تغييرات كبيرة في قيادة الجيش الإسرائيلي تدل على غياب التحديات العسكرية عقب رفض التمديد لأشكنازي

أنصار رئيس الأركان يتهمون باراك ونتنياهو بالخوف من شعبيته الكبيرة

غابي أشكنازي (أ.ب)
TT

تشهد إسرائيل غليانا كبيرا منذ إعلان وزير الدفاع، إيهود باراك، أنه لن يمدد لرئيس أركان الجيش، غابي أشكنازي، خدمته. ووجهت لباراك ولرئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، تهمة التخلص من أشكنازي بسبب شعبيته الكبيرة، إذ بات يحسب حسابه ليكون رئيس الوزراء القادم. ولكن خبراء عسكريين يشيرون إلى أن قرار باراك وما سيعقبه من تغييرات واسعة في قيادة الجيش خلال السنة، تدل على أن إسرائيل تجري تغييرات كهذه، لأنها لا ترى في الأفق احتمال الخوض في تحديات عسكرية كبيرة.

وكان باراك قد استدعى أشكنازي، الليلة قبل الماضية، إلى مكتبه (مكتباهما متجاوران) وأبلغه أنه لن يمدد مهمته بسنة أخرى، مما يعني أنه سينهي خدمته في فبراير (شباط) 2011. وفسر باراك هذا القرار بأنه التزام بالمبدأ الذي أقرته الحكومة السابقة، برئاسة إيهود أولمرت، أن يحدد مدة خدمة رؤساء الأركان بأربع سنوات، لا تمدد إلا في حالات الطوارئ. وقال إن هذا القرار صدر في حينه بناء على توصية المستشار القضائي السابق للحكومة، ميني مزوز، الذي قال إن انشغال الجيش عشية اختيار رئيس أركان جديد بعد سنتين من تعيينه ليس صحيا للجيش. ولذلك، ينبغي تحديد الخدمة بأربع سنين لضمان الهدوء والاستقرار في المؤسسة العسكرية. وأضاف باراك، «بما أنه لا توجد حالة طوارئ فلا حاجة للتمديد». وعبر عن تقديره العالي لأشكنازي وعمله في ترميم قدرات الجيش بعد إخفاقات الحرب في لبنان ونجاحاته في الحرب على غزة.

ولكن مصادر مقربة من أشكنازي كشفت عن أنه صدم من الدعوة وصدم من مضمون بلاغ باراك، حيث إنه يوجد وقت طويل حتى يتخذ القرار بتغيير رئيس الأركان، ولكنه صدم أكثر من البيان الذي أصدره مكتب باراك لإبلاغ الصحافة بالقرار. وقالت هذه المصادر إن باراك قصد المساس بهيبة أشكنازي ومكانته بهذه الطريقة. واتهمت نتنياهو بالشراكة مع باراك في أهداف هذا النشر. وأكدت أن السبب في ذلك هو شعبية أشكنازي، الذي قال %76 من الجمهور في آخر استطلاع للرأي، إن أداءه جيد، في حين قال %43 فقط إن أداء نتنياهو جيد و%41 إن أداء باراك جيد.

وأصدر مكتب نتنياهو بيانا نفى فيه أن تكون هناك أسباب غير موضوعية دفعت إلى عدم التمديد. وقال إن نتنياهو يثق بحسابات واعتبارات وزير الدفاع. وأشاد بأشكنازي.

ورد أشكنازي ببيان غاضب قال فيه إنه يستغرب الخوض في تمديد خدمته علما أنه لم يطلب ذلك في أي وقت، واعتبر الأمر زائدا، وقال إنه يؤمن بصحة قرار الحكومة السابقة تحديد خدمة رئيس الأركان لأربع سنوات. وذكر أشكنازي بحقيقة أنه ورفاقه في رئاسة الأركان نجحوا في تقوية الجيش وتعزيز ثقة الناس به وإعداده لمواجهة التحديات الكبيرة. ولمح بأن باراك يشوش على الجيش القيام بمهامه العسكرية الكبيرة وقال: «هناك مهمات حساسة يستعد لها الجيش وعلينا أن ننخرط فيها فقط ولا ننشغل في أمور شخصية وهامشية».

