيراني والهجوم التركي والضغوط الأميركية، تعرف أنها ستصمد وستتجاوز هذه الأزمة أيضا. وهاجم ليبرمان أردوغان قائلا: «إنه يصبح مثل (الرئيس الليبي)، معمر القذافي، (ورئيس فنزويلا)، هوغو تشافيز، في تعامله مع إسرائيل».