بعد 3 سنوات من مقتل ابنها.. عائلة عراقية تعيش الفاجعة من جديد على شاشات التلفزيون

«الشرق الأوسط» تتحدث إلى شقيق نمير الذي يصور فيديو مقتله بنيران هليكوبتر أميركية عام 2007

صورة نمير نور الدين تطل على نعشه خلال تشييع جثمانه في يوليو 2007 («الشرق الأوسط»)
TT

كان لوقع الشريط الذي تم بثه على الإنترنت مساء الاثنين الماضي حول مقتل عدد من العراقيين بنيران القوات الأميركية في منطقة حي الأمين شرقي بغداد قبل نحو ثلاث سنوات، الأثر البالغ على أم نمير، أحد مصوري وكالة «رويترز» للأنباء، التي ما فتأت تذكر ابنها الشاب الذي لم يتجاوز السادسة والعشرين من عمره عند مقتله في تلك الحادثة في 12 يوليو (تموز) 2007 التي بقيت طي النسيان حتى فوجئت العائلة باللحظات الأخيرة من عمر ابنها الذي كان في ذلك المكان من أجل تصوير التوتر الأمني الذي عم تلك المناطق.

الأم أصيبت بالانهيار وهي ترى ركضات ولدها العزيز وهي تعرفه جيدا فهو سريع في رد الفعل باعتباره رياضيا في رياضة الكونفو التي منحته جسدا مميزا عن باقي إخوته الثلاثة. لكن ركض نمير، وحسب شقيقه نبيل، لم يساعده في الهرب من نيران القوات الأميركية التي أصرت على قتله بعد إصابته في المرة الأولى.

ويقول نبيل الذي يعشق التصوير كباقي إخوته ووالده الذي يعتبر أيضا من مؤسسي «الجمعية العراقية للتصوير» إن نمير كان ذاهبا لتغطية الأحداث في منطقة حي الأمين في بغداد الجديدة شرقي بغداد بعدما وردت معلومات للوكالة التي يعمل بها بأن القوات الأميركية وطائراتها موجودة في تلك المنطقة، لكن نمير عاد مضرجا بالدماء ومعه زميله سعيد وبعض المدنيين الآخرين. أما والد نمير فيقول: «كنت أوصي زميله سعيد دائما أن ينتبه إلى نمير لأنه يكبره عمرا. وعندما جاء خبر استشهاد سعيد، على الفور قلت لهم إن نمير قد استشهد معه أيضا ولم أكن أعرف أن نمير قد استشهد فعلا». ويؤكد نبيل أن إحدى الوكالات الإعلامية اتصلت به وأبلغته بأن يبحث في الإنترنت عن هذا التسجيل، لكنه لم يكن يعلم أنه يصور مقتل شقيقه وعراقيين آخرين، وقال إنه فوجئ وصرخ بأعلى صوته مطالبا بالثأر لدم أخيه. ونشرت جماعة «ويكيليكس» الأميركية الشريط الذي يظهر بوضوح كيف استهدفت مروحية أميركية مقاتلة من طراز «أباتشي» نمير، المصور التابع لوكالة «رويترز»، قبل أن تغير من جديد على المدنيين الذين حاولوا إنقاذه مما أدى إلى مقتله ومقتل الصحافي الآخر في «رويترز» سعيد جماغ وأكثر من 12 مدنيا عراقيا. إلى ذلك، قال الناطق باسم البيت الأبيض روبرت غيبس أول من أمس غداة بث الشريط: «لست أدري إن كان الرئيس (باراك أوباما) شاهد الشريط على الإنترنت، لكنه بالتأكيد شريط مروع جدا ومفجع جدا».

ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن الناطق قوله إن الجنود الأميركيين في مناطق الحرب يبذلون كل ما في وسعهم لتفادي سقوط قتلى مدنيين. وقال إن «جنودنا سيأخذون الاحتياطات الضرورية كافة لضمان أمن المدنيين، خاصة أولئك الذين يعملون في المناطق الخطرة في الإعلام مع المؤسسات الصحافية». ودعا المتحدث إلى أن تطرح على البنتاغون الأسئلة كافة المتعلقة بالتحقيق حول هذا الخطأ.