واستُقبل قرار باراك بانتقادات واسعة من اليمين واليسار والصحافة، فقال وزير كبير رفض الكشف عن اسمه لصحيفة «معاريف» إن قرار عدم التمديد خاطئ وكان يجب التعامل مع أشكنازي كما عومل رئيس «الموساد»، مئير دغان، الذي مددوا خدمته لسنة سابعة. ودعا عضو الكنيست من المعارضة اليمينية المتطرفة، ميخائيل بن آري، إلى محاسبة باراك، على قراره الذي يمس أمن إسرائيل. وقال إن باراك أجرى تصفية حسابات شخصية مع أشكنازي، الذي تربطه به علاقات سيئة. ودعا الكنيست إلى البحث في القرار على عجل.

5 متنافسين على رئاسة الأركان

* تغيير رئيس أركان الجيش الإسرائيلي سيؤدي إلى تغييرات كبيرة في الهرم القيادي للجيش وسيدفع بمجموعة من الضباط الشباب إلى الصفوف الأمامية.

فهناك حاليا 5 مرشحين لخلافة اشكنازي، بعضهم سيترك الجيش في حالة عدم اختياره. وهناك أيضا مناصب نائب رئيس الأركان ورئيس شعبة الاستخبارات العسكرية ورئيس قسم العمليات وقائد القوات الأرضية وغيرها. وسيدخل لرئاسة الأركان عدة ضباط برتبة عميد، وهؤلاء ينبغي أن يتم إشغال مناصبهم الشاغرة.

ويتنافس على منصب رئيس الأركان حاليا 5 من كبار الجنرالات، هم حسب تدريج احتمالاتهم:

الأول: يوآف غالانت (52 عاما)، قائد اللواء الجنوبي. فهو أكبر المرشحين سنا. بحكم منطقة نفوذه، قاد الحرب العدوانية على قطاع غزة، التي يعتبرها الإسرائيليون نجاحا باهرا، كونها أوقفت إطلاق الصواريخ. وهو قائد فظ، غير محبوب في أوساط القيادة الإسرائيلية. وكان على خلاف مع رئيسه اشكنازي. ويقال إن أسهمه ارتفعت لدى باراك، بسبب خلافاته مع اشكنازي. ويؤيده حاليا باراك نفسه.

الثاني: بيني غينتس (51 عاما)، نائب رئيس الأركان الحالي. وغينتس كان بعيدا عن ساحة التنافس. وحتى ما قبل سنة خدم ملحقا عسكريا في السفارة الإسرائيلية في واشنطن. ولكن بسبب الخلاف بين باراك، الذي أراد تعيين غالانت نائبا لرئيس الأركان، واشكنازي الذي يريد الجنرال جادي أيزنقوط، اتفق على حل وسط هو غنيتس. واليوم أصبح غنيتس المرشح المفضل لدى اشكنازي. وباراك يحبه ويؤيده، ولكنه يفضل غالانت عليه.

الثالث: جادي آيزنقوط، قائد اللواء الشمالي في الجيش. ويعتبر مقربا من اشكنازي. ولكن احتمالات تعيينه ضعيفة أكثر بسبب سنه، حيث إنه لم يتجاوز الخمسين من العمر.

الرابع: موشيه كابلينسكي، وهو نائب رئيس أركان سابق. ترك لصالح الحياة المدنية ويدير حاليا شركة كبيرة تعمل في التكنولوجيا العالية. ومع أن جلب جنرال من الاحتياط لرئاسة الأركان يعتبر أمرا شاذا، فإن اشكنازي كان قد جلب لرئاسة الأركان من منصبه المدني في وزارة الدفاع. ومع ذلك فإن كابلينسكي يعتبر مرشحا قويا.

الخامس: آفي مزراحي، قائد لواء المنطقة الوسطى. وهو لم يطرح من جهات رسمية أو حكومية، ولكنه طرح نفسه للتنافس وقال إن له مؤيدين في قيادة الجيش.