الحلف الأطلسي يدعو كرزاي إلى الانضباط.. ويعتبر انتقاداته مثيرة لـ«القلق»

مقتل 4 مدنيين بينهم امرأتان وطفل في غارة لقوات الناتو

جنود افغان خلال الاحتفالات امس باعادة افتتاح الاكاديمية العسكرية خارج العاصمة كابل ( ا ف ب )
TT

دعا حلف شمال الأطلسي أمس الرئيس الأفغاني حميد كرزاي إلى الانضباط، معتبرا أن انتقاداته المتكررة للغربيين تثير القلق، كما دعاه إلى الأخذ في الاعتبار التضحيات التي تقدمها القوات الدولية لبلاده. وأعلن الناطق باسم الحلف الأطلسي جيمس أباثوراي أن «الأسرة الدولية بما فيها إيساف (القوة الدولية للمساهمة في إرساء الأمن في أفغانستان التي يقودها الحلف الأطلسي) ما زالت تبذل جهودا ضخمة وتقدم تضحيات من أجل دعم الشعب الأفغاني كي يتخلص من الإرهاب في أفغانستان. إننا نأمل في أن يعترف الشعب الأفغاني بذلك على أعلى المستويات». وأضاف أن «ذلك يثير قلقا» في إشارة إلى «تصريحات كرزاي الذي اتهم المجتمع الدولي بالتورط في عمليات تزوير انتخابية وعدم الاعتراف بما فيه الكفاية بالسيادة الأفغانية». واتهم كرزاي، الخميس، الغربيين بأنهم مسؤولون عن تزوير آخر انتخابات محلية ورئاسية فاز فيها.

وأفادت صحيفة «وول ستريت جورنال»، السبت، أن الرئيس الأفغاني انتقد مجددا داعميه الأجانب خلال لقاء خاص مع نحو 70 برلمانيا أفغانيا. وأكد بعض المشاركين في اللقاء أن الرئيس الأفغاني حذر من أن تمرد طالبان قد يتحول إلى حركة مقاومة مشروعة إذا واصل الأجانب التدخل في الشؤون الأفغانية، وأنه ذهب إلى حد التهديد بالانضمام إلى طالبان إذا لم يسانده البرلمان في إرادته السيطرة على هيئة مكلفة بالإشراف على العملية الانتخابية. وقال أباثوراي ردا على تلك التصريحات: «الجميع يعلم أن الرئيس كرزاي انتخبه شعب ذو سيادة». لكنه أضاف: «إننا شركاء الحكومة الأفغانية ولا يجب اعتبار هذه الشراكة واقعا فحسب، بل يجب أن ينظر إليها الأفغان والمجتمع الدولي كواقع». وتتلقى حكومة كابل مساعدة بمليارات الدولارات من الدول المانحة التي أرسلت 126 ألف جندي لمساندتها. إلى ذلك أعلن حلف شمال الأطلسي أن طائراته شنت أول من أمس غارة على جنوب أفغانستان قتل خلالها امرأتان وطفل ورجل مسن في منزل كان عناصر طالبان يطلقون النار منه. وأعلنت القوة الدولية المساهمة في إرساء الأمن في أفغانستان (إيساف) في بيان أن «المتمردين كانوا يستخدمون (المنزل) كموقع لإطلاق النار عندما أمرت القوات المشتركة (الدولية والأفغانية) بشن غارة جوية على المبنى من دون أن تعلم أنه يوجد مدنيون بداخله». وأوضح البيان أنه «عندما تمكنت القوات الدولية من دخول المبنى وجدت فيه جثث 4 مدنيين - امرأتين وطفل ورجل مسن - و4 رجال يشتبه في أنهم مقاتلون». وردا على سؤال «فرانس برس» حول إذا ما قتل المدنيون في الغارة الجوية، قال الناطق باسم «إيساف»: «نعم». وغالبا ما يعترض الشعب الأفغاني والحكومة على الغارات العشوائية التي تشنها القوات الدولية وتسفر عن سقوط مدنيين، فيما أمر القائد الأعلى لقوات «إيساف» الجنرال الأميركي ستانلي ماكريستال رجاله مؤخرا بالحد من الخسائر المدنية خلال عملياتهم.