الصين ردا على تأكيدات إيرانية بمشاركتها في مؤتمر نزع أسلحة الدمار: ما زلنا ندرس الدعوة

مقرب من خامنئي: سنضرب قلب تل أبيب قبل أن ينكشف غبار أول صاروخ ينطلق ضدنا

زورق حربي استخدم من قبل البحرية الإيرانية لاختبار إطلاق صاروخ «نصر 1» الذي تصفه وزارة الدفاع الإيرانية بأنه عالي الدقة (أ.ب)
TT

قالت الصين أمس إنها لم تقرر بعد ما إذا كانت ستحضر مؤتمرا لنزع السلاح النووي يعقد في العاصمة الإيرانية طهران في وقت لاحق من الشهر الحالي، وذلك رغم إعلان إيران عن مشاركة الصينيين ضمن خبراء ومسؤولي 60 دولة دعتهم للمشاركة. وبينما جددت طهران أمس تأكيداتها بأن أي عقوبات جديدة تفرض عليها بسبب برنامجها النووي «لن تنال من عزيمتها»، أكد رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان «الحلول الدبلوماسية» لحل الأزمة.

ومن المقرر أن يعقد مؤتمر حظر أسلحة الدمار الشامل في طهران يومي 17 و18 أبريل (نيسان) تحت شعار «الطاقة النووية للجميع والأسلحة النووية ليست لأحد». ويأتي انعقاد المؤتمر بعد أيام من مشاركة الرئيس الصيني هو جين تاو في قمة للأمن النووي تعقد في العاصمة الأميركية واشنطن.

ونقلت وكالة أنباء الجمهورية الإسلامية الإيرانية (إرنا) عن سعيد جليلي كبير المفاوضين النوويين الإيرانيين قوله الأحد الماضي إن الصين ستشارك في اجتماع طهران. لكن جيانغ يو المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية قالت إن مشاركة الصين «لم تحسم بعد». وقالت جيانغ في إفادة صحافية: «تسلمنا الدعوة ونحن ندرسها الآن»، حسبما أوردته وكالة «رويترز».

وأعلن متحدث باسم الوكالة الدولية للطاقة الذرية أن عضوا في أمانة الوكالة سيحضر الاجتماع كمراقب.

وذكرت وكالة الطاقة الذرية ومقرها فيينا في فبراير (شباط) أنها تخشى من احتمال أن تكون الجمهورية الإسلامية تسعى بهمة لتطوير صاروخ يحمل رأسا نوويا. وتقول إيران إن الهدف من برنامجها هو توليد الكهرباء حتى يتسنى لها تصدير كمية أكبر من النفط والغاز.

وأحجمت الصين التي تشتري كميات كبيرة من النفط من إيران طوال شهور عن الاستجابة لمطالب الغرب باستصدار عقوبات أشد من مجلس الأمن على إيران.

لكن في خطوة يمكن أن تخفف من التوترات الأميركية - الصينية أعلنت الصين الأسبوع الماضي أن رئيسها سيحضر مؤتمر الأمن النووي الذي يعقد في واشنطن يومي 12 و13 أبريل الحالي كما لمح دبلوماسيوها إلى استعدادهم للمشاركة في محادثات جادة مع القوى الغربية لفرض عقوبات جديدة على إيران.

ومن جانبه، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية رامين مهمان باراست، أمس إن مؤتمر نزع أسلحة الدمار الشامل سيكون بمثابة «حملة جديدة وستكون إيران في طليعة الداعين لجميع الدول إلى وقف صنع أسلحة نووية».

وتردد أن وزراء خارجية كل من سورية وكوبا وفنزويلا وسلطنة عمان وتركمنستان أكدوا مشاركتهم في المؤتمر.

يذكر أن مجلس الأمن الدولي سبق أن أصدر بالفعل 3 قرارات تتعلق بفرض عقوبات على إيران بسبب برنامجها النووي المثير للجدل وتسعى القوى العالمية الآن لجولة جديدة من عقوبات أكثر صرامة ضدها. وأضاف مهمان باراست: «من الواضح أننا لن نرحب (بفرض) عقوبات علينا لكن الأمر يتوقف على ما إذا كانت القوى العالمية تعتزم فرض عقوبات جديدة من عدمه. لكن ينبغي عليها أن تدرك أنه لا يوجد أي سند قانوني أو منطقي لمثل هذه العقوبات». وأكد المتحدث باسم الخارجية الإيرانية أن العقوبات الجديدة المحتملة لن تنال من تصميمها على المضي في برنامجها النووي. مضيفا «أن العقوبات لن يكون لها أي تأثير على أنشطتنا»، وأكد «لا نجد أنها رادعة. وكلما زادت العقوبات اشتد تصميمنا على الدفاع عن حقوقنا».

الى ذلك قال قائد بارز في الحرس الثوري الإيراني إنه إذا شن الأعداء هجوما بالستيّا على إيران فإن صواريخ إيرانية ستضرب قلب تل أبيب. جاء ذلك بينما حثت طهران أمس موسكو على عدم الرضوخ للضغوط الغربية بشأن صفقة لبيع نظام دفاع صاروخي روسي للجمهورية الإسلامية يمكن أن يحمي منشآتها النووية من الضربات الجوية المحتملة. وقال مجتبى ذو النور، مساعد ممثل المرشد الأعلى آية الله علي خامنئي، في الحرس الثوري، والحارس العسكري للآيديولوجية الإسلامية، إن صواريخ إيران سوف تضرب قلب تل أبيب بإطلاق الغرب أول صاروخ عليها. وأضاف المقرب من خامنئي: «على العدو اختبار مصيره عبر إطلاق صاروخ واحد صوب الجمهورية الإسلامية الإيرانية ليرى استهداف قلب تل أبيب قبل أن تنكشف غبرة إطلاق صاروخه».

وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قال في 22 مارس (آذار) الماضي في واشنطن إن إسرائيل تنتظر من «المجتمع الدولي أن يتحرك بسرعة وبشكل حاسم» ضد الخطر النووي الإيراني لكنها تحتفظ «بحق الدفاع عن نفسها بنفسها». كما أكد مسؤولون إسرائيليون في وقت سابق أنهم لن يستبعدوا أي خيار ومن ضمنه الخيار العسكري ضد البرنامج النووي الإيراني.

وعلى صعيد متصل، حثت إيران روسيا أمس على عدم الرضوخ للضغوط الغربية بشأن صفقة لبيع نظام دفاع صاروخي روسي للجمهورية الإسلامية.

وتتعرض روسيا لضغوط غربية عنيفة لتنأى بنفسها عن إيران في نزاع حول برنامج طهران النووي لكنها رفضت استبعاد تسليمها نظام «إس – 300» المضاد للطائرات. وأعرب مسؤولون إيرانيون عن ضيقهم المتنامي من عدم تسليم روسيا نظام الدفاع الصاروخي وهو نظام لا تريد إسرائيل ولا الولايات المتحدة لطهران أن تحصل عليه.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية: «تنتظر إيران من روسيا أن لا تتأثر وترضخ لضغوط دول أخرى.. نأمل أن تحسم هذه المسألة في إطار اتفاقاتنا».