قراصنة الصومال يستعينون بزملاء على الهواتف للحفاظ على «الصيد الثمين»

مسؤول بحري كيني لـ الشرق الأوسط»: أي عمل عسكري لتحرير الناقلة الكورية سيكون خطيرا للغاية

مارينز هولنديون يهبطون على متن السفينة الالمانية «ام اس تايبن» لانقاذ الطاقم بالقرب من الساحل الصومالي (رويترز)
TT

استبعد أندروا موانغورا، مسؤول برنامج مساعدة البحارة المعني بمتابعة أنشطة القراصنة، من مقره بمدينة مومباسا الكينية إمكانية إقدام كوريا الجنوبية على استخدام القوة العسكرية لتحرير ناقلة النفط العملاقة «سامهو دريم»، التي اختطفت قبل يومين على بعد نحو 1.500 كيلومتر جنوب شرق خليج عدن. وقال موانغورا لـ«الشرق الأوسط»: «هناك خطورة بالغة على الناقلة وحمولتها وطاقمها المكون من 24 بحارا، هم خمسة كوريين جنوبيين و19 فلبينيا»، مشيرا إلى أن القراصنة لن يتسامحوا على الإطلاق مع أي محاولة لاستعادة السيطرة على الناقلة بالقوة العسكرية.

وكان موانغورا يعلق على محاولة مدمرة تابعة للبحرية الكورية الجنوبية اللحاق بالناقلة المختطفة، مشيرا إلى أن القراصنة، الذين ما زالوا مجهولي الهوية، لم يعلنوا بعد عن مطالبهم أو يحددوا حجم الفدية المطلوبة مقابل إطلاق سراح الناقلة وطاقهما البحري.

ولفت أندروا إلى أن القراصنة صعدوا عمليات الخطف رغم انتشار عدة أساطيل أجنبية في المياه المتاخمة للسواحل الصومالية، معتبرا أن هذا الانتشار لم يحل المشكلة أو يجبر القراصنة على وقف أنشطتهم.

وتوقع موانغورا أن يطلب القراصنة هذه المرة مبلغا يقترب من العشرة ملايين دولار كفدية للإفراج عن الناقلة الكورية، قياسا على آخر عملية قرصنة وحصلوا على نحو 9 ملايين دولار.

وقال قراصنة محليون لـ«الشرق الأوسط» إن المجموعة الخاطفة للناقلة بدأت في إجراء اتصالات بهدف استدعاء زملاء للانضمام إليهم للحفاظ على ما وصفوه بالصيد الثمين.

وأبلغ قرصان، اكتفى بإعطاء اسمه الأول فارح، أنه وآخرين تلقوا بالفعل اتصالات هاتفية عبر هواتفهم النقالة تطلب منهم تجهيز أنفسهم للانضمام إلى المجموعة، التي تحتجز الناقلة الكورية مقابل الحصول على حصة من الفدية لاحقا. وقال مسؤولون بوزارة الخارجية الكورية الجنوبية إن المدمرة لن تحاول اعتراض أو مهاجمة السفينة المختطفة، لأن التحرك ربما يعرّض طاقمها لخطر، بينما أعلنت شركة «سامهو»، التي تدير السفينة أن القراصنة لم يجروا حتى الآن أي اتصال لعرض مطالبهم.

وقالت الشركة، من مقرها بمدينة بوسان الكورية الجنوبية، إن «الاتصال انقطع مع قبطان الناقلة»، التي اقتادها القراصنة إلى معقلهم في ميناء هارديري القريب من إقليم البونت لاند (أرض اللبان) شمال شرق الصومال. وعلى الرغم من أن الهجمات في خليج عدن والمحيط الهندي أصبحت تشكل خطرا متزايدا على كل السفن في السنوات الأخيرة، فمن النادر أن ينجح القراصنة في احتجاز ذلك النوع من ناقلات النفط العملاقة التي تحمل معظم نفط الخليج الخام إلى المصافي.

وقال مسؤول إن الحكومة الكورية الجنوبية لن تشارك في أي مفاوضات مع القراصنة للإفراج عن السفينة وأفراد طاقمها، لأن مثل هذه الخطوة يمكن أن تعرض للخطر حياة مزيد من الرهائن، موضحا أن شركة «سامهو» ستكون مسؤولة عن أي مفاوضات، وأن الحكومة ستلعب دورا داعما فقط.

فى غضون ذلك، أعلن الأميرال البريطاني بيتر هدسون، قائد القوة البحرية الأوروبية «ناف فور»، أنه يجب على القوة أن تتكيف باستمرار مع تصاعد هجمات القراصنة الصوماليين الذين ازدادوا جراءة وأصبحوا أصغر سنا.

وقال الأميرال في تصريحات لوكالة الصحافة الفرنسية من مقر القوة في نورثوود بضواحي لندن، حيث يقود فرقة من 120 شخصا من 16 بلدا: «علينا أن نتكيف وأن نتحلى باللين ونحاول أن نكون أكثر ديناميكية من ما كنا عليه قبل سنة». وأضاف أن القراصنة «لا يهابون شيئا»، مؤكدا «أنهم ما زالوا مستعدين للمجازفة، بعد أن أصبحوا أصغر سنا لا تتجاوز أعمارهم عشرين سنة، وأحيانا ما بين 14 إلى 15 سنة